شارلوت: نشرت أسرة رجل أسود قتل برصاص الشرطة الاميركية الثلاثاء تسجيل فيديو صادم تصرخ فيه زوجة الرجل "لا تطلقوا النار! لا تطلقوا النار!" قبل لحظات من مقتل زوجها، في محاولة لزيادة الضغوط على السلطات لتنشر التسجيلات التي بحوزتها.

ويثير مقتل كيث لامونت سكوت (43 عاما) في شارلوت في جنوب شرق الولايات المتحدة صدمة كبيرة في هذه المدينة بولاية كارولاينا الشمالية، وتحول الى موضوع جدل أساسي مع دنو موعد الاستحقاق الرئاسي في الثامن من نوفمبر المقبل.

وتجمع تجمع مئات المتظاهرين ليل الجمعة السبت في شوارع شارلوت لليلة الرابعة على التوالي للاحتجاج على ما يعتبرونه خطأ فادحا جديدا ارتكبته الشرطة إزاء السود.

وتحدى المتظاهرون حظرا للتجول فرضته السلطات ليسيروا الى المقر العام للشرطة، لكن في اجواء من الهدوء بعد أعمال عنف شهتدتها الليالي السابقة. كما شارك مئات الاشخاص في تظاهرة في أتلانتا بولاية جورجيا (جنوب شرق) بناء على دعوة الجمعية الوطنية لتقدم السود التي تعد من أكبر جمعيات الدفاع عن حقوقهم في الولايات المتحدة.

ولا تزال الشرطة ترفض نشر التسجيلات التي تظهر ملابسات مقتل سكوت، وتصر على أنه كان يشكل تهديدا لعناصر الشرطة وأنه كان يحمل مسدسًا، بينما تقول سرته انه كان يمسك بكتاب.

ونشرت الاسرة تسجيلا صورته زوجة الضحية راكيا سكوت بهاتفها النقال، لكنه لا يظهر لحظة إطلاق الشرطة النار ولا يسمح بالجزم ما اذا كان الرجل كان يحمل سلاحا. ويسمع في التسجيل صوت الزوجة التي تقف على بعد عشرة أمتار تقريبا عن زوجها وأسلحة الشرطة مصوبة عليها، وهي تصرخ "لا تطلقوا النار! لا تطلقوا النار! إنه اعزل! لم يفعل شيئا!".

بعدها يصرخ شرطي آمرا "ارم سلاحك! ارم سلاحك!"، لكن من غير الممكن رؤية المكان الذي يقف فيه سكوت بالضبط. وتتابع راكيا "لا يحمل سلاحا. إنه يعاني من صدمة في الدماغ، لن يؤذيكم، لقد تناول أدويته للتو". ثم تصرخ متوجهة الى زوجها "كيث لا تتركهم يحطمون النافذة، اخرج من السيارة. كيث لا تفعل ذلك! اخرج من السيارة! كيث!".

ويسمع عندها دوي أربع طلقات نارية، بينما تصرخ الزوجة "هل أطلقتم النار عليه؟ هل أطلقتم النار عليه؟". وتواصل راكيا التصوير ويبدو زوجها ممدا على بطنه على الطريق بينما يحيط به أربعة شرطيين. وتقول "هؤلاء الشرطيون أطلقوا النار على زوجي، ويجب ان يعيش لانه لم يفعل شيئا".

موضوع رئيس في الحملة الانتخابية
وطالبت المرشحة عن الحزب الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون في تغريدة على موقع "تويتر" بأن يتم نشر تسجيل الفيديو الذي بحوزة الشرطة "من دون إبطاء".

وكانت كلينتون أعلنت الجمعة إرجاء زيارة كانت تعتزم القيام بها الى شارلوت. كما طلبت رئيسة بلدية شارلوت جينيفر روبرتس من الرئاسة إرجاء أي زيارات محتملة، مشيرة الى "موارد محدودة" بسبب تعبئة قوات الامن. وحملت التظاهرات في شارلوت حاكم ولاية كارولاينا الشمالية على إعلان حالة الطوارئ وطلب دعم من الحرس الوطني.

على نطاق أوسع، أعاد مقتل سكوت الجدل حول تجاوزات الشرطة إزاء السود. فقد قتل سكوت قبل أربعة ايام فقط على مقتل رجل اسود آخر برصاص شرطية بيضاء في تالسا بولاية اوكلاهوما (جنوب) تحت أنظار كاميرات الشرطة.

وفي تالسا، نشرت السلطات تسجيلات الاحداث وتم توجيه تهمة القتل غير العمد الى الشرطية التي أطلقت النار الخميس وأفرج عنها لقاء كفالة بقيمة 50 الف دولار الجمعة.