بدأ الناخبون الروس الإدلاء بأصواتهم في وقت متأخر السبت في الانتخابات البرلمانية، التي يتوقع أن تسفر عن استمرار هيمنة الأحزاب الموالية للرئيس فلاديمير بوتين على البرلمان، بعدما فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في أقصى شرق روسيا.&

موسكو: دعي اكثر من 110 ملايين ناخب روسي الاحد للتصويت في الانتخابات التشريعية في اقتراع يتوقع ان يفوز به الحزب الحاكم، اثر حملة انتخابية فاترة في بلد يعاني صعوبات اقتصادية.

وفتحت اولى مكاتب الاقتراع ابوابها السبت عند الساعة 20,00 (ت غ) في شبه جزيرة كامتشاتكا في اقصى مناطق شرق روسيا. وفي بلد يتفاوت التوقيت بين مناطقه بشكل كبير، بدا معظم الناخبين الادلاء باصواتهم ابتداء من الساعة 05,00 ت غ صباح الاحد في القسم الاوروبي من البلاد بما يشمل مدينتي موسكو وسانت بطرسبرغ.&

ويتوقع ان تظهر اولى النتائج بعيد اغلاق اخر مراكز الاقتراع في جيب كاليننغراد الاوروبي الروسي عند الساعة 18,00 (ت غ) الاحد.

وقالت فالنتينا بانتيلفيا (75 عاما) لدى خروجها من مكتب الاقتراع "ان التصويت امر مهم عندي لتحسين حياتنا" مضيفة انها صوتت لمرشح طبيب "لانه يغني بشكل جيد".

من جهتها تقول الكسندرا (متقاعدة) ان "الحملة الانتخابية كانت باهتة. جميعهم يعد بالكثير لكن لاشيء يتغير" مؤكدة رغم ذلك انها جاءت وصوتت حتى "لا يختار الاخرون" عنها.

وتجري هذه الانتخابات في وقت تمر فيه البلاد بازمة اقتصادية عميقة. فقد ادى تراجع سعر النفط الذي يمثل قسما مهما من عائدات الميزانية والعقوبات الغربية على خلفية الازمة الاوكرانية، الى التسبب في اطول فترة ركود اقتصادي منذ دخول فلادمير بوتين الساحة السياسية في 1999.

كما ياتي الاقتراع في ظرف سياسي خاص فهي اول انتخابات وطنية منذ قيام روسيا بضم القرم واندلاع النزاع في شرق اوكرانيا وتدهور العلاقات مع الغرب الى اسوا مستوى منذ نهاية الحرب الباردة.

وستشكل الانتخابات اختبارا في القرم حيث يشارك السكان للمرة الاولى في انتخابات روسيا.

وتاتي هذه الانتخابات التشريعية التي يتنافس فيها اكثر من 6500 مرشح من 14 حزبا للفوز بمقاعد مجلس الدوما (450 مقعدا)، بعد نحو عام من تدخل عسكري غير مسبوق لروسيا في سوريا جعل من موسكو الرقم الصعب في النزاع.

كما سينتخب الروس ايضا اعضاء بعض البرلمانات المحلية وحكامهم. وفي هذا الاطار سيخوض رئيس الشيشان رمضان قديروف للمرة الاولى الانتخابات منذ تعيينه في منصبه في 2007.

حملة باهتة

ويخوض الرئيس بوتين الذي يحظى بشعبية عالية بنحو 80 بالمئة خصوصا بسبب ضم القرم الذي كان موضع اشادة كبيرة من الروس، وحزبه (حزب روسيا الموحدة) المهيمن على الدوما، هذه الانتخابات باطمئنان، واثقين من الفوز الذي سيفتح الباب واسعا امام بوتين لولاية رابعة اذا ما قرر الترشح للانتخابات الرئاسية في 2018.

وقال بوتين (63 عاما) الخميس في كلمة عبر التلفزيون "اطلب منكم التوجه الى مكاتب الاقتراع والتصويت والتعبير عن موقفكم (..) حددوا خياركم، صوتوا لروسيا".

وبعكس الانتخابات التشريعية في سبتمبر 2011 التي ندد مئات آلاف المتظاهرين بوجود تزوير فيها، يبدو ان الرئاسة الروسية تريد هذه المرة ان تضفي على العملية الانتخابية مزيدا من الشفافية.

وعين بوتين على راس اللجنة الانتخابية المركزية المندوبة السابقة لدى الكرملين لحقوق الانسان ايلا بامفيلوفا بدلا من فلادمير تشوروف الذي اتهمته المعارضة بالتلاعب بنتائج الانتخابات الماضية.

غير ان الاقتراع الذي سينتخب نصف النواب فيه بالنظام الاغلبي للمرة الاولى، لم يثر حماسة في روسيا.

وقالت منظمة غولوس لحقوق الناخبين في تقرير "انها الحملة الانتخابية الاقل حماسة وحيوية في السنوات العشر الاخيرة".

وفشلت المعارضة الليبرالية التي تملك هذه المرة فرصة تقديم عدد اكبر من المرشحين وبث دعاية انتخابية عبر التلفزيون، في تجاوز خلافاتها الداخلية ولم تتمكن من تقديم لائحة موحدة.

وامام الالة الانتخابية للنظام، يجد المعارضون المتفرقون صعوبة في اثارة حماسة الناخبين الذين يخير معظمهم التصويت "للنظام القائم" او الامتناع عن التصويت.