أسامة مهدي : اعلن في بغداد اليوم عن نجاح الفرق الفنية والهندسية التابعة لشركة نفط الشمال في اخماد حرائق تسع ابار نفطية اشعلها تنظيم داعش في المدينة الواقعة جنوب الموصل التي يسيطر عليها التنظيم

فيما تستمر الجهود للسيطرة على بئرين نفطيتين وهما آخر الابار المتضررة المتبقية ضمن حقل القيارة.

وأكد وزير النفط العراقي جبار العيبي السيطرة على 9 ابار نفطية في حقل القيارة النفطي جنوب الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية كانت مشتعلة جراء اعمال تخريبية لداعش قبل تحرير القوات العراقية للناحية في 25 أغسطس الماضي بالكامل.
واضاف ان الفرق الفنية والهندسية التابعة لشركة نفط الشمال تمكنت وبجهود استثنائية من السيطرة نهائيا على تسع&ابار نفطية رغم اعتداءات تنظيم داعش المستمرة وقصفه المواقع بقذائف الهاون .. مشيدا "ببطولة وشجاعة هذه الفرق في اطفاء الحرائق ورفع العبوات الناسفة والسيطرة على تسرب النفط الخام فضلا عن العمل ليل نهار للحد من عمليات التلوث البيئي" كما قال في بيان صحافي الثلاثاء اطلعت على نصه "إيلاف".
وأشار الوزير العراقي الى ان الجهود مستمرة للسيطرة على بئرين نفطيتين وهما آخر الابار المتضررة المتبقية ضمن حقل القيارة.. موضحا انه قد اوعز الى شركة نفط الشمال بتعزيز هذه الفرق بعناصر جديدة تسهم في الاسراع والسيطرة على هذه الابار وتخليص السكان من الاثار المترتبة على ذلك.
وشدد وزير النفط على حرص الوزارة على تأهيل المنشأت النفطية في المحافظة والارتقاء بالخدمات المقدمة للمناطق المحررة وللنازحين منها .

إحراق داعش آبار نفط القيارة

وتنتج منطقة القيارة النفط الثقيل العالي الكبريت كما أن بها مصفاة صغيرة لمعالجة النفط الخام
وكان الحقلان الرئيسان القيارة ونجمة ينتجان 30 ألف برميل يوميا من الخام الثقيل قبل أن يسيطر عليهما تنظيم داعش .
وكشفت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن رصدها اللحظات الأولى لحرائق حقل القيارة النفطي على يد تنظيم داعش منتصف يونيو الماضي وقالت ان قمرها الاصطناعي لاندسات–8 وثق اللحظات الأولى لاندلاع النيران في حقول ناحية القيارة وتصاعد أعمدة الدخان منها في 14 يونيو الماضي .

وفي 25 اغسطس الماضي أكد قائد عمليات تحرير نينوى أن القوات المشتركة تمكنت من تحرير ناحية القيارة بالكامل. وقال قائد عمليات تحرير نينوى اللواء الركن نجم الجبوري "تمكنت القوات المشتركة المشاركة في معركة تحرير مركز ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل من تحريرها بالكامل".
واوضح الجبوري قائلا "كانت لناحية القيارة اهميتها الخاصة& لدى تنظيم داعش فقد كانت هذه الناحية من أهم المصادر المالية له لأنه كان ينقل اكثر من 100 صهريج من النفط يومياً الى المناطق التي يسيطر عليها، لذلك واجهتنا مقاومة كبيرة من قبل مقاتليه".
وقد قام تنظيم داعش بإحراق ابار النفط في حقل القيارة بعد أن تمكنت القوات العراقية من تحرير قاعدة القيارة الجوية. وقالت مصادر في قيادة عمليات نينوى إن التنظيم أقدم على حرق الآبار النفطية الواقعة في الأراضي التي يسيطر عليها وإن سحب الدخان الكثيف تغطي سماء المنطقة.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن تحرير قاعدة القيارة الجوية، الواقعة على مسافة 20 كلم عن مركز بلدة القيارة والتي تعد نقطة انطلاق مهمة لتحرير الموصل المعقل الرئيس لتنظيم& داعش التي يسيطر عليها منذ العاشر من يونيو علم 2014 . ودعا العبادي مساء السبت خلال لقائه عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، أهالي محافظة نينوى (حيث تقع الموصل) للتهيؤ لتحرير مدنهم، مثلما حررت الفلوجة.

وقال خلال اللقاء "إن قواتنا تلاحق الدواعش من دون ضجيج إعلامي وخلال الأيام الماضية كان هناك تخطيط وقتال وتحرير وتقدمنا 100 كيلو متر وهذا انتقام مهم من العصابات الإرهابية التي سنسحقها ونطهر جميع أراضينا قريبا جدا إن شاء الله."

مدينة النفط والقير

والقيارة هي أكبر ناحية في محافظة نينوى حيث يتجاوز عدد سكانها المائة الف نسمة وطغى الاسم لكثرة وجود النفط والقير حيث اينما تذهب في تلك المنطقة تستطيع مشاهدة القير وعيون الكبريت حتى على شاطئ نهر دجلة. ويعتبر مصفى القيارة من أشهر وأقدم المصافي في العراق حيث افتتح العمل فيه عام 1956 من قبل شركات النفط الإنكليزية ولم يتم تحديث المصفى من ذاك الوقت.

وناحية القيارة اليوم هي احدى مدن الموصل وتقع إلى جنوبها بحوالى 60 كيلو مترا وتتألف من عدة قرى قريبة والى الجنوب من مدينة القيارة بحوالى 40 كيلو مترا تقع قلعة&آشور الشهيرة الموجودة اثارها إلى الآن في قضاء&الشرقاط التابع إلى&"صلاح الدين (محافظة)" محافظة صلاح الدين

وبالقرب من القيارة قاعدة جوية كان يطلق عليها "قاعدة صدام الجوية" ويطلق عليها حاليا قاعدة القيارة الجوية وقد لعبت القاعدة دوراً مهماً خلال الحرب العراقية الإيرانية حيث كانت تأوي أسراب طائرات "ميغ-23" &و&"ميغ-25" &وهي أحدث طائرات القوة الجوية العراقية آنذاك .

وبنيت قاعدة القيارة أواخر السبعينات من قبل شركات يوغسلافية ضمن مشروع القواعد العملاقة للإستفادة من دروس الحروب العربية مع إسرائيل عامي 1967 و 1973.

وتعرضت القاعدة الى القصف المكثف خلال حرب الخليج وخلال&حرب العراق.. وبعد عام 2003 استخدمت القوات الأميركية قاعدة القيارة كمعسكر لها بعد أن قامت بترميم المدرج وبرج المراقبة وبقيت تستخدمه حتى عام 2010 حين سلمته الى القوات العراقية .

وقد سقطت قاعدة القيارة بيد تنظيم &داعش في حزيران 2014 من دون قتال واستخدمه التنظيم كمعسكر وكسجن وتعرضت القاعدة خلال فترة سيطرة&داعش الى غارات جوية مكثفة من قبل الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي.