حقق الأكراد مكاسب كبيرة على في الآونة الأخيرة ضد تنظيم الدولة بشمالي سوريا

"هل سيتمكن أي طرف من أطراف الصراع في سوريا من تحقيق هدفه"؟ وما هي "خدمة الطلاق السريع" التي يقدمها تنظيم الدولة في سرت الليبية؟ ولماذا يحجم الشباب البريطاني عن الالتحاق بالجيش؟ تساؤلات تجيب عنها الصحف البريطانية الصادرة السبت.

ونبدأ من صحيفة الغارديان التي نشرت مقالا تحليليا لمارتن تشولوف عنوانه "في سوريا، كل طرف يخوض معركته الخاصة".

ويقول الكاتب إنه "في معركة وزارة الدفاع الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، كان الأكراد دائما الخيار الأمثل، ففي شمال العراق، يمتاز الأكراد بأنهم : حليف يمكن الوثوق فيه وعدد قواتهم معروف، أما في سوريا، كان المقاتلون الأكراد هم الأكثر تدريبا وتحفيزا لخوض المعارك ونالوا الدعم الكامل من الجيش الأمريكي في معاركهم ضد تنظيم الدولة".

وأوضح تشولوف قائلا إنه "حتى هذه اللحظة يبدو الأمر جيدا ولكن هناك مشكلة وحيدة وكبيرة هي: تركيا، فاعتماد واشنطن على أكثر الجماعات التي تشاطرها أنقرة العداء قد تؤدي إلى فشل أي ترتيبات لواشنطن إن لم تكن قد فشلت بالفعل بدخول تركيا المعركة الأسبوع الماضي".

فبعد أن شاهدت أنقرة أمام أعينها المكاسب التي حققها الأكراد على حدودها طوال العام الماضي، قررت إرسال دباباتها عبر الحدود لمطاردة المقاتلين الأكراد الذين تتهمهم بأنهم يستخدمون دعم واشنطن لاكتساب أراض تمهد لإعلان دولة مستقلة لتحقيق الحلم الكردي.

ويرى الكاتب أنه بعد أسبوع من التدخل العسكري التركي في سوريا، بدا أن هناك حقيقة واضحة وهي أن كل طرف في سوريا يخوض معركته الخاصة، في أكبر ساحة قتال دموية في العالم، لتحقيق أهداف مختلفة لا تتوافق مع بعضها البتة.

"تحول سريع في التحالفات"

الجيش التركي دخل جرابلس الأسبوع الماضي لمطاردة تنظيم الدولة والأكراد

ويقول تشولوف إن "دخول تركيا الحرب كشف تحولا كبيرا وسريعا في التحالفات لم يكن متوقعا في بداية الصراع، فقد تحولت خسائر الحكومة السورية إلى مكاسب بسبب التدخل العسكري لروسيا التي ضربت جماعات المعارضة في شمال سوريا وزحزحت الأكراد إلى مناطق جديدة".

فتلك المناورة الروسية التي استخدمت فيها موسكو الأكراد، بحسب الكاتب، تسعى لقطع طرق إمداد الجماعات المعارضة التي تدعمها تركيا وفي الوقت ذاته إزعاج أنقرة بتوسيع المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا.

وكانت تلك الخطوة بمثابة الكابوس لتركيا التي طالما حذرت الولايات المتحدة من استخدام الأكراد في حرب بالوكالة ضد تنظيم الدولة. فإن المكاسب التي يحققها الأكراد على الشريط الحدودي قد يعطي عمقا استراتيجيا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية والحليف القوي للجماعات الكردية المقاتلة.

وقد تحققت مخاوف أنقرة بنجاح الأكراد في طرد تنظيم الدولة من مدينة منبج في أغسطس/ اب الماضي وتوجهوا إلى جرابلس غربي الفرات التي تراها تركيا خطا فاصلا بين "المغامرة الأمريكية في الشرق ومنطقة نفوذ أنقرة".

ويقول الكاتب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدم ورقة الأكراد كطعم جيد للتقارب مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، حتى توصل الرجلان إلى أرضية مشتركة في الصراع السوري.

ويختتم الكاتب مقاله قائلا " في الوقت الحالي، يستحيل التوصل لرؤية واحدة واضحة لما قد يسفر عنه الصراع في سوريا، بل ولا يمكن معرفة كيف سيستطيع أي طرف من الصراع تحقيق هدفه المنشود".

