بيروت: قصفت طائرات روسية وسورية بعنف الليلة الماضية الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ 2012 في مدينة حلب في شمال سوريا، بعد إعلان الجيش السوري بدء هجوم على المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

وأحصى المرصد ثلاثين غارة ليلا وهذا الصباح، مشيرا الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "يمكن تأكيد مقتل ثلاثة مدنيين واصابة العشرات بجروح في حي الفردوس، الا ان الحصيلة يمكن ان ترتفع لان هناك اشخاصا لا يزالون تحت الانقاض".

واوضح ان "الطائرات السورية تلقي براميل متفجرة على المدينة، والطائرات الحربية الروسية تنفذ غارات".

وقال مراسل لوكالة فرانس برس في مناطق المعارضة في حلب ان القصف تسبب بتضرر مركزين للدفاع المدني أو "الخوذ البيضاء".

ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الجيش السوري مساء الخميس بدء هجوم على الاحياء الشرقية في حلب التي يحاصرها منذ شهرين تقريبا.

واوضح مصدر عسكري سوري الجمعة لوكالة فرانس برس أن العمليات البرية لم تبدأ بعد.

وقال "حين أعلنا بدء العمليات البرية، فهذا يعني أننا بدأنا العمليات الاستطلاعية والاستهداف الجوي والمدفعي، وقد تمتد هذه العملية لساعات أو أيام قبل بدء العمليات البرية"، مشيرا الى أن "بدء العمليات البرية يعتمد على نتائج هذه الضربات".

 وذكر أن الضربات الجوية التي ينفذها الطيران منذ يوم امس تستهدف "مقرات قيادات الارهابيين".

 وفرت عائلات من أحياء تشكل جبهات ساخنة في شرق حلب الى أحياء اخرى، لكن لا طريق أمامها للخروج من حلب.

وطلب الجيش في بيان أصدره الخميس من المواطنين "الابتعاد عن مقرات ومواقع العصابات الإرهابية المسلحة"، مشيرا الى أن "لا مساءلة أو توقيفا لأي مواطن يصل إلى نقاط" الجيش السوري.

وقال البيان إنه تم اتخاذ "كل الإجراءات والتسهيلات لاستقبال المواطنين المدنيين وتأمين السكن ومتطلبات الحياة الكريمة"، موضحا أن "الإجراءات والتسهيلات تشمل أيضا المغرر بهم الراغبين بالعودة الى حضن الوطن".

في نيويورك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس فشل اجتماع لمجموعة العمل الدولية حول سوريا هدف الى إعادة إرساء الهدنة التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق من هذا الشهر بين واشنطن وموسكو وانهارت بعد اسبوع من تطبيقها.

وقال انه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف الجمعة.

وجدد كيري مطالبة دمشق "بوقف استخدام" طيرانها الحربي.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت بعد الاجتماع أن استجابة موسكو للمطالب الدولية بمنع تحليق الطيران الحربي السوري "غير كافية".

وقال الموفد الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا من جهته "ما يحصل هو أن حلب تتعرض للهجوم، والجميع عاد الى حمل السلاح".