حذر معهد الادارة الحكومية البريطاني من ان صراع الوزراء على قيادة مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي مع بروكسل يهدر وقتا ثميناً ويكلف دافعي الضرائب عشرات الملايين.&

لندن: في اول دراسة مستفيضة للتغييرات التي تشهدها مؤسسات الدولة والوزارات في مرحلة التهيئة لتنفيذ بريكسيت، بما في ذلك استحداث وزارة جديدة لشؤون بريكسيت، قال التقرير ان التكاليف تقترب حتى الآن من 65 مليون جنيه استرليني لأسباب منها تعيين 500 موظف جديد.&

ولاحظ التقرير ان توزيع المسؤولية عن مفاوضات بريكسيت على ثلاث وزارات "يهدد بإحداث تشتت وتفكك وان انعدام الوضوح بشأن ادوار الوزارات ذات الاختصاص تسبب بظهور انشغالات جانبية وتعطيل العمل على تنفيذ بريكسيت".&

وقال التقرير انه "في الوقت الذي تعمل الحكومة على بناء جهاز للتعاطي مع بريكسيت فان السياسيين ذوي العلاقة لا يعرفون ما يفعلون به، وإذا كانوا يعرفون فانهم لا يقولون ما يعرفون".&

واشار التقرير الى ان رئيسة الوزراء تيريزا ماي كانت تعتزم الاشراف بنفسها على مفاوضات بريكسيت من خلال تعزيز مكتب مجلس الوزراء ولكنها تراجعت عن ذلك واختارت توزيع المسؤولية على وزير الخارجية بوريس جونسون ووزير الدولة لشؤون الخروج من الاتحاد الاوروبي ديفيد ديفيز ووزير التجارة الدولية ليام فوكس.&

وقال التقرير ان "هناك فراغاً كبيراً في استراتيجية الحكومة التفاوضية" ودعا الوزراء الى "التحرك بسرعة لتحديد خطة الحكومة من اجل التوصل الى موقف تفاوضي حتى إذا كانت لا تريد ان تكشف اوراقها".&

واقترح التقرير بناء إطار اوضح لاستشارة ممثلي الصناعة والسياسيين على اختلاف انتماءاتهم، بمن فيهم رئيسة الحكومة الاسكتلندية نيكولا ستيرجون، بشأن الاستراتيجية التفاوضية. وقال ان تواصل الحكومة مع الأطراف الخارجية كان حتى الآن عشوائياً ويميل الى التكرار.&

وجاء في التقليل "ان تيريزا ماي يجب على الأقل ان توضح معالم العملية والجداول الزمنية التي تعتزم الوصول الى موقف تفاوضي من خلالها"، وحذر من انه "في غياب خطة واضحة فان الفراغ يُملأ بالتكهنات وردود الأفعال المتسرعة".

ولفت التقرير الى "ان الوضع الراهن حيث يحاول العالم ان يعرف خطة الحكومة من تصريحات وزراء منفردين يشيع اجواء لا تساعد من اللايقين ويسبب احباطاً بين الذين يريدون الانتهاء مبكرا من تنفيذ بريكسيت ويحيّر الذين علينا التفاوض معهم ويقلق الذين يرغبون في التعامل مع بريطانيا".&
&
ويقول مراقبون ان الافتراض الذي يزداد رسوخاً في العواصم الاوروبية هو ان ماي عازمة على تنفيذ وعدها بإعادة السيطرة على حدود بريطانيا وضبطها ونتيجة لذلك ستكون قدرة بريطانيا على دخول السوق الاوروبية الموحدة قدرة محدودة. وما زال الدبلوماسيون البريطانيون لا يعرفون تفكير العواصم الاوروبية الرئيسة وما يعيق محاولتهم جمع معلومات عن ذلك هو مواعيد الانتخابات الفرنسية والالمانية العام المقبل.&

واشار العديد من الزعماء الاوروبيين الى ان من المتوقع ان تبدأ بريطانيا عملية بريكسيت التي تتضمن عامين من المفاوضات بتفعيل المادة 50 من المعاهدة الاوروبية الخاصة بانهاء العضوية في يناير المقبل، وان تنتهي المفاوضات قبل الجولة التالية من الانتخابات البرلمانية الاوروبية.&

وشعرت ماي بضرورة توبيخ وزرائها الثلاثة المعنيين بتنفيذ بريكسيت لكشفهم جوانب من تفكيرها الشخصي.&
وتريد ماي ان تمنع موضوع بريكسيت من الهيمنة على اعمال مؤتمر حزب المحافظين الذي يُعقد في مدينة برمنغهام الاسبوع المقبل بمحاولة قصر النقاش حول بريكسيت على اليوم الأول من اعمال المؤتمر.&

وقال معهد الادارة الحكومية في تقريره "ان الصمت ليس استراتيجية وان رئيسة الوزراء أقسمت بأنها لن تعطي سيلا لا ينقطع من التصريحات عن المفاوضات ولكن عليها ان توضح بسرعة كيف ومتى تعتزم الحكومة اتخاذ القرارات المتعلقة بتنفيذ بريكسيت".&
&
واضاف التقرير "ان الوزراء سيواجهون سلسلة من الخيارات الصعبة عن شكل بريكسيت وهذه خيارات مهمة لا يمكن ان تُترك للمساومات والمقايضات بين الوزارات ذات الاختصاص. فان مهمة التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مهمة جسيمة وان العمل الذي تتطلبه سوف يشغل الحكومة والبرلمان لعشر سنوات قادمة على الأقل".&

أعدت "إيلاف" التقرير نقلا عن صحيفة الغارديان على الرابط أدناه:

https://www.theguardian.com/politics/2016/sep/29/brexit-negotiations-could-cost-tens-of-millions-of-pounds-says-report&