القاهرة: ارتفعت حصيلة غرق زورق صيد في المتوسط قبالة سواحل مصر الاربعاء الى 133 قتيلا على الاقل بعد اكثر من 48 ساعة على الحادث وذلك اثر انتشال جثث اضافية صباح الجمعة.

والزورق كان يقل، بحسب ناجين، قرابة 450 مهاجرا من عدة جنسيات عندما غرق قبالة مدينة رشيد على الساحل الشمالي لمصر وهي نقطة انطلاق يتزايد الاقبال عليها لرحلة محفوفة بالمخاطر باتجاه اوروبا.

واعلنت وزارة الصحة في بيان بعد ظهر الجمعة "ارتفاع حالات الوفاة في حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية الى 133 حالة اضافة الى 6 مصابين".

وكان تم انقاذ 163 شخصا في موقع غرق المركب على بعد 12 كلم قبالة مدينة رشيد.

وقال ناجون لوكالة فرانس برس ان الزورق كان يحمل قرابة 450 شخصا عندما غرق بينهم، اضافة الى المصريين، افارقة من عدة جنسيات وسوريون.

وأعلن مسؤولون في الامن والقضاء الخميس توقيف أربعة مصريين يشتبه بأنهم مهربون.

وقال مسؤول في النيابة العامة التابعة لمدينة رشيد ان الموقوفين الاربعة مصريون وكانوا بين الناجين ال163. وقد اتهموا رسميا ب"تهريب البشر" و"القتل غير العمد".

- نقطة انطلاق-

تحولت مصر منذ اشهر قليلة الى نقطة انطلاق لعدد متزايد من المهاجرين بشكل غير قانوني، مستعدين لدفع مبالغ طائلة من اجل المجازفة بمحاولة الوصول الى اوروبا.

وفي بيان صدر الجمعة، قالت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين انه "منذ بداية العام 2016 حتى الان، تم توقيف اكثر من 4600 اجنبي، غالبيتهم من السودانيين والصوماليين والاريتريين والاثيوبيين لمحاولتهم الهجرة غير القانونية من الساحل الشمالي (لمصر) اي اكثر من 28% ممن تم توقيفهم في العام 2015 بكامله".

ومنذ بداية الربيع، تم إنقاذ مئات المهاجرين على متن مراكب متهالكة، أو تم اعتراض مثل هذه المراكب من جانب خفر السواحل المصريين. لكن لم يسجل في الاشهر الاخيرة حادث غرق بهذا الحجم.

وبحسب المفوضية العليا للاجئين، تشكل الرحلات من مصر نسبة عشرة في المئة من الواصلين الى اوروبا بطريقة غير قانونية، غالبا بواسطة رحلات بحرية صعبة وخطرة.

وكانت السلطات المصرية اعلنت الثلاثاء انها اعترضت مركبا ينقل 68 مهاجرا، ثم اعترضت مركبا آخر الاربعاء ينقل 294 شخصا.

ومنذ حزيران/يونيو، عبرت الوكالة الاوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) عن قلقها من تزايد عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول الى اوروبا بحرا انطلاقا من مصر. 

وقال مدير الوكالة فابريس ليجيري "هذا العام، يناهز عدد عمليات العبور بواسطة سفن الالف عملية باتجاه ايطاليا والعدد في ازدياد".

وأكد أن إغلاق طريق البلقان الذي كان يسلكه المهاجرون الراغبون في الوصول الى دول شمال اوروبا وإبرام اتفاق بين الاتحاد الاوروبي وأنقرة لمكافحة الهجرة انطلاقا من السواحل التركية، دفع الراغبين في الوصول الى اوروبا الى البحث عن خيارات اخرى، أبرزها شواطئ شمال افريقيا، لا سيما ليبيا، في اتجاه إيطاليا.

وباتت ليبيا الغارقة في الفوضى منذ 2011، بسواحلها على المتوسط البالغ طولها 1770 كلم، منطلقا مهما للهجرة غير الشرعية.

وبحسب المفوضية العليا للاجئين، "تجاوز عدد اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا السواحل الأوروبية عتبة 300 ألف شخص" في 2016.

وهذا العدد أقل بكثير من أعداد الوافدين خلال الاشهر التسعة الاولى من العام 2015 (520 ألفا)، لكنه يبقى أعلى من الرقم المسجل لكامل العام 2014.

وقضى أكثر من عشرة آلاف مهاجر في البحر المتوسط منذ 2014، بينهم اكثر من 3200 منذ بداية 2016، بحسب مفوضية اللاجئين.

ويسعى المهاجرون واللاجئون الذين يعبرون المتوسط جميعهم تقريبا للوصول إلى اليونان وإيطاليا.

وبحسب المفوضية، فإن حوالى 48% من الوافدين إلى اليونان سوريون، و25% منهم وصلوا من افغانستان و15% من العراق و4% من باكستان و3% من إيران. أما الذين يقصدون إيطاليا، فبينهم 20% من نيجيريا و12% من اريتريا و7% من السودان و7% من غامبيا و7% من غينيا و7% من ساحل العاج.