"حق الطلاق السريع"

يعتقد أن 1000 ألف امرأة كن يعشن في سرت في ظل تنظيم الدولة

ومن صحيفة تايمز، نقرأ موضوعا لمراسلة الصحيفة في القاهرة بل ترو تحت عنوان "الطلاق السريع حق لسيدات تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا".

ويقول التقرير إن "وثائق عُثر عليها في مدينة سرت الليبية، المعقل السابق للتنظيم المتشدد قبل أن تستعيد القوات الموالية للحكومة الليبية السيطرة عليها مؤخرا، تفيد بأن التنظيم يكفل للنساء اللواتي يرفض أزواجهن خدمة التنظيم حق الطلاق السريع حتى يتمكن من الزواج من عناصر أكثر ولاء له".

وأضاف التقرير أن قضاة تابعين للتنظيم صدقوا على جواز انفصال النساء من أزواجهن الذين يرفضون نمط الحياة في ظل الخلافة باعتبارهم من المرتدين والكفار.

وأشارت ترو إلى أن المستندات تلك وجدت ضمن مئات الوثائق الأخرى التي عثر عليها في أحد المقرات التي كان يستخدمها التنظيم كمقر للشرطة الدينية ومن بينها عقود طلاق سيدات من ليبيا وتونس ونيجيريا تمهيدا لتزويجهم من عناصر بالتنظيم".

وقالت إن إحدى تلك الوثائق كانت لسيدة تدعى أم ماريا وكتب فيها القاضي أن سبب الطلاق من زوجها هو رفضه الانضمام للتنظيم ورائحة فمه الكريهة وفي وثيقة طلاق أخرى لسيدة تدعى أم مريم كتب في سبب الطلاق أن زوجها مرتد.

وتقول ترو إن الوثائق تعطي لمحة نادرة عن شكل الحياة اليومية في ظل التنظيم.

ويعتقد أنه كان هناك 1000 امرأة يعشن في ظل التنظيم المتشدد قبل استعادة السيطرة على معقله الوحيد في أفريقيا.

"تراجع عدد المجندين أصبح ظاهرة"

تراجع البطالة والعمليات العسكرية من بين أسباب إحجام الشباب عن الالتحاق بالجيش

وإلى صحيفة الديلي تلغراف التي نشرت موضوعا لبن فرامر، مراسلها للشؤون العسكرية، عن "الخطر الذي يحدق ببريطانيا بسبب فشها في ضم مجندين للجيش".

وتقول الصحيفة إن عدد المجندين الدائمين في الجيش انخفض إلى ما دون 80 ألف جندي بسبب فشل وزارة الدفاع في جذب مجندين جدد رغم إنفاق ملايين الجنيهات الاسترلينية سنويا على حملات التجنيد.

وبحسب الاحصائيات التي حصلت عليها التلغراف، انخفض تعداد الجنود بالجيش البريطاني إلى أدنى مستوى له منذ الحروب النابوليونية. وأرجعت الصحيفة تراجع إقبال الشباب على الانضمام للجيش إلى انخفاض نسبة البطالة وتراجع العمليات العسكرية وأسباب أخرى.

ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط في الجيش البريطاني قوله إن "نسبة المتقدمين للتجنيد بلغت 90 في المئة من العدد المطلوب ويتراوح ما بين 8 آلاف و10 آلاف مجند سنويا".

وحذر ضابط سابق في الجيش من أن تراجع عدد المجندين قد يؤدي إلى معاناة الجيش في مواجهة أي أزمة تواجه بريطانيا.

ونقلت الصحيفة عن تشارلز هيمان، مؤلف الكتب العسكرية وضابط سابق بالجيش قوله إن "تراجع عدد المجندين أصبح ظاهرة وسيجد الجيش صعوبة في تعويض هذا النقص".

وحذر ريتشارد كيمب، الكولونيل السابق في الجيش وشارك في حرب أفغانستان من أن "تراجع عدد المجندين سيجعل بريطانيا عرضة للخطر في الأوقات الصعبة".

وأضاف كيمب أن "هذا التراجع يعني نقص العزيمة للدفاع عن أنفسنا، ويظهرنا ضعفاء مما يشجع الأعداء على مهاجمتنا".