كشفت معلومات متطابقة وشهادات ميدانية حصلت عليها "إيلاف" عن تحول اليمن إلى محطة ترانزيت للهجرة الدولية غير الشرعية لآلاف المهاجرين من دول شرق أفريقيا باتجاه دول عربية وأوروبية.

إيلاف من حضرموت: كشف حادث غرق مركب رشيد للهجرة غير الشرعية في محافظة البحيرة في جمهورية مصر العربية في الأسبوع الماضي، والذي كان يقلّ قرابة الـ600 شخص، معظمهم تحت سن الثلاثين، وبينهم نساء وأطفال، كشف عن وجود مافيا تهريب دولية، تمر بدول عربية عدة، في ظل ضعف الرقابة على الحدود البحرية، وزيادة أعداد من يغامرون عبر "قوارب الموت"، للخروج من بلدانهم الفقيرة إلى القارة الأوروبية بحثًا عن فرص عمل، وسعيًا إلى الرزق.

وبينما كشفت قنوات فضائية ووسائل إعلام مصرية وعربية أن من بين ركاب المركب المصري مهاجرين من دول القرن الأثيوبي، وخاصة الصومال وأثيوبيا وأريتريا، حصلت "إيلاف" على معلومات تؤكد وجود عدد من ركاب المركب المصري من الجنسيات الأفريقية الذين مروا بالأراضي اليمنية قبل أسابيع عدة.

شهادة خاصة&
قال أحد المهرّبين الأثيوبيين في شهادة خاصة لـ"إيلاف": إن 22 مهاجراً أثيوبياً، بينهم 4 نساء، مروا بسواحل جنوب اليمن، في &الشهر الماضي، كانوا لاحقًا ضمن ركاب المركب المصري، الذي تعرّض للغرق، مشيرًا إلى أن هولاء الأفارقة انتقلوا من مدينة جامبلا في وسط أثيوبيا إلى الصومال، ثم انتقلوا عبر ميناء بصاصو في شمال شرق الصومال، عبر قارب صغير، إلى سواحل اليمن الجنوبية، وتحديدًا في الحدود الإدارية بين محافظتي حضرموت وشبوة، ثم إلى بلدة جول الريدة في مديرية ميفعة، ومكثوا فيها أسبوعًا، قبل أن يغادروها إلى عاصمة محافظة شبوة (عتق) عبر سيارات الأجرة، ثم مروا بمحافظات يمنية عدة، حتى وصلوا إلى ميناء ميدي في محافظة حجة في شمال غرب اليمن، ومن هناك تم تهريبهم عبر البحر إلى السواحل المصرية.

مصريون على الشاطئ في انتظار انتشال جثث ضحايا قارب المهاجرين

وقال المهرّب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، خوفًا من الاعتقال، إن هؤلاء المهاجرين يبحثون عن أعمال في أوروبا، وإن زملاء لهم سبقوهم إلى "الجنة الأوروبية"، حسب وصفه.

يذكر أن حادثة "مركب رشيد"، وصل عدد ضحاياها إلى 164 شخصًا، فيما تم إنقاذ 160 آخرين، والباقون مفقودون، والأرجح أنهم في عداد الموتى.

زيارة ميدانية&
إلى ذلك زار مراسل "إيلاف" هذا الأسبوع بلدة جول الريدة، مركز مديرية ميفعة في محافظة شبوة، التي تكتظ بمئات المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الأفريقي، وشاهد أوضاعاً إنسانية صعبة لهولاء المهاجرين ذكورًا وإناثًا، حيث يتكدسون بلا مأوى في شوارع وأزقة البلدة الصغيرة، ويعانون الجوع الشديد.

تحدث المهاجر الأثيوبي يوسف لـ"إيلاف" عن أوضاع صعبة يعيشها مهاجرو القرن الأفريقي، قائلًا: "نحن الآن محاصرون، وصلنا هنا إلى الجول، ومنعنا من مواصلة طريقنا إلى شمال اليمن، بسبب صراع بين القبائل تم منعنا، نحن نعيش ظروفًا صعبة، نحتاج الغذاء والمأوى".

وناشد يوسف المنظمات الإنسانية مساعدتهم على فك الحصار عنهم، والسماح لهم بمواصلة طريق هجرتهم إلى خارج اليمن، حسب قوله.

يتفق اللاجئ الصومالي محمد علي مع ما قاله زميله الأثيوبي في ما يتعلق بأوضاعهم المعيشية والحصار، قائلًا: "وصلنا قبل أسبوعين عبر البحر إلى اليمن، وهنا مازلنا محاصرين، لم يسمحوا لنا بإكمال طريقنا، نحن نعاني الجوع والمرض والعطش، لا يوجد مأوى، ننام في العراء، وللأسف لا توجد مساعدات إنسانية، أتركونا لحالنا، نحن فقط نريد المرور في اليمن، وليس العيش فيها".

إجلاء هجرة غير شرعية&
على صعيد متصل، أجلت السلطات اليمنية، في منتصف هذا الأسبوع، مائتي مهاجر أفريقي، معظمهم أثيوبيون، كانوا يقيمون في شكل غير قانوني في عدن في جنوب البلاد.

وأوضح مسؤول أمني في عدن أن "هؤلاء أوقفوا في الأسبوعين الأخيرين، ونقلوا إلى سفينة أبحرت الإثنين من عدن إلى الصومال.&
وكان نحو 80 ألف مهاجر أفريقي غير شرعي دخلوا الأراضي اليمنية خلال العام الماضي، مستغلين اندلاع الحرب بين القوات الشرعية والميليشيات الانقلابية.
&