في حديثه الخاص لـ"إيلاف" أكد النائب اللبناني سامر سعادة أن الحوار يبقى المنفذ الوحيد للكلام السياسي الجدي في ظل حكومة تبقى فاشلة في مشاريعها، مشيرًا إلى ان النزول بمرشح رئاسي واحد يعتبر إهانة للنواب.

إيلاف من بيروت: تحدث النائب اللبناني سامر سعادة لـ"إيلاف" عن جلسة الحوار المتوقعة في 5 سبتمبر، وكذلك موضوع النفايات التي عادت إلى شوارع المتن وكسروان، وإلى "الإرهاب" الذي ضرب لبنان مجددًا مع عبوة زحلة، من دون أن ينسى الفراغ الرئاسي الذي بات خبز اللبنانيين اليومي منذ أكثر من عامين.

وفي ما يلي نص اللقاء معه:

ما المتوقع من جلسة الحوار في 5 سبتمبر، هل تتمخض عنها نتائج سياسيّة مفيدة؟

شاهدنا جلسات الحوار السابقة وما نتج منها، ولا نأمل كثيرًا في جلسات الحوار المقبلة، ولكن يبقى الأمل الوحيد في لفت النظر إلى الفراغ في المؤسسات في البلد، مع الإنهيار الإقتصادي جراء انهيار المؤسسات الدستورية، على أمل أن يعود الفريق الذي يعطّل الانتخابات الرئاسية عن قراره، وإعادة الأزمة التي نعيشها الى الداخل اللبناني، إذ يكفي توكيلها إلى الخارج وإلى القوى الإقليمية التي لا يهمها سوى مصالحها على حساب مصلحة الشعب اللبناني.

هل يعرقل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الحوار بعد مقاطعته جلسة الحكومة اللبنانية؟

لا أحد يعرف ما هي الخطوات المستقبلية للتيار الوطني الحر، ونأمل عدم وجود تعطيل، غير أن الحوار يبقى المكان الوحيد للتلاقي، إذ ان الحكومة اليوم من فشل إلى آخر، ومن أزمة إلى أخرى، ولا كلام سياسي في جلسة مجلس الوزراء بل فقط صفقات، وقد وصف رئيس الحكومة تمام سلام حكومته بأنها حكومة "مرّر لي كي أمرّر لك" من هذا المنطلق لا يزال الحوار المكان الوحيد الذي يجتمع فيه الفرقاء والقوى السياسية في البلد ويتناقشون بالسياسة، أما الحكومة فتبقى حكومة مشاريع فاشلة.

جلسات فاشلة

جلسات الحوار السابقة أظهرت فشلها، ما هو وضع جلسة الحوار في 5 سبتمبر؟

رأينا طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري السابق الذي لم يمش به أحد، لا يمكن أن نقوم بتعديلات دستورية في لبنان حاليًا، نعتبر رئيس الجمهورية صمام الأمان في لبنان، من أجل القيام بتعديلات دستورية، ولا يمكن القيام بمغامرات دستورية كبيرة من دون وجود رئيس للجمهورية يفرمل هذا الموضوع، من هذا المنطلق لن نقبل بأي تعديلات دستورية إلا مع وجود رئيس للجمهورية في لبنان.

النفايات

ماذا عن موضوع النفايات التي عادت إلى المتن وكسروان، ما هو الخلل في هذا الملف وكيف يمكن مقاربته؟

بدأت الأزمة منذ عام واستمرت النفايات في الشوارع، وبدل أن تجد الحكومة اللبنانية حلاً جذريًا للموضوع، أوجدت حلاً موقتًا، من دون اللجوء إلى حل مستدام للموضوع، وقامت الحكومة بتشويه الواجهة البحرية للمتن، وزرعت فيها جبلي نفايات، وسممت حياة المواطنين في المنطقة، وبعد أربع سنوات سنعود إلى الأزمة عينها، وحتى اليوم الحكومة لم تجد حلاً مستدامًا لقضية النفايات.

ما هو البديل برأيك عن مكب برج حمود الموقت؟

كل ما نقوله دعونا نجتمع لإيجاد حل لتلك الأزمة عن طريق الفرز وغيره، وفي كل بلدان العالم وجدوا حلاً، من هذا الإطار نقول لنجد حلاً مستدامًا لأزمة النفايات في لبنان.

اللبنانيون سئموا من مشهد النفايات في الشوارع، هل يعود الحراك المدني إلى الشارع وهل تؤيدونه في خطواته التصعيدية ضد النفايات والفساد؟

نعم نؤيده والناس لا يريدون النفايات قرب منازلهم، لكن أيضًا المواطنون لا يريدون إزالة النفايات قرب منازلهم ووضعها في مكان آخر حيث لا حل مستدام لها.

يجب معالجة الأزمة بطريقة صحيحة، وصحية، وأزمة النفايات يجب أن تجد حلاً جذريًا، من خلال اعتماد الشفافية في التعاطي.

عبوة زحلة

بعد عبوة زحلة، هل عادت التفجيرات مجددًا؟

نعرف أن لبنان يعيش ضمن منطقة حساسة أمنيًا، ونشكر القوى الأمنية لضبطها الوضع الأمني بطريقة جيدة، ولكن لنكن واقعيين، نحن على الحدود مع سوريا وتدخل حزب الله في سوريا لن يجعلنا بمنأى عن أزمات أمنية في الداخل اللبناني، وكنا نطالب دائمًا بانسحاب حزب الله من سوريا، كي نضبط الحدود، ونحيد لبنان عن الأزمة في سوريا، واليوم نظرية التدخل في سوريا لرد "الإرهاب" قد فشلت لأننا رأينا "الإرهاب" رغم ذلك يتسلل إلى لبنان.

يجب وضع الأطر الدستورية في وضعها الصحيح من خلال انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان أولًا، وبعدها التعيينات للقوى الأمنية.

برأيك هل سيشهد لبنان رئيسًا للجمهورية قبل نهاية العام الحالي؟

يجب التوجه بالسؤال إلى المعطلين في هذا المجال، الذين يتوجهون بقيادة قوى إقليمية معينة، تنتظر مصالحها لتحريك ملف رئاسة الجمهورية في لبنان، من هذا المنطلق هناك مؤسسات دستورية، على رأسها مجلس النواب، من واجباته النزول إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، من أجل انتخاب رئيس، ومن لا ينزل إلى تلك الجلسة فهو مقصر في واجباته في هذا الإطار.

من المعطل الأساسي لانتخاب رئيس للجمهورية؟

هناك فريقان يعطلان انتخابات الرئاسة في لبنان، وهما التيار الوطني الحر وحزب الله، ولو نزلا إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لحصلنا على رئيس منذ فترة طويلة.

كثر الحديث عن مرشح توافقي بمواجهة حظوظ عون والنائب سليمان فرنجية، ما مدى حظوظ وصول مرشح توافقي إلى الرئاسة؟

نحن كحزب كتائب لم نؤيد لا عون ولا فرنجية، تحدثنا بالأساس عن اللعبة الديمقراطية التي يجب أن تأخذ مجراها في مجلس النواب، ومن يُنتخب رئيس للجمهورية في تلك الجلسة سنكون أول المهنئين له، ولكن أن نأخذ البلد رهينة عندما يقولون إنهم لن ينزلوا إلى مجلس النواب إلا بمرشح واحد وبنتيجة معروفة سلفًا فهذا الأمر يشكل إهانة للنواب الموجودين في جلسة المجلس وإهانة لحرية الرأي وضربا لأسس الميثاقية في لبنان.

&