تعتزم الحكومة البريطانية انتهاج خطة لمكافحة بدانة الأطفال والتي تهدف الى خفض نسبة السكر في الأطعمة والمشروبات، في حين ينتقد خبراء وناشطون تلك الخطة ويصفها البعض بمحدودة النطاق ولم تقدم ما يكفي من حلول.

لندن: انتقد خبراء، ناشطون ونواب تلك الخطة التي تعتزم الحكومة البريطانية انتهاجها لمواجهة مشكلة بدانة الأطفال. وقالت الجمعية الطبية البريطانية في بيان لها بهذا الخصوص إن الحكومة رجعت في وعود سبق أن قطعتها على نفسها، وأكد الرئيس التنفيذي لشركة سينسبري إن الخطة بدت محدودة النطاق ولم تقدم ما يكفي من حلول.

وقالت النائبة، سارة ولاستون، إن الخطة أظهرت مدى النفوذ الذي تحظي به جماعات الضغط الكبرى في الصناعة، فيما وصف أحد الوزراء الخطة بأنها طموحة.

وتسعى الحكومة بموجب تلك الخطة لإجبار كل من يعمل بصناعة الأطعمة والمشروبات على خفض نسبة السكر في المنتجات المحببة للأطفال بنسبة 5 % خلال العام القادم، ومن ثم خفض النسبة إلى 20 % على مدار الأعوام الأربعة المقبلة.

كما تطالب الخطة إدارات المدارس الابتدائية بضرورة تخصيص 30 دقيقة على الأقل كل يوم ليتمكن الأطفال خلالها من ممارسة النشاط البدني وتقديم المساعدة في الوقت عينه للأبوين ومقدمي الرعاية لضمان ممارسة الأطفال لهذا النشاط في المنزل.

إعلانات الأطعمة السريعة

وعاودت النائبة ولاستون، وهي رئيسة لجنة الصحة في البرلمان، لتقول " كم كان من المحبط للغاية أن يتم إسقاط كامل قطاعات المشروع الأصلي، بما في ذلك التدابير المتعلقة بالإعلانات عن الأطعمة السريعة التي يتم تقديمها للأطفال وكذلك بالعروض.

ورحبت ولاستون بالإجراءات التي ستعني بالحد من نسبة السكر في الأطعمة وبإبقاء الضريبة على المشروبات السكرية، وان نوهت إلى أن ذلك سيتطلب بعض الوقت، أما النائبة عن حزب العمال، دياني أبوت، فكتبت تغريدة عبر موقع تويتر قالت فيه "استسلمت تيريزا ماي لصناعة الأطعمة والمشروبات على حساب صحة أطفالنا". وقالت وزيرة الصحة العامة السابقة، جين إليسون، إن تلك الخطة هي أكثر برامج الإصلاح طموحاً، وأن الحكومة تعمل وفق أفضل النصائح التي يقدمها خبراء الصحة العامة. وبسؤالها عن المخاوف التي تتحدث عن قيام الحكومة بالتخفيف من حدة المقترحات الخاصة بالحد من الإعلانات التي تروج للأطعمة والوجبات السريعة، قالت إليسون إن المملكة المتحدة تمتلك بالفعل بعضاً من أشد القيود في العالم.

وقالت البروفيسور بارفين كومار، رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية البريطانية للعلوم، إن الحكومة تراجعت عن وعود سبق أن قطعتها على نفسها بإعلانها عن خطة تبدو ضعيفة بدلاً من تلك الإستراتيجية القوية التي سبق أن وعدت بتنفيذها كاملةً.

أما السير هاربال كومار، الرئيس التنفيذي لجمعية مكافحة السرطان البحثية الخيرية في المملكة المتحدة، فأكد أن تلك التدابير "فرصة ضائعة" لمواجهة بدانة الأطفال.

إثارة الغضب

هذا وقد اشتملت خطط مكافحة بدانة الأطفال التي أزيح عنها النقاب اليوم في بريطانيا مساعي تهدف إلى خفض نسبة السكر في الأطعمة والمشروبات بنسبة تصل إلى 20 % على مدار 4 أعوام، طبقاً لما علمته بهذا الصدد هيئة الإذاعة البريطانية.

وقال في هذا السياق هيو بيم وهو محرر قسم الصحة لدى البي بي سي " قد تثير تلك الخطط غضب البعض، خاصة وأنهم يتساءلون عن السر وراء تمريرها في وقت حصول البرلمان على عطلة، لكون ذلك يعكس قدراً من عدم الالتزام تجاه كامل الخطة".

وكانت تلك الإستراتيجية قد تم اقتراحها بهدف مواجهة مشكلة تزايد أوزان الأطفال في بريطانيا. وسبق أن تم الإعلان قبل خمسة أشهر عن تلك الخطط الخاصة بفرض ضريبة على المشروبات السكرية بكافة أنحاء المملكة المتحدة، في الوقت الذي تشير فيه مصادر إلى احتمال الكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بتلك الضريبة اليوم.

أعدت إيلاف المادة عن موقع بي بي سي

المادة الأصل هنا