أعلن مسؤول كردي رفيع اليوم أن وفدًا أميركيًا رفيعًا أبلغ بارزاني رفض واشنطن مشاركة تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية في عملية تحرير الموصل، وإصرارها في المقابل على مساهمة قوات البيشمركة الكردية.. بينما دعا علاوي إلى مصالحة مجتمعية في الموصل لمرحلة ما بعد داعش قبل البدء بتحريرها.

إيلاف من لندن: أكد مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان فلاح مصطفى الجمعة أن الوفد الأميركي ابلغ رئيس الاقليم مسعود بارزاني، أن عملية استعادة الموصل الشمالية من سيطرة تنظيم داعش ستكون&من دون مشاركة قوات البيشمركة، مشيراً إلى أن واشنطن ترفض مشاركة الحشد الشعبي في المعركة.

وبحث بارزاني أمس مع الوفد الأميركي، الذي ضمّ نائب وزير الخارجية الأميركي توني بلينكن، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص للتحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك، والسفير الأميركي الجديد في العراق دوغلاس سليمان، وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن داونسيند، والقنصل العام للولايات المتحدة في أربيل كين غروس، وعدداً من مستشاري وزارة الخارجية الأميركية.. الاستعدادات لإستعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش، الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014، ومستقبل مكونات المدينة بعد تحريرها.

ومشاركة تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية في معركة تحرير الموصل مثار خلافات واسعة بين المكونات العراقية، حيث يصر الشيعة على هذه المشاركة فيما يرفضها السنة وحشدهم المقاتل، الذي يضم حوالي ثلاثة الاف مسلح من أبناء الموصل بقيادة محافظها السابق اثيل النجيفي، نتيجة تكرار الانتهاكات الطائفية التي مارسها الحشد الشعبي في المناطق السنية التي تم تحريرها من سيطرة داعش وآخرها مدينة الفلوجة والمناطق المحيطة بها، حيث اتهمت منظمات حقوقية الحشد بتنفيذ عشرات الاعدامات الميدانية في مواطنين تم اعتقالهم خلال نزوحهم من تلك المناطق. والثلاثاء الماضي، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان هيئة الحشد الشعبي ستشارك في معارك تحرير الموصل.&

وبحسب فلاح مصطفى، فإن الوفد الأميركي أبلغ بارزاني أن واشنطن لا تؤيد مشاركة الحشد الشعبي في معركة استعادة الموصل، فيما أكدت مشاركة البيشمركة في العملية، كما حصل انتوني بلنكن على موافقة بارزاني بشأن كيفية انطلاق المعركة والمستقبل السياسي للمحافظة وبدء اتخاذ خطوات جديدة بين بغداد وأربيل، كما نقلت عنه شبكة "رووداو" الاعلامية الكردية من أربيل، واطلعت عليه "إيلاف".&

وأشار مصطفى الذي شارك في الاجتماع، الى ان اعضاء الوفد الأميركي "أكدوا على انه لن تتم عملية استعادة الموصل بدون مشاركة قوات البيشمركة، وفي الوقت ذاته شدد بارزاني على انه يجب وضع خطة سياسية لما بعد تحرير الموصل بالتزامن مع الخطة العسكرية".

وأضاف مصطفى "اتفقنا على عقد اجتماع ثلاثي بين اقليم كردستان والولايات المتحدة والعراق في الأسبوع المقبل لبحث التفاصيل لكي يكون كل طرف على علم بواجباته ومسؤولياته" في مرحلة تحرير الموصل وما بعدها.

وحول العلاقات بين أربيل وبغداد، قال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في اقليم كردستان "إن نائب وزير الخارجية الأميركي قال إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سعيدٌ بمستوى علاقاته مع رئيس اقليم كردستان".

وبحث رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في أربيل الليلة الماضية مع انتوني بلينكن والوفد المرافق له العلاقات بين أربيل وبغداد والمستجدات السياسية والأمنية الأخيرة في العراق والمنطقة وتطورات الحرب على تنظيم داعش، حيث أبدى الوفد دعمه لإصلاحات حكومة الاقليم.

والحشد الشعبي تشكيل مسلح يضم الميليشيات العراقية الشيعية المسلحة ومتطوعين استجابوا لفتوى المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله السيد علي السيستاني لقتال داعش لدى احتلاله مدينة الموصل صيف 2014، وتمدده لمحافظات غربية وتهديده بالزحف على مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين، وهو يضم حوالى 80 الف مقاتل.&

ائتلاف علاوي يدعو لتصالح مجتمعي في الموصل قبل تحريرها

دعا ائتلاف الوطنية العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي إلى مصالحة مجتمعية في الموصل لمرحلة ما بعد داعش قبل البدء بتحريرها.

وأكد رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية كاظم الشمري ضرورة وضع خارطة طريق لمصالحة مجتمعية لمرحلة ما بعد داعش في محافظة نينوى قبل البدء بأية عمليات عسكرية لتحريرها.. وحذر من وجود ما اسماها بضبابية وتصريحات نارية وأحاديث عن خطط للتقسيم أو تصفية حسابات أو مشاريع ورؤى خارجية تحيط بمصير محافظة نينوى بشكل يثير القلق والمخاوف لدى ابناء المحافظة بشكل خاص وجميع العراقيين بشكل عام.

واضاف أن نينوى هي عراق مصغر يضم جميع مكونات العراق من عرب وكرد وشبك وايزيديين وتركمان ومسيحيين وغيرهم، وبالتالي فإن خلق فجوة أو صراعات تسبق عمليات التحرير بين تلك المكونات سيخلق نوعًا من التشتت يكون المستفيد منه تنظيم داعش الارهابي فقط، كما قال في بيان صحافي الجمعة تسلمت "إيلاف" نسخة منه.

وأشار الشمري إلى أنّ الوضع في نينوى التي جثم داعش على صدور اهلها لأكثر من عامين ووجود قرابة المليون نازح منها، ومثلهم قد يكون مع بدء عمليات التحرير، يجعلنا امام مسؤوليات كبيرة للتعامل بحكمة وتعقل وايجاد خارطة حقيقية لمصالحة مجتمعية وبمشاركة دولية واقليمية وعشائرية لخلق صورة منطقية لمرحلة ما بعد داعش بعيدًا عن التصعيد والتمزيق.

يذكر ان دعوات بدأت تنطلق مؤخرًا لتقسيم محافظة نينوى وعاصمتها الموصل بعد تحريرها إلى ثلاث محافظات، واحدة للعرب السنة والثانية للأكراد والثالثة للمسيحيين وبقية الاقليات في مناطق سهل نينوى.

والاسبوع الماضي، أعلن التحالف الدولي ضد داعش أن الولايات المتحدة نشرت في العراق أكثر من 460 عسكرياً إضافياً. وقال الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم التحالف إن عدد العسكريين الأميركيين في العراق ارتفع في غضون أسبوع من حوالي أربعة آلاف إلى 4460 عسكريًا.&

وتأتي زيادة عدد القوات الأميركية هذه في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية لشن عملية عسكرية لإستعادة الموصل، ثاني كبرى مدن البلاد، من قبضة التنظيم الارهابي، والتي تعتبر معقله الأساسي في العراق حيث يتراوح عدد مسلحي التنظيم الموجودين حاليًا في الموصل بين 3 آلاف و4 آلاف فرد.

وقد تراجعت المساحات التي يسيطر عليها داعش في العراق من 40 بالمائة من مساحة البلاد عام 2014 إلى 10 بالمائة حاليًا، حيث لم يبقَ بيده سوى محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، إضافة إلى بعض المناطق في محافظة الأنبار الغربية.