المعلم في العالم العربي يواجه معاناة متعددة الجوانب

المكافأة المتواضعة التي كرم بها أحد المدرسين في مصر مؤخرا لحسن أدائه، ماتزال تثير الجدل عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، كما أنها تفتح مجددا ملف أوضاع المعلمين بالعالم العربي، وهل هم يحظون بالتقدير المادي والمعنوي الذي يستحقونه ويتناسب مع جهودهم وأهمية عملية التربية وتنشئة أجيال واعية؟.

وكان المدرس المصري ياسر رشاد قد حصل على مكافأة تتمثل في شهادة استثمار، لا تزيد قيمتها على 30 جنيها مصريا (2.5 دولارا أمريكيا ) وتصرف بعد عشرين عاما أي في العام 2036، تقديرا لحصوله على المركز الأول في مسابقة المراجعة البيئية على مستوى الجمهورية، وقد علق رشاد في حوار مع وسائل إعلام مصرية على قيمة تلك المكافأة قائلا إنه لم يكن يطمع في مكافأة مالية من الوزارة، وأن كل ما كان يطمح له هو شهادة تقدير ومصافحة وزير التربية والتعليم، مضيفا أنه شعر بالحزن والإهانة بسبب شهادة الاستثمار التي حصل عليها.

ولا يعد المعلم المصري ياسر رشاد استثناء بين المعلمين، سواء في مصر أو في العالم العربي فالعديد من التقارير الدولية، تشير إلى أن المعلمين في الكثير من دول العالم العربي باتوا يصنفون في أدنى سلم المهن، وذلك بسبب ضعف التقدير المادي والمعنوي الذي يحصلون عليه والذي يبدو غير متناسب مع أهمية مهنتهم، أو مع ما يلقاه نظراؤهم من تقدير في دول متقدمة.

ويتفق معظم خبراء التربية على أن المعلم هو العنصر الأهم في العملية التعليمية، وأن إصلاح أحواله يعني إصلاح العملية التعليمية برمتها، كما يرى خبراء تربويون أيضا أن العناية بالجانب المادي للمعلم العربي هو الأولوية الأهم ، إذ أن العصر الحالي يتسم بسيطرة المادة وتقييم أي مهنة وأهميتها بما تدر من عائد، وهو يتسم أيضا في نفس الوقت بتردي الحالة المادية للمعلم، وهو ما يؤثر على نظرة المجتمع لأهميته ومكانته، ويؤثر عليه نفسيا أيضا إذ يؤدي إلى شعوره بالإحباط وعدم الأهمية، ويدفعه إلى عدم احترام مهنته واللجوء إلى مهن أخرى بجانب عمله الأساسي، في محاولة لتحسين وضعة المادي وهو ما يؤثر في نهاية المطاف على الوقت الذي يمنحه لتلاميذه وطلابه.

وتتعدد التقارير الدولية التي تظهر الفجوة الكبيرة بين رواتب المعلمين، سواء بين دول متقدمة في العالم من جانب ودول العالم العربي من جانب آخر، أو ما بين أقطار العالم العربي نفسها، وكان تقرير صدر مؤخرا عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد وضع لوكسمبورغ في مقدمة دول العالم من حيث رواتب المعلمين، إذ أشار إلى أن راتب المعلم على أول السلم الوظيفي يصل إلى 73 ألف دولار سنويا.

ويعدد التقرير دولا أخرى معظمها من الدول المتقدمة في المراتب الأولى من حيث رواتب المعلمين، حيث يورد اسم كوريا الجنوبية في المرتبة الثالثة وحيث يبدأ المعلم هناك حياته العملية براتب يصل إلى 22 ألف دولار سنويا، أما في معرض المقارنة بين أقطار العالم العربي فإن تقارير أخرى تشير إلى أن دول الخليج على سبيل المثال تأتي في المقدمة من حيث رواتب المعلمين، في حين تأتي دول مثل مصر والمغرب والجزائر في ذيل القائمة.

ومع بداية كل عام دراسي في العالم العربي يتجدد النقاش بشأن العملية التعليمية وبشأن وضع المعلم ماديا وأدبيا لكن النقاش ما يلبث أن يخبو مرة أخرى دون وجود مقاربة واضحة المعالم للتعامل مع القضية.

برأيكم

  • هل يحصل المعلم في العالم العربي على التقدير المادي والأدبي الكافي؟
  • لماذا لا تبدي الدولة اهتماما بتحسين ظروف المعلم المادية؟
  • هل تتحكم النظرة المادية بمدى التقدير لدور ومهنة المعلم في العالم العربي؟
  • وهل تلمسون من خلال المدارس التي يدرس بها أبناؤكم تأثيرا للحالة المادية للمعلم على مجهوده في العلمية التعليمية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 5 أيلول/سبتمبر من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar