أعلن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عزم الحركة إجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي، واعترف بأن حركته أخطأت عندما استسهلت حكم قطاع غزة بمفردها بعد أحداث الانقسام الفلسطيني مع حركة فتح.

إيلاف من لندن: قال خالد مشعل، خلال مداخلة له في جلسة حوارية أجراها "مركز الجزيرة للأبحاث والدراسات" يوم السبت في الدوحة، وشارك فيها مع نخبة من المثقفين، إنه "سيكون الرئيس السابق لحركة حماس، وسيتم انتخاب&رئيس جديد العام القادم".

وأضاف: "كما أن إسماعيل هنية رئيس وزراء سابق، لا بأس أن يكون خالد مشعل رئيس مكتب سياسي سابق لحركة حماس".

يشار أن الانتخابات الداخلية لحركة "حماس" تجري كل 4 أعوام، بطريقة سرية، ويتم خلالها اختيار أعضاء ورئيس المكتب السياسي، ولم يعلن حتى اليوم عن الأسماء المتنافسة على شغل تلك المناصب بشكل رسمي من جانب الحركة.

ليترجل القائد

وأضاف مشعل "فليترجل القائد عن المسؤولية وهو&لا يزال قادرًا على العطاء"، معتبرًا ذلك جزءًا من الحيوية، إذ لا يصح أن تشيخ القيادات دون أن تمنح فرصة للحيوية داخل التنظيمات وتفتح الباب للشباب.

وأكد أن حركة حماس تعرف حيوية تنظيمية وطريقة دينامية لتشبيب القيادات وتأهيلها، سيكبرها الناس ويحترمونها ويقدرونها أكثر لو اطلعوا عليها.

ورغم حرص حماس على سرية انتخاباتها، فإنها محط أنظار الإقليم، وباتت مؤخراً مجبرة على الإعلان عن أسماء عدد من أعضاء مكتبها السياسي.

ويتزعم مشعل (60 عامًا) "حماس" منذ العام 1996، وتمت إعادة انتخابه مرة أخرى لتولي رئاسة المكتب السياسي في الانتخابات الداخلية الأخيرة في العام 2012.

حركة مقاومة

وأفاد مشعل في مداخلته، بأن "حماس هي حركة مقاومة وحركة تحرر وطني معركتها الأساسية ضد الاحتلال"، مضيفًا أنها "بلا شك ذات فكر إسلامي ولها أداؤها السياسي".

ولفت إلى أن "الحركة لم تحصر نفسها بمحور، وطرقت باب الجميع، بما في ذلك دول الاعتدال"، مؤكدًا أن "قضية الأمة لا بد أن تكون فلسطين، وأن حركته ليست جزءًا من التقسيمات في المنطقة".

الربيع العربي&

وفي سياق آخر، قال مشعل إن قطر وتركيا قدمتا نموذجاً معقولاً من دعم المقاومة الفلسطينية. وأقر القيادي الحمساوي في مداخلته بأن "حماس تأثرت بالتحولات التي أفرزتها ثورات الربيع العربي"، لكنه أكد أن حماس هي حركة "مقاومة ذاتية ليست موسمية، ولا عالة على الظروف الإقليمية وإن كنا نتأثر بها".

وأضاف خالد مشعل: إن "ما لدينا من سلاح للمقاومة هو أضعاف أضعاف ما كنا نمتلكه سابقاً"، دون أن يحدد فترة زمنية. ورأى ن ما أسماها "دول الممانعة" كان يمكنها أن تنجو ممّا هي فيه لو قدمت حزمة إصلاحات معقولة لشعوبها.

وتدهورت العلاقات بين حماس والنظام السوري، عقب رفض الحركة الوقوف إلى جانب النظام في وجه الثورة السورية، حتى غادرت الحركة دمشق عام 2012.

حركة فتح

وإلى ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن حركته أخطأت عندما استسهلت حكم قطاع غزة بمفردها بعد أحداث الانقسام الفلسطيني مع حركة فتح عقب الفوز بالانتخابات البرلمانية العام 2006.

وأفاد خالد مشعل بأن "حماس" ظنت بأن أمر الحكم المفرد ميسور ثم اكتشفت بأنه صعب. وأكد أن القرار السياسي والنضالي لا يحق لأحد التفرد به، مضيفًا: "أخطأنا عندما ظننا أن زمن فتح مضى، وحل زمن حماس، وفتح أخطأت عندما أرادت إقصاءنا".

وفي الأخير، شدد مشعل على ضرورة ذهاب كافة الأطراف في دول الربيع العربي للشراكة الوطنية وتحمل المسؤولية والتوافق الوطني والسياسي بعد الانتهاء من مرحلة الاقتراع الديمقراطية.
&