كشف استطلاع للآراء نشرت نتائجه الجمعة عن ان اكثر من ثلاثة ارباع الاوروبيين يتعاطفون مع اللاجئين السوريين الذين يفدون الى بلدانهم، في تناقض مع التقارير التي تتحدث عن نمو المشاعر المعادية للاجئين في القارة الاوروبية.

وتقول مؤسسة ثومسون رويترز، الجناح الخيري لوكالة رويترز للانباء إن ايرلندا تصدرت قائمة الدول الاوروبية المرحبة باللاجئين السوريين، إذ عبر 87 بالمئة من المستطلعة آراؤهم فيها عن تعاطفهم مع هؤلاء، بينما جاءت سلوفاكيا في اسفل القائمة.

واظهر الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة (ابسوس موري) ان اقل من ثلث المواطنين الاوروبيين الـ 12 الفا الذين شاركوا فيه في 12 دولة اوروبية ينظرون الى اللاجئين على انهم يشكلون تهديدا لأمن بلدانهم رغم سلسلة الهجمات التي شهدتها عدة دول اوروبية مؤخرا شارك فيها لاجئون.

وقال ديفيد مليباند، وزير الخارجية البريطاني الاسبق الذي يرأس حاليا لجنة الانقاذ الدولية وهي المنظمة الاغاثية التي طلبت اجراء الاستطلاع، "إن هذه النتائج تثبت ان الاوروبيين لم يفقدوا قلوبهم."

ويأتي نشر التقرير بينما تحاول القارة الاوروبية التعامل مع اسوأ موجة هجرة شهدتها منذ وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها، فقد تدفق نحوها في العام الماضي فقط اكثر من مليون انسان فرارا من الحروب والفقر في الشرق الاوسط وافريقيا وغيرهما.

وشكل السوريون نحو 28 بالمئة من القادمين عام 2015، حسب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ونشرت نتائج الاستطلاع ايضا بينما تحقق الاحزاب المعادية للمهاجرين تقدما في اكثر من دولة اوروبية.

ففي وقت سابق من الشهر الحالي، اعترفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بأن سياساتها الليبرالية تجاه المهاجرين واللاجئين اسهمت في الخسارة المذلة التي مني بها حزبها في انتخابات محلية جرت في الرابع من ايلول / سبتمبر امام حزب (البديل لالمانيا) المعادي للهجرة.

كما تتصدر احزاب يمينية شعبوية معادية للمهاجرين استطلاعات الآراء في فرنسا وهولندا قبيل الانتخابات العامة التي ستجرى في البلدين العام المقبل.

وقال مليباند في تصريح "في وقت اصبح فيه الخطاب السام جزءا من الحياة السياسية، هناك في هذا الاستطلاع دعوة واضحة للحكومات لدمج التعاطف مع الكفاءة في ردها على ازمة اللاجئين. فازمة اللاجئين هي مأساة انسانية، ولكن ليس من الضروري ان تتحول ايضا الى كارثة سياسية."