رغم الكلام عن سريان اتفاق &من أجل وقف اطلاق النار في الحسكة السورية منذ الساعة&الخامسة من مساء الأحد، واخلاء القتلى والجرحى ونقلهم الى مشافي القامشلي، واعادة النقاط العسكرية الى ما كانت عليه قبل اندلاع الاشتباكات، والعودة الى طاولة المفاوضات بحضور ممثلين عن جميع الأطراف&وبحضور ايراني وروسي، الا أن المعارك العنيفة وغير المسبوقة التي شهدتها مدينة الحسكة منذ أيام بين القوات الكردية وقوات النظام السوري مازالت مستمرة، بحسب مصادر "إيلاف" .

وحول ماهية المعارك، اعتبر "خالد علي "، ممثل حزب الديمقراطي الكردستاني في ممثلية المجلس الوطني الكردي في اقليم كردستان، في تصريح لـ"إيلاف"، "أن الـ "ب ي د" PYD ما زال في حظيرة النظام و من الصعب الخروج منها، لكنّ هناك تغييرات في التحالفات الاقليمية على النظام تقديم ضمانات للاطراف الدولية وخاصة تركيا، وكذلك تنبيه "ب ي د" في علاقتها مع اميركا وعدم تجاوز خطوط النظام الحمراء هذا القتال يختلف عن الجولات السابقة التي حدثت بين "ب ي د" والنظام للتغطية على مشاريعهم، لكن الصراع مازال بين الحلفاء،&لا يزال النظام و "ب ي د" في تنسيق كبير على الرغم مما يحدث".

ولكن ابراهيم مسلم، عضو ممثلية" روج آفا" في فرنسا، قال لـ"إيلاف"، إن "موضوع الحسكة مقايضة تركية إيرانية برعاية روسية، النظام السوري يحاول أن يشرعن قواته دوليًا لتأخذ مكان قوات سوريا الديمقراطية كقوة وحيدة شرعية تحظى بالدعم الدولي، فهو يدرك جيدًا أن القوة الوحيدة المرغوبة على أرض دوليًا هي قوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات حماية الشعب، لذا من مصلحته القضاء على هذه القوة لكي لا تفرض نفسها كقوة بديلة لمحاربة داعش".

واعتبر أنه "في المقابل تركيا تقوم بإنهاء بقايا المعتدلين من المعارضة واستبدالهم بالمتطرفين المصنفين بقوائم الإرهاب".

وقال إن "من مصلحة تركيا القضاء على النفوذ الكردي على حدودها وفي المقابل من مصلحة النظام القضاء على المعارضة المعتدلة، لذلك نرى المعركة والتي عرفت بمعركة حلب الكبرى بقيادة عبد الله المحسيني لم نسمع لها صدى، مع أنه كان من المفروض أن المعركة مستمرة ".

وأضاف: "الآن النظام دفع ثمن توقيف جبهة حلب بقصف الأكراد في الحسكة، لذلك تركيا قامت بكبح جبهة الفتح مقابل قيام النظام بقصف الأكراد ".

البقاء في الميدان

ورأى مسلم أن "النظام يخطط ان يبقى في الميدان مقابل تنظيم داعش والفتح أي النصرة، معتقدًا بأن قواتها ستكون البديلة لقوات سوريا الديمقراطية في تلقي دعم التحالف الدولي لمحاربة داعش".&

وأكد "أن النظام لن ينجح في مخططه، والقوات الكردية ستحرر الحسكة، وسيتم ضبط النظام في مربعين أمنيين، أحدهما في الحسكة والآخر في قامشلو".

وأكد "كما انتصرت كوباني وكري سبي ومنبج على ارهاب داعش، ستتحرر الحسكة من ارهاب النظام ومرتزقته من الدفاع الوطني".

وقال "في النهاية الإرادة الدولية والاقليمية لها دور في إشعال هذه الحرب، وهي التي ستوقفها ".

وردًا على ما قيل عن اتفاق مبرم بين النظام والاكراد، شدد &على أنه "لا تراجع حتى تطهير الحسكة من النظام السوري ".

تحالف غير معلن

الى ذلك، تحدث المعارض السوري المستقل وليد البني لـ"إيلاف"، وقال لم يكن التحالف غير المعلن بين النظام والـ &ب ي د PYD ناتجاً عن انسجام فكري أو ايديولوجي بين الطرفين، بل كان يشبه زواج المصلحة الذي يدرك طرفاه انه سينتهي بانتهاء مصالح أحد الطرفين .

وأشار الى أن "هدف ال "ب ي د" PYD، كان السيطرة على اكبر مساحة ممكنة من شمال سوريا، لكي يتمكن من فرض تصوره لشكل الدولة السورية وتنصيب نفسه كممثل لاكراد سوريا ومصالحهم، &بينما استغل النظام العداء بين هذا الفصيل الكردي وتركيا الداعم الاساسي لفصائل المعارضة المسلحة كي يضعه كقوة عسكرية في مواجهة تركيا ومعارضي النظام في نفس الوقت"، وأضاف "بعد التقارب التركي بين كل من روسيا وايران وصلت الرسالة للنظام بضرورة انهاء هذا الزواج مقابل اغلاق الحدود التركية ووقف الدعم التركي للمعارضة" .

واعتبر البني في هذا السياق &"أنه يحب التنويه أن القتال هو بين هذين الطرفين بالتحديد حيث لا يمثل النظام بقية السوريين ولا تمثل "ميليشيا" صالح مسلم &كل السوريين الأكراد" .

وقال إن استمرار المعركة أو توقفها والمدى الذي ستصل اليه سيتوقف على متانة الاتفاقات التركية مع كل من روسيا وايران، فمن الواضح ان إخراج حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري من المعادلة هو الثمن الذي تطلبه تركيا لاستمرار التزامها بالتفاهمات التي أبرمتها مع الروس والايرانيين، بما يخص الملف السوري ".

نزوح مسيحي

جميل ديار بكرلي، الناشط السوري والمسؤول في المرصد الآشوري، رأى في تصريح لـ"إيلاف": "أن كل ما يحدث من أحداث مرتبطة بالتغيّرات الاقليمية التي تسير بالمنطقة"، وأضاف: "يبدو النظام السوري يريد مغازلة تركيا بعد تقاربها مع روسيا، وأكد أن السبب الاساسي هو غير محلي".

هذا و أفاد مراقبو المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في مدينة الحسكة السورية بوجود حركة نزوح للمسيحيين عن المدينة التي تشهد قتالاً محتدماً بين قوات النظام السوري ومليشيا وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) منذ أيام، حيث تعتبر هذه المواجهات بين الطرفين هي الأعنف التي طالت احياء عديدة في المدينة.

وأكدت مصادر مطلعة للمرصد الآشوري بأنه منذ ثلاثة ايام استطاعت أكثر من 75 عائلة مسيحية من مدينة الحسكة النزوح إلى دير السيدة العذراء للسريان الارثوذكس في قرية تل ورديات التي تبعد 30 كم عن المدينة، بالإضافة إلى نزوح عدد من العائلات إلى بلدة تل تمر كبرى البلدات والقرى الآشورية على ضفاف نهر الخابور.

وأشار مراقبو المرصد الآشوري في المدينة الى أن هناك عدداً من العائلات المسيحية محاصرة في منازلها لا تستطيع الخروج بسبب اشتداد المعارك حول مناطقهم، وسط نقص شديد بالمواد التموينية، والماء والكهرباء والاتصالات.

اجتماع مغلق

وكانت مصادر كردية كشفت&أن وفداً أمنياً وعسكرياً سورياً - روسياً مشتركاً قادماً من دمشق وقاعدة حميميم الروسية وصل السبت إلى مدينة القامشلي عبر مطارها المدني.

ونقلت وسائل إعلامٍ كردية عن مصدر في الإدارة الذاتية أن الوفد ترأسه رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك وخمسة ضباط من إدارة أمن الدولة في دمشق، وثلاثة مستشارين أمنيين روس من قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية.

وقالت شبكة (باسنيوز) الكردية إن الوفد عقد اجتماعاً مغلقًا في مطار القامشلي الدولي مع مسؤولين عسكريين وسياسيين في الإدارة الذاتية الكردية، بينهم &رئيس هيئة الدفاع في مقاطعة الجزيرة عبد الكريم صاروخان، ورئيس هيئة الخارجية في المقاطعة عبد الكريم عمر، والمتحدث باسم الوحدات الكردية ريدور خليل، والقيادي في حزب العمال الكردستاني التركي (PKK) الملقب بـ(هفال نوجين باكوك).

وأكد المصدر أن الاجتماع شهد في بدايته مشادّة كلامية بين كل من علي مملوك وعبد الكريم صاروخان، توعد خلاله مملوك المسؤولين الأكراد بأنه سيدمر مدينتي القامشلي والحسكة فوق رؤوس ساكنيها في حال عدم ايقاف معارك الحسكة فوراً.

كما أن الوفد الكردي قدم جملة من المطالب للمسؤولين الأمنيين التابعين للنظام السوري، أبرزها حل ميليشيات الدفاع الوطني نهائياً وإخلاء قوات النظام لجميع المقرات والمؤسسات والمواقع التي تسيطر في الحسكة وتسليمها للوحدات الكردية واقتصار تواجدها فقط في المربع الأمني المحصور بين الحارة العسكرية وجسر غويران وجسر النشوة وسط المدينة.

وانتهت الشبكة الى القول إن عدداً من المسؤولين الأكراد خرجوا من الاجتماع الذي استمر نحو ساعة دون الوصول لأي إتفاق.