إيلاف&من جدة: لم تتغيّر نمطية التجارب الفنية عند الشباب السعودي، الذي عشق خشبة المسرح في المرحلة المدرسية أو الجامعية، لينتقل إلى الخشبة الحقيقية. فما زالت المطبات والصعوبات والشعور بعدم إيمان رجال الأعمال بقدراتهم أهم ما يواجه انطلاقاتهم ويحد من زخمها. إلا أن موقع يوتيوب وبرامج الـ"توك شو" وبعض المسلسلات الدرامية أوجدت لهؤلاء مساحة جيدة في ذهن المشاهدين السعودي والعربي.&

من هؤلاء الفنان السعودي الشاب محمد الهاشم (23 عامًا) الذي عشق خشبة المسرح صغيرًا، فعشقه المسرح الاحترافي كبيرًا. قدم عددًا من الأعمال المسرحية التي جعلت من حضوره في المسلسلات التلفزيونية المحلية والفضائية بصمة بروح مختلفة. لفت نظر الفنانين سمير الناصر وعبد المحسن النمر، فسقياه من خبرتهما الفنية الواسعة.&

لمع اسمه في مسلسلات عدة، إلا أن مسلسل "معلمات على الطريق"، الذي عرض على شاشة أم بي سي، أفرد له مساحة فنية مختلفة.

أسماء قديرة&

ترك محمد المسرح المدرسي الذي أسس في داخله الثقة بالنفس، وحب مواجهة الجمهور، لينضم إلى المسرح الحقيقي من خلال مجموعة "أجيال الفن"، لينتقل بعدها إلى العمل في المسلسلات التلفزيونية والإذاعية والمسرحية. وتبقى السينما التي لم تأخذ نصيبها منه بعد.

ارتبط اسم الهاشم باسم الفنان القدير سمير الناصر، وعن هذا، قال لـ"إيلاف": "أتشرف أن يذكر اسم الفنان سمير الناصر في أغلب لقاءاتي في الصحافة والتلفزيون، لأنه فعلًا الأب الذي احتضننا واحتضن أعمالنا، وكان حريصًا أن يشرف عليها بحضوره البروفات، ولا أنسى كل من وقف معي، وخصوصًا من حقق لي نقله نوعيه في حياتي، وفي مقدمهم الفنانان عبدالمحسن النمر وسلطان النفيسي".&

انضم هاشم إلى المسرح الحقيقي من خلال مجموعة "أجيال الفن"

&

&لا نصنع خبزًا&

على الرغم من أن الشباب في السعودية يواجهون الكثير من الصعوبات، إلا أن الهاشم يرى أن الفن في السعودية في تطور مستمر: "لدينا تطور ملحوظ جدًا على صعيد برامج توك شو والدراما، أما في خصوص المسرح فمنسوبوه محل ثقه في قدراتهم، يراهَن عليهم على المستويين العربي والعالمي، والدليل انجازاتهم في المهرجانات الدولية، وتحقيقهم الجوائز. ولكن، للعالم نصيب الأسد في تهميش المسرح. أما السينما بكل اختصار أقول لدينا الماء والدقيق والنار، لكن لم نصنع خبزًا، لكنني متفائل جدًا بالآتي".

ومع أن الهاشم يرى المسرح مهمشًا، إلا أن المهرجانات بثت فيه الروح محليًا. يقول: "تمثل المهرجانات التي تقدمها أمانة العاصمة، أو أمانة المنطقة الشرقية وفي جدة في المواسم، عرسًا فنيًا، وهي بالنسبة إلينا إنجاز، فنحن لسنا مدعومين، لا إعلاميًا ولا ماديًا، وأهم عنصرين لنجاح العمل ووصوله إلى أوسع شريحة ممكنة مفقودان للأسف".&

&يوتيوب منبر إعلامي&

لم تغِب وسائل التواصل الاجتماعي عن الخريطة الفنية في السعودية، إذ اعتبر الهاشم موقع يوتيوب منبرًا إعلاميًا مهماً جدًا لا يُستهان به، "خصوصًا أن بيئة يوتيوب نوعًا ما مريحة بنسبة كبيرة، بحكم أن معايير طرح الأعمال حرة، وهنا المسؤولية تصبح أكبر في اختيار المواد، في المقابل، تمر أعمال القنوات التلفزيونية على لجان كثيرة، ولها إجراءات لا يستهان بها ولكم أن تقيسوا الفارق".

