اعتبر السفير الأميركي السابق لدى المغرب، والذي يتولى منصبًا استشاريًا في حملة هيلاري كلينتون، أن الأخيرة تحظى بتأييد ساحق من العرب الأميركيين.

إيلاف من نيويورك: قال إدوارد غابرييل، مستشار حملة هيلاري كلينتون للتواصل مع المجتمعات في الولايات المتحدة الأميركية، "إن المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية تلقى تأييدًا ساحقًا من العرب الأميركيين".

غابرييل، الذي شغل سابقًا منصب سفير الولايات المتحدة في المملكة المغربية، أشار في مقابلة خاصة مع جريدة "إيلاف"، إلى أن "كلينتون تمتلك تأييدًا ساحقًا في أوساط العرب الأميركيين، وتبذل الحملة الإنتخابية للمرشحة الديمقراطية جهودًا كبيرة للتواصل مع المجموعات العربية والإسلامية".

أضاف: "العرب في أميركا يعلمون أن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون هي أول شخصية تقوم بدعوة أميركيين مسلمين إلى البيت الأبيض للاحتفال بالعيد، منذ الرئيس توماس جيفرسون، وهي أيضًا دافعت بشكل قوي عن الحقوق المدنية للأميركيين العرب والمسلمين، وواجهت دونالد ترامب، بسبب تصريحاته المتعصبة ضد المسلمين الأميركيين والمهاجرين". وتابع إن "العرب الأميركيين ينظرون إلى كلينتون على أنها شخصية تدافع عن الحقوق الاقتصادية والمدنية لجميع الأميركيين، ودبلوماسية محنكة مقربة وموثوقة من قبل قادة في الشرق الأوسط".

تأييد ساحق 

ولفت إلى أنني "عدت للتو من لقاءات عقدت في جامعتين في ميتشيغن مع أساتذة جامعيين وطلاب عرب، حيث وجدت تأييدًا ساحقًا لترشيح وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، كما قام عدد كبير من الناس الذين حضروا اللقاءات بتسجيل أسمائهم للتطوع في حملتها، من أجل العمل مع الناخبين للتصويت لها". وفي هذا الصدد، تشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 80 % من الناخبين الذين صوّتوا لبيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية سوف يصوّتون لهيلاري كلينتون في الإنتخابات العامة".

ماذا يقول مستشار حملة كلينتون عن الأخبار التي تتحدث عن أن ترامب، الذي حل أولًا في الإنتخابات في مدينة ديربورن (عاصمة العرب في أميركا) في ولاية ميتشيغن، سيحصد أصوات أكثرية العرب الأميركيين؟، سؤال يرد عليه قائلًا: "لا يوجد أي سبب للإعتقاد بأن دونالد ترامب سيحصل على أصوات عديدة من الأميركيين العرب، ويمكن العودة إلى ما جرى في الإنتخابات التمهيدية هذا العام، حيث تظهر البيانات أن ساندرز وكلينتون حصلا على ضعف الأصوات التي حصل عليها ترامب ومنافسه جون كاسيتش في المناطق المكتظة بالناخبين العرب في ميتشيغن (ديربورن وما حولها)". 

يضيف: "وعلى الرغم من أن ترامب فاز على كاسيتش بفارق سبعمئة صوت، وخسارة كلينتون أمام ساندرز، غير أن المرشحة الديمقراطية حصلت على أكثر من خمسين بالمئة من الأصوات التي حصل عليها ترامب، وأكثر من ذلك فمجلس العلاقات الإسلامية-الأميركية قال إن ترامب كان المرشح الأكثر شعبية لدى المسلمين في الصف الجمهوري، وحصد 11% من أصواتهم، ولكن جاء خلف كلينتون التي حصدت 46% وساندرز الذي حصل على 25%".

وتابع "هذه المعلومات مجتمعة تؤكد وجود دعم قوي جدًا لهيلاري كلينتون لدى الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين، وسنستمر في التواصل مع هذه المجتمعات، والاستماع إلى همومها، والتأكد أنها ذاهبة إلى التصويت في الانتخابات الأكثر أهمية في التاريخ الحديث".

ما حقيقة حجب العرب أصواتهم عن كلينتون؟

وفي رده على سؤال حول إعلان عدد من العرب الأميركيين حجب أصواتهم عن كلينتون بسبب أداء الأخيرة أثناء توليها وزارة الخارجية حيال الشرق الأوسط، وتحديدًا في فترة الثورات ونمو الحركات الإرهابية، قال غابرييل، "رغم أنني لست مخوّلًا للحديث عن الحملة في ما يخص الشؤون الخارجية، لكنني أعترض على هذه الأخبار، وسبق لي وأن التقيت عددًا من قادة العالم العربي الذين أعربوا عن تأييدهم القوي لهيلاري كلينتون، واحترامهم لمواقفها السياسية، وعملها بدون كلل أو ملل لإحلال السلام والأمن والازدهار في المنطقة". 

أضاف: "تتمتع كلينتون بثقة القادة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وهم يعرفون أنها عادلة ومتوازنة، وهي تدرك أهمية دعم حلفائنا، والتأكد أن باستطاعتهم الاعتماد على الولايات المتحدة. وهذه الأمور ستساعدها على التعامل مع الصراعات العديدة التي تواجه المنطقة، كما إن شغلها لمنصب وزيرة الخارجية قد يجعل منها في حال فوزها في الثامن من نوفمبر، رئيسًا مؤهلًا وموثوقًا به للتعاطي مع السياسة الخارجية".

نووي إيران وأزمة سوريا

كيف ستتعامل كلينتون مع الاتفاق النووي الإيراني، وهل ستتعاون مع روسيا لحل الأزمة السورية؟. سفير الولايات المتحدة السابق في المغرب، أشار إلى أنه "غير مخوّل بالحديث عن هذه الأمور، ولكن كلينتون تدعم الإتفاق النووي مع إيران، ولا أعتقد أنها ستغير موقفها، إلا في حالة عدم التزام طهران بشروط الصفقة". 

وأوضح: "إيران فككت أجهزة الطرد المركزي، وعطلت مفاعلها، وتم شحن مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى الخارج. وهذه الخطوات المهمة تجعل من الولايات المتحدة وحلفائنا، والعالم بأسره أكثر أمانًا". 

وتابع: "أما في ما يخص سوريا، فكلينتون دعت إلى تكثيف الحملة الجوية لقوات التحالف ضد مقاتلي داعش وقادته وبنيته التحتية، وحماية المدنيين وتكثيف الدعم للقوات العربية والكردية المحلية التي تقاتل على الأرض، وانتهاج استراتيجية دبلوماسية تهدف إلى حل مشكلة الحرب الأهلية في سوريا والصراع الطائفي في العراق بين السنة والشيعة، لأن ما يحدث في سوريا والعراق ساهم في نشوء داعش، ويمكن الإطلاع على موقعها الإلكتروني لمعرفة مواقفها حيال هذه القضايا".