نصر المجالي من لندن:&أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب إردوغان في أول لقاء بينهما من قبل المحاولة الانقلابية، إن إدارته ستعمل مع تركيا للمساعدة في ضمان مثول المسؤولين عن محاولة الانقلاب الفاشلة أمام العدالة.

والتقى أوباما وإردوغان على هامش قمة مجموعة العشرين، التي تستضيفها مدينة هانغتشو في شرق الصين، وقال: "سنضمن أن يحال الذين قاموا بهذه الافعال الى القضاء".

ويصر المسؤولون الاميركيون على انهم لن يسلموا غولن ما لم يطلعوا من الجانب التركي على ادلة وبراهين تثبت ضلوعه في المحاولة الفاشلة.

والمعروف ان انقرة تتهم رجل الدين فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب. ويتزعم غولن حركة (حزمت) التي تدير عددًا كبيرًا من المدارس والمؤسسات الاخرى في تركيا وغيرها.

وكانت حدة التوتر في العلاقات بين الحليفين العضوين في حلف شمال الاطلسي، الولايات المتحدة وتركيا، قد تصاعدت بشكل حاد منذ وقوع المحاولة الانقلابية في الـ 15 من&يوليو الماضي وبعد حملة الاعتقالات الواسعة التي قامت بها السلطات التركية ضد من وصفتهم بالضالعين في المحاولة ومطالبتها الولايات المتحدة بتسليم غولن.

شراكة استراتيجية&

من جهته، قال الرئيس التركي إن الشراكة الاستراتيجية المستمرة بين بلاده والولايات المتحدة منذ أعوام طويلة، تحولت إلى شراكة نموذجية خلال ولاية أوباما (منذ 2009 وحتى الآن).

وخلال مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين أردوغان وأوباما، عقب لقاء مغلق جرى بينهما بأحد فنادق مدينة "هانغشتو" الصينية، قال أردوغان إن العلاقات الثنائية بين البلدين هي علاقات خاصة وتزداد قوتها مع مرور الزمن".

وأشار أردوغان إلى أهمية المرحلة والتوقيت الذي شهدت فيه تركيا محاولة الانقلاب الفاشلة بالتزامن مع العمليات الإرهابية في المنطقة، داعيًا إلى "ضرورة اتخاذ أنقرة وواشنطن موقفًا مشتركًا ضد جميع النشاطات الإرهابية في العالم، كونهما بلدين عضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)".

ارهاب

ونقلت وكالة (الأناضول) عن الرئيس التركي قوله: "لا يمكننا الصمت إطلاقًا حيال تلك العمليات الإرهابية، ونحن مضطرون لاتخاذ موقف واحد ضد جميع التنظيمات الإرهابية، لأنه ليس هناك إرهاب أو إرهابي جيد وآخر سيئ، كلهم سيئون والموقف الذي يجب علينا اتخاذه ضد هؤلاء واضح جدًا".

كما تطرق اردوغان إلى العمليات العسكرية التركية المستمرة بعزم ضد تنظيمات "داعش"، و"بي كا كا"، و"ي ب ك"، و"ب ي د" في سوريا والعراق، معربًا عن أمله في عدم تشكّل ممر إرهابي في الحدود الجنوبية لتركيا، فيما أكّد أن الجيش التركي يتعاون مع قوات التحالف الدولي للحيلولة دون تشكّل ذلك الممر.

منظمة غولن

وفي ما يتعلق بالاجراءات التي تتخذها سلطات بلاده ضد منظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) المتهمة بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة، شدّد الرئيس التركي على أن جميع الاجراءات متواصلة حتى الوقت الراهن في إطار القوانين.

وبخصوص تسليم واشنطن لفتح الله غولن المقيم بولاية بنسلفانيا، قال أردوغان: "أرسلنا ملفات خاصة إلى الولايات المتحدة عن المنظمة الإرهابية قبل المحاولة الانقلابية، وسيتم فيما بعد تسليم ملفات أخرى عن مرحلة ما بعد 15& يوليو (الانقلاب) للوفد الأميركي الذي يواصل أعماله في تركيا".

وأكّد الرئيس التركي أن وزيري العدل بكر بوزداغ، والداخلية سليمان صويلو، سيزوران الولايات المتحدة لاحقًا على رأس وفد رسمي، لبحث ملف تسليم زعيم الإرهابيين المتهم بالتخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.