يضيف: "يكاد يكون دور رجال الأعمال في تبني الحركة الفنية في السعودية ودعمها مفقودًا، فنادرًا ما نجد من يؤمن بالحركة الفنية والإعلامية، بل دائمًا ما يُسأل عن المقابل الربحي من الاعمال المقدمة، وهذا حقه المشروع بالتأكيد، لكن لو خلت خربت".

يعتبر الهاشم موقع يوتيوب منبرًا إعلاميًا مهمًا جدًا لا يُستهان به

&

&فرص فنية&

يؤكد الهاشم لـ"إيلاف" أن أهم ما في العمل هو النص، لأنه يحتوي على خط الشخصية المقترحة من بدايتها الى نهايتها، وبالدرجة الثانية المخرج لأنه المسؤول عن ترجمة المكتوب في النص، صورة وصوتًا يليقان بمشاهدة الجمهور.

يضيف: "يختصر التوجه إلى الدول المجاورة على الفنان الشاب سنوات كثيرة كي يحقق الانتشار، وحقه المشروع أن تشاهد أوسع شريحة ممكنة أعماله، في المقابل أرى أن الجمهور السعودي هو هدف المنتجين الذين يقدمون الأعمال الخليجية، بحكم الكثافة السكانية عندنا، هذه هي المفارقة".&

تركت بصمة

تعاون الهاشم مع المخرج المبدع عبد الخالق الغانم في مسلسل "شد بلد" الذي عرض في رمضان الماضي. يقول الهاشم: "عبد الخالق نار على علم، وشرف لي أن أقف أمام كاميرته، وأتمنى تكرار التجربة معه، وكنت أتمنى أن لا يحتكر العمل لصالح القنوات السعودية وحدها، فلماذا لا تعرض الفضائيات مثل هذه الأعمال الناجحة على شاشاتها؟ وهذا سؤال يجب أن يوجه إلى الموزعين، فهم من يملكون الاجابة".

وعن مسلسل "طريق المعلمات"، الذي كان أوفر حظًا، يقول الهاشم: "حمل المسلسل قضية واقعية تصف حال المعلمات اللواتي يعملن في القرى النائية وصعوبة تنقلهن والمشكلات التي يواجهنها، وينبغي التركيز على مثل هذه القضايا بشكل كبير، لأنها تحاكي الواقع الاجتماعي، وتلمس مشاعر شريحة كبيرة جدًا، لأن كثيرًا من السعوديات يعملن في هذا القطاع".&

الفنان محمد الهاشم

&

&أعمال سينمائية

على الرغم من أن العمل المسرحي يشكل معظم تجربة الهاشم الفنية، كان للسينما نصيب في مشواره الفني. يقول: "قدمت تجربتين في السابق، فيلم (مارد) وفيلم (سأموت بعد لحظات) لصالح مهرجان نقش للأفلام القصيرة في البحرين، ونحن في طور التجهيز لفيلم قصير آتٍ أراهن عليه ولا أستطيع التصريح به حاليًا".&

يعد الهاشم من محبي الفن القديم، حيث يعمل على دراسة وجمع عناصر النجاح الموجودة في الأعمال السابقة ليطرحها مجددًا في الأعمال الحديثة، بما يتوافق ومتطلبات الزمن الحالي، ويُنتج دراما متفوقة سيشهدها عالم الفن خلال الفترة الآتية.

العمل المسرحي يشكل معظم تجربة الهاشم الفنية

&