كان موضوع تسليم رجل الدين المعارض فتح الله غولن محور محادثات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن التي استغرقت نحو ساعتين ونصف الساعة في المجمع الرئاسي يوم الأربعاء في أنقرة.

وأبلغ نائب الرئيس الأميركي، مضيفه إردوغان يوم الأربعاء بأنه لن يتسنى تسليم رجل الدين فتح الله غولن إلى تركيا إلا بقرار من محكمة اتحادية. وقال إن المحكمة الأميركية العليا هي وحدها المخولة باتخاذ قرار تسليمه.&

وأوضح بايدن في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس التركي، إنه حتى الرئيس أوباما لا يملك سلطة دستورية لتسليم مطلوب قضائي لدولة أخرى.

وأشار إلى أن واشنطن وأنقرة تنسقان لجمع المعلومات بشأن تسليم غولن، مؤكدا أن الولايات المتحدة تبذل ما بوسعها لمحاسبة المسؤولين عن محاولة الانقلاب.

وقال بايدن إن المتورطين في محاولة الانقلاب إرهابيون وإن الولايات المتحدة لديها محامون يعملون على طلب تسليم غولن أكثر مما لديها في أي قضية أخرى مماثلة.

خيانة عظمى

وقال بايدن إن "محاولة الانقلاب في تركيا كانت اعتداء على الشعب التركي وخيانة عظمى من مجموعة عسكرية". وأعرب عن أسفه لضحايا محاولة الانقلاب، مشددا على دعم واشنطن لتركيا قائلا "نبذل ما بوسعنا لمحاسبة المسؤولين عن محاولة الانقلاب".

وأبدى نائب الرئيس الأميركي، دعم واشنطن لعملية الجيش التركي في جرابلس، متعهدا بعمل بلاده مع تركيا لاستئصال (داعش) من المنطقة.

دعم الشرعية&

وأكد بايدن خلال المؤتمر الصحافي تضامن بلاده مع الشرعية في تركيا، نافيا علم واشنطن مسبقا بالمحاولة الانقلابية.

كما شدد على ضرورة عدم عبور تنظيم "ي ب ك"، الجناح المسلح للذراع السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، إلى غرب نهر الفرات، محذراً من قطع الولايات المتحدة الدعم عن تلك القوات في حال عبرت النهر.

كلام اردوغان

من جانبه، قال الرئيس التركي إنه ينبغي عدم تجاهل مطالب تركيا بتسليم غولن الذي تحمله مسؤولية محاولة انقلاب في يوليو تموز وإن الاتفاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن تستلزم القبض عليه.

وأكد إردوغان أن أنقرة ستزود واشنطن بوثائق جديدة تثبت تورط الداعية المعارض في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.

وقال أردوغان في المؤتمر الصحافي المشترك مع بايدن في أنقرة إن "تنظيم فتح الله غولن كان يستخدم مروحيات وطائرات ودبابات من أجل الانقلاب على الشرعية"، مضيفا أن "الشعب التركي وقف بالعلم فقط أمام الدبابات وأحبط محاولة الانقلاب خلال ساعات قليلة".

وأعلن قائلا "سنمنح بايدن معلومات ووثائق حول الأضرار التي سببتها محاولة انقلاب جماعة غولن يوم 15 يوليو".

تسليم غولن

وطالب الولايات المتحدة بإيقاف غولن عملا باتفاقية تسليم المطلوبين من أجل عرضه على القضاء التركي، معربا عن انزعاجه بسبب استمرار الإعلام الأميركي بإجراء حوارات مع غولن "الذي ما زال يوجه جماعته من هناك".

وأشار إلى وجود "تنسيق أميركي تركي لتقييم وجمع المعلومات حول تسليم فتح الله غولن".

على صعيد آخر، قال &إردوغان إن وجود الرئيس السوري، بشار الأسد، في السلطة يضر بالسوريين، مشيرا إلى أن سوريا لن تصل إلى الديمقراطية تحت نظامه.

وأوضح أن عملية الجيش التركي العسكري بجرابلس هدفها تطهير المنطقة ودعم قوات التحالف والجيش الحر.