نصر المجالي من لندن:&أطلقت منظمة اليونيسف ووزارة التربية العراقية حملة "العودة الى المدرسة" في 10 محافظات عراقية، وذلك قبيل بدء العام الدراسي الجديد ببضعة أسابيع.

ومن خلال الحملة، تم الوصول الى ما يقارب 1,4 مليون طفل بالرسائل التوعوية، ومساعدات للتنقل من والى المدارس، والمواد والمستلزمات المدرسية، وغيرها من الخدمات.

وتهدف هذه الحملة الى تسجيل العدد الأكبر من الأطفال في المدارس وتمكين المسجلين منهم من المواظبة على الدراسة واستكمال مراحل التعليم النظامي.

وخلال العام 2016، استطاعت اليونيسف إعادة أكثر من 116,000 طفل خارج المدرسة الى صفوف الدراسة، ونصب مبانٍ مدرسية جاهزة لخدمة 42,000 طفل نازح في سن الدراسة؛ وتوزيع المستلزمات التعليمية والامدادات المدرسية على أكثر من 280,000 طفل.

كما قامت اليونيسف بتدريب أكثر من 2,350 كادرا تعليميا وتربويا، وساعدت 383 مدرسة على تحسين ممارسات الإدارة المدرسية. ذلك إلى جانب تعميم تعليم المهارات الحياتية في 439 مدرسة، ودعم إعادة افتتاح مدارس في المناطق التي كان يصعب الوصول إليها في السابق مثل الأنبار.

فقدان فرص التعليم&

وفقد نحو 3,5 ملايين طفل عراقي في سن الدراسة فرصهم في التحصيل التعليمي، الأمر الذي قد يزيد من حالات الزواج المبكر والانخراط في عمالة الأطفال وتجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة.

وهناك نحو مليون طفل نازح في سن الدراسة في العراق، 70 بالمائة منهم فقدوا سنة دراسية كاملة من التعليم. كما توقفت مسيرة التعليم لحوالي 64,000 طفل سوري لاجئ يعيشون في العراق.

طفلات عراقيات الى المدارس

&

الأطفال النازحون&

وعبرت الونيسيف عن قلقها في شكل خاص على وضع الأطفال النازحين في الأنبار والمناطق حول الموصل من جراء الاقتتال الدائر فيها. خلال الأسابيع القليلة الماضية،& فَرّ آلاف الأطفال من ديارهم ولجأوا إلى مخيمات وتجمعات غير رسمية للنازحين. ومع اشتداد حدة الصراع، نجري استعداداتنا لتوفير الدعم الى مئات آلاف الأطفال مع أسرهم .

وأعلنت اليونيسف أنها تقوم مع شركائها، في محافظة الانبار، بتعبئة المجتمعات المحلية من خلال نشاطات حملات "العودة الى المدرسة"؛ وتجديد وتوسيع الأبنية المدرسية، وتوفير المواصلات والكتب والحقائب المدرسية، فضلاً عن مساعدة الأطفال على اللحاق بما فاتهم من الدراسة، وكذلك إعادة الاندماج في النظام التعليمي.

وقالت إن نحو10 ملايين طفل في سن الدراسة في عموم العراق، عانى الكثير منهم من ويلات النزوح، أو تعرضوا لأعمال العنف، أو يعانون الاضطرابات النفسية أو غيرها من أشكال الإساءة.

&نشاطات اليونيسف&

وتسعى اليونيسف جاهدةً لتمكين أطفال العراق من الحصول على مستوى جيدٍ من التعليم ولتوفير بيئة آمنة ومحمية للتعلم. وتقود اليونيسف بالمشاركة مع كل من الحكومة العراقية ومنظمة Save the Children عملية تنسيق الجهود في الاستجابة لاحتياجات قطاع التعليم ككل.

وتقدم اليونيسف المساعدات الانسانية الطارئة للأطفال العراقيين النازحين وللأطفال اللاجئين السوريين، فضلاً عن الدعم طويل الأمد لتعزيز الأنظمة والخدمات التعليمية في كافة أنحاء العراق.

وتُساعد اليونسيف في بناء وتوسيع وإعادة تأهيل المدارس، ونُوفر المستلزمات التدريسية والتعليمية، ونُدرب الكوادر التربوية، ونُقدم فرص التعلم البديلة والمسرعة، ونعزز الأنظمة التعليمية، ونوفر الدعم اللازم للأسر لضمان بقاء واستمرار أطفالها في المدرسة.

توزيع القرطاسية والكتب على الطلاب

&

&تحديات قطاع التعليم

قالت الونيسيف إن قطاع التعليم في العراق يواجه تحديات بنيوية تفاقمت بسبب الصراع والنزوح الجماعي الواسع للسكان.

وفي كثير من الأحيان تتوقف مسيرة تعلم الأطفال النازحين ويواجهون صعوبات في الحصول على فرص التعليم حيثما يستقرون بصفة موقتة.

كما يعاني الأطفