إيلاف من واشنطن: ناشد إدوارد سنودن مسرّب وثائق وكالة الأمن القومي الأميركية باراك أوباما أن يصدر عنه عفوًا رئاسيًا قبل أن يغادر البيت الأبيض نهائيًا في مطلع العام المقبل، قائلًا إن ما كشفه عن حجم المراقبة التي تمارسها أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية لم يكن عملًا صائبًا من الناحية الأخلاقية فحسب، بل خدمة للمصلحة العامة أيضًا. &

وقال سنودن في مقابلة مع صحيفة غارديان عبر دائرة الفيديو من موسكو حيث يقيم إن "أي تقويم لنتائج تسريبه عشرات آلاف الوثائق من وكالة الأمن القومي الأميركية والمقر العام للاتصالات الحكومية البريطانية سيبيّن بوضوح المنفعة التي عادت على المواطنين من هذا التسريب".&

غيرت سياسات
وأصدرت السلطات الأميركية مذكرة توقيف بحق سنودن بتهمة التجسس، ويواجه حكمًا بالسجن مدة لا تقل عن 30 عامًا. وقال سنودن إن هناك قوانين يمكن أن يُلاحق بموجبها "وربما لهذا السبب وُجد العفو الرئاسي، ليصدر في الحالات الاستثنائية عن أشياء قد تبدو غير قانونية في النصوص، ولكن لدى النظر إليها أخلاقيًا، ولدى النظر إلى النتائج تبدو أنها كانت ضرورية". &

أضاف سنودن إن "الكونغرس والمحاكم والرئيس كلهم غيّروا سياساتهم نتيجة الكشف عن هذه الوثائق، وفي الوقت نفسه لم يكن هناك قط أي دليل معلن على تعرض أي أحد للأذى من جراء ذلك".

وشدد سنودن في المقابلة على أن المحصلة النهائية لتسريباته كانت فائدة عامة، وقال "لولا هذه التسريبات لكنا في حال أسوأ بكثير". &

جرعات دعم
ورغم أن الرؤساء الأميركيين أصدروا قرارات عفو في حالات غريبة لدى انتهاء ولايتهم، فإن احتمالات صدور عفو رئاسي من أوباما تبدو ضئيلة، رغم أنه كان محاميًا متخصصًا في الشؤون الدستورية قبل دخوله البيت الأبيض، وكثيرًا ما دافع عن الخصوصية، وحذر من مخاطر الرقابة الجماعية على المواطنين. &

لكن إريك هولدر وزير العدل السابق في إدارة أوباما عندما حدثت التسريبات أعطى دفعة إلى حملة المطالبة بعفو رئاسي عن سنودن حين قال إنه قدم خدمة عامة. ويمكن أن تتلقى الحملة دعمًا آخر من فيلم المخرج أوليفر ستون عن سنودن الذي سيُعرض يوم الجمعة. &&

ولدى سنودون 2.3 مليون متابع على تويتر يمنحونه منصة هائلة للتعبير عن آرائه. وهو يعمل الآن على تطوير أدوات تساعد الصحافيين. ولا تقتصر إقامة سنودن على موسكو، بل طاف في أنحاء روسيا، وزارته عائلته هناك قادمة من الولايات المتحدة. &

منطق بوليسي!
إلا أن سنودن يريد العودة إلى الولايات المتحدة، ويبدو واثقًا من ذلك، رغم كل الدلائل التي تشير إلى عكس ذلك. وقال إن المسؤولين حين يغادرون مواقعهم في الحكومة، ويبدأون "التعاطي مع الأشياء من منظور تاريخي، سيكون واضحًا أن هذه الحرب على كاشفي الممارسات غير القانونية لا تخدم مصالح الولايات المتحدة، بل تضر بها". &&

وتحدث سنودن عن السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، قائلًا إنه سباق لا سابق له "من حيث السياسات السلطوية التي تُطرح فيه". أضاف أن الكثير من السياسيين الأميركيين "يعتقدون أننا يجب أن نكون قادرين على عمل كل شيء، بصرف النظر عن ماهيته، ما دام هناك مكسب من عمله، ولكن هذا منطق دولة بوليسية".

حتى رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة تيريزا ماي لم تسلم من سهام سنودن النقدية


&&
انتقد سنودن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أيضًا، قائلًا إن مشروع قانون المراقبة الذي قدمته إلى مجلس العموم "انتهاك لحقوق الإنسان يذهب أبعد من أي قانون اقُترح في العالم الغربي".&

أمل العودة
وأكد سنودن "أن أولويتي كانت دائمًا بلدي، وليس روسيا، وبودّي أن أساعد على تحسين وضع حقوق الإنسان في روسيا، ولكني لن أكون أبدًا في موقع يتيح لي ذلك إزاء الناشطين الروس أنفسهم".

وأشار سنودن إلى أنه يأمل في العودة في اتفاق لتبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وروسيا، قائلًا إن هذا ليس مستبعدًا. وينظر سنودن إلى الحملة المطالبة بإصدار عفو على أنها تمنحه فرصة لتسليط الضوء على محنته، وأعرب عن شكره لجميع مؤيدي الحملة. وقال إن حسم قضيته وغلق هذا الملف بالعودة إلى بلده سيكون "أعظم هدية يمكن أن يقدمها أحد إليّ".&

أعدت "إيلاف" هذه المادة نقلًا عن صحيفة الغارديان
يمكنكم قراءة المادة الأصل على الرابط:


https://www.theguardian.com/us-news/2016/sep/13/edward-snowden-why-barack-obama-should-grant-me-a-pardon