إيلاف من لندن: دعا زعيم التحالف الوطني "الشيعي" العراقي عمار الحكيم في خطبة عيد الاضحى في بغداد اليوم قادة العراق وشخصياته إلى تقديم الوحدة وتنازلات تكون المصلحة الوطنية هي العليا فيها مشيرا إلى أنّه على العراق ان يكون جسرا للتواصل بين الفرقاء ولا يسمح ان يتحول إلى ساحة للصراع وتصفية الحسابات.

وطال الحكيم وهو رئيس المجلس الاعلى الاسلامي قادة العراق للتفكير فوق المصلحة المذهبية والقومية وأوضح أن إعادة هيكلة الدولة العراقية من اهم الأولويات المقبلة.. مشيرا إلى أنّ العراق الحالي امام مرحلة حاسمة يحاول الجميع حسم ملفاته الخلافية فيها.. مؤكدا ان هذه المرحلة هي من اخطر المراحل منذ سنوات.

وحذر من خطورة المرحلة الحالية مشددا على ضرورة حسم الملفات الخلافية بين الجميع داعيا إلى إبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية مطالبا القادة السياسيين بالاعتراف بأخطائهم.&

وأضاف "أقول لقادة العراق إن مستقبل هذا الوطن سوف يبقى طيفاً يلاحق ذكراكم لمائة عام قادم إذا حفظتموه أو أضعتموه" لافتا إلى أن "مستقبل هذا الشعب العراقي ينتظر منكم أن تفكروا فوق اللحظة الآنية ولتكن المصلحة الوطنية هي العليا" واكد بالقول "علينا جميعا الحفاظ على العراق وتدعيم وحدة شعبه وان يكون بعيدا عن أية صراعات إقليمية لأننا أمام مرحلة حاسمة يحاول الجميع حسم ملفاته الخلافية فيها وهذه المرحلة هي من اخطر المراحل منذ سنوات".

تحرير الارض

وأشار إلى أنّه "من اهم تقييماتنا للمرحلة السابقة هي اننا ازددنا قناعة بأننا مع هذا الشعب نستطيع ان نعمل الكثير، ففي عيد الأضحى الماضي كنا في قلب المواجهة مع الإرهاب وكنا نعاني هجرة الشباب نحو المجهول وكنا سياسيا في وضع توقع الكثيرون ان تحصل انهيارات كبيرة ولكن الذي غير كل هذا المسار السلبي هو قوة شعبنا وعقلانيته، واليوم نحن ننتصر على الإرهاب ونحرر الأرض ونفاجئ العالم بقدرتنا الفائقة على الصمود في الوقت الذي تعاني دول مستقرة، من تصاعد الارهاب والتفكك، وهي لا تواجه ما نواجهه من تعقيدات وتحديات".&

وشدد على ضرورة بناء مجتمع متصالح مع نفسه وقال ان" هذا الشعب العظيم لن يسامح من يتلاعب بمشاعره ومقدراته ومستقبله.. ولن يسامح الذين لا يقدمون له افضل ما لديهم وسيقول كلمته طال الزمن ام قصر، فلنتوحد من اجل هذا الشعب ومن اجل كرامته ومستقبله فخلاصنا بوحدتنا ولو بحدها الأدنى، ونجاحنا في قدرتنا على تقييم تجارب الماضي وتفهم تحديات الحاضر والعمل للمستقبل بوطنية وشرف وإخلاص".

العراق والشرق الاوسط الجديد

ونوه الحكيم بأنّ "داعش الكفر والانحراف تلفظ أنفاسها الأخيرة وخلافات القادة إلى زوال والعراق باقٍ ما بقيت دجلة والفرات.. وقال ان هذه المرحلة هي من اخطر المراحل منذ سنوات.. فعندما تصل الأمور إلى مشارف نهاياتها يكون التدافع على أشده وكسب الجولات الأخيرة هو الشاغل للجميع وعلى العراقيين أن يدركوا مصالحهم ويحافظوا على حقوقهم ويحموا وطنهم في هذه المرحلة الحساسة من عمليات بناء شرق اوسط جديد.&

وشدد على أهمية "بقاء العراق جسراً للتواصل بين الفرقاء وان لا يسمح بأن يتحول إلى ساحة للصراع وتصفية الحسابات وادارة التقاطعات الإقليمية والدولية... وهذا لا يتم الا إذا توحد العراقيون أنفسهم في رؤية واحدة وقدموا مشروع الوطن وبناء الدولة على مشاريعهم الشخصية والحزبية والمذهبية والقومية فلن يركب على ظهرنا أحد إذا لم ننحن له! وعلينا الا ننحني الا لله ولمصالح الوطن وخدمة المواطن".. متمنيا ان "يكون هذا العيد هو آخر عيد يمر على العراق وهناك ارض عراقية محتلة ومغتصبة وان يكون آخر عيد يمر وهناك نازحون وسبايا".&

إجراءات امنية مشددة

ادى العراقيون صلاة عيد الاضحى الاثنين وسط اجراءات امنية مشددة فيما دعا العبادي إلى جهد استخباري لحماية المواطنين. فقد اطلع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي على الاجراءات والخطط الكفيلة لحماية المواطنين في عيد الاضحى المبارك. جاء ذلك خلال زيارته قيادة عمليات بغداد واجتماعه مع القيادات الامنية والعسكرية فيها حيث قدم القادة ايجازا عن الاجراءات المتخذة لتوفير الامن للمواطنين وكيفية انسيابية مرورهم خلال عيد الاضحى المبارك.

وشدد العبادي بحسب بيان لمكتبه الاعلامي اطلعت على نصه "إيلاف" على اهمية بذل المزيد من الجهود والاعتماد على الجهد الاستخباري لحماية المواطنين مؤكدا ان الارهاب الذي يتعرض لضربات ساحقة من قبل ابطالنا في ساحات المعركة يحاول احداث اي خرق للتغطية على هزائمه وهو امر يجب عدم السماح به لان امن المواطن يمثل الهدف الاساس لنا ولعمل رجال الامن.

واليوم انتشرت القوات الامنية بشكل مكثف في عموم مناطق العاصمة ومداخلها ضمن خطة عيد الاضحى وكذلك في المدن الرئيسة في محافظات البلاد حيث تم غلق عدد من الطرق الرئيسة المحيطة بالمتنزهات ومدن الالعاب والشوارع التجارية في بغداد.

وانتشرت القوات الامنية في عموم مناطق العاصمة ومداخلها ومدن البلاد الاخرى وخاصة العناصر الاستخبارية لرصد اي تحركات مشبوهة.&

وفي العاصمة اغلقت القوات الامنية شوارع الكرادة داخل و الربيعي وفلسطين وشارع 14 رمضان والاخرى المحيطة بمدن العاب الزوراء والزعفرانية والسيدية وحي العامل ومدينة الاعلام.

يذكر ان مدن العراق وخاصة بغداد تشهد تفجيرات ارهابية مستمرة يتبناها تنظيم داعش الذي تقود القوات العراقية عمليات عسكرية لاخراجه من المناطق التي احتلها منذ سيطرته على مدينة الموصل الشمالية في يونيو عام 2014.