خاص بإيلاف: تتواصل المعارك بين وحدات حماية الشعب الكردية، وقوات النظام السوري في مدينة الحسكة الواقعة شمال شرق سوريا، حيث أفيد عن تمكن وحدات حماية الشعب من تحقيق تقدم كبير على الأرض.

واشارت المعلومات الواردة من الحسكة إلى ان القوات الكردية سيطرت على سجن الحسكة المركزي ومبنى الهجرة الجوازات وفرع المرور وكتيبة حفظ النظام في حي غويران، بالإضافة إلى حي النشوة ومدرسة أبي عبيدة بن الجراح التي يتخذها الدفاع الوطني بقيادة عبد القادر حمو مقرًا رئيسيًا له.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال من جهته "إن القوات الكردية تمكنت من السيطرة على ما نسبته 90 في المائة من مدينة الحسكة".

وفي هذا السياق، اعتبر المحلل العسكري الإستراتيجي، العميد أحمد رحال، في حديث مع "إيلاف" حول ما يجري في الحسكة، "أن نظام الاسد لا يملك القرار السياسي والعسكري في سوريا، بل هو عبارة عن نظام ينفذ، &فالقرار السياسي موجود في موسكو اما قراره العسكري ففي حميميم وفي يد قاسم سليماني".

الخروج من الحسكة

هل ستلحق الحسكة بالرقة وإدلب، وبالتالي سيفقد النظام تواجده في هذه المحافظة؟ سؤال رد عليه رحال قائلاً،"أتوقع صدور قرار ينص على انسحاب وانهاء تواجد النظام في المحافظة وبذات الوقت هذا القرار يمنع الاكراد من تجاوز خط العرض 36 باتجاه الجنوب، وهذا يعني ان المنطقة الكردية ستكون خاضعة للسيطرة الاميركية ما يعني ان النفط في هذه المنطقة اصبح تحت سيطرة اميركا"، واضاف،" ما يحكى عن اتفاق وشروط وبنود تم الاتفاق عليها منذ يومين بين النظام والاكراد لا اساس له من الصحة وكذبة روّجها إعلام النظام".

شعار طهران
وتابع: "ما يجري اليوم يخضع لخرائط جديدة، لان النظام قد يجهز للانسحاب من حلب ايضًا، فرغم التوافقات التركية الايرانية، والتركية الروسية، الا ان ايران لا تعلن كافة الحقائق، وهي لم تخالف القاعدة التي تعمل عليها منذ بدء الثورة، وتنص على: اما سوريا موحدة بقيادة الاسد أو فلنذهب الى التقسيم، وهذا هو الخيار الاصعب والامر بالنسبة لطهران ولكن ستكون مجبرة للذهاب اليه لانها لن تتخلى عن حزب الله وعن مجاورة اسرائيل التي تعد ورقة رابحة بالنسبة اليها، فهي تضحك على الشعوب بواسطة شعارات فارغة كالموت لاسرائيل".

استبعاد تفعيل اتفاقية أضنة

وعن المعلومات التي راجت حول امكانية تدخل تركيا بموجب اتفاقية اضنة، استبعد رحال هذا الامر قائلاً "لا اتوقع ذهاب تركيا نحو اتفاقية اضنة علمًا أن تفعيلها لا يحتاج الى مشاورات تركية - سورية، فالاسد نقضها بعد التدخل الروسي"، ولفت،" إلى أن هناك توافقًا ايرانيًا تركيًا ينص على ضرورة عدم إعطاء الاكراد دولة في سوريا، لأن هذا الكيان سيضر بدول الجوار، فالأكراد يتواجدون في العراق وسوريا وتركيا وايران، وبالتالي سيخرج هؤلاء ليطالبوا بكيان انفصالي ايضًا".

التخلي عن الأكراد

وأكد "أن الاسد لم يكن ليتخلى عن حليفه الكردي لو لم تكن هناك ضغوط ايرانية وروسية وهو فتح المعركة بأمر عمليات ايراني، فهذا النظام يتحالف مع حزب البي كي كي منذ الثمانينات، ويبدو ان الاكراد احسوا بأن الاسد سينقلب عليهم بعدما اقفلت روسيا ممثليتهم في موسكو فقلبوا الطاولة عليه في الحسكة، وهم الطرف الاقوى".

رأي المعارضة

وعن نظرتهم كقوى معارضة إلى ما يجري في الحسكة، قال،" طالما ان صالح مسلم يطالب بوطن كردي فنحن نعتبر أن ما يجري لا يعدو عن كونه اعداء يقاتلون اعداء، وهذا الكلام يشمل فقط البي يي دي، أما اذا اراد مسلم الاصطفاف في الثورة على قاعدة انه وتنظيمه جزء من الشعب السوري وان مصير الاكراد يحدده الشعب بعد سقوط الاسد فنحن نضع يدنا بيده، ونعتبر هذا الشعب (الكردي) شعباً مظلوماً ونساعدهم لتحقيق ما يريدون ما عدا الانفصال"، وفي رده على سؤال حول موقفهم من العشائر العربية المتواجدة في الحسكة، أكد "عدم تخلي المعارضة والجيش الحر عن هذه العشائر، ولكن بحكم ظروفنا واوضاعنا هناك المهم وهناك الأهم، والأهم اليوم قتال ميليشيات الاسد لا ميليشيات صالح مسلم".

الموقف التركي

وعن الموقف الرسمي التركي اليوم مما يجري، رأى،" ان تركيا اعطت نوعاً من التنازل لم يخرج عن الاجندة الاميركية التي تتحدث عن بقاء الاسد في الاشهر الستة الاولى من العملية الانتقالية ثم المغادرة وهذه الاجندة تختلف عن روسيا التي تطالب ببقاء الاسد 18 شهراً ثم السماح له بالترشح"، متابعًا "حتى ايران تشعر أن لا مكان للاسد، ولكن تريد ترتيب اوضاع المنطقة قبل خروجه، فالاعتقاد السائد اليوم يدور حول أن مغادرة الاسد تعني استلام الجماعات الإرهابية زمام الامور وسقوط النظام، علمًا بأنه دعم هذه الجماعات بأشكال مباشرة وغير مباشرة".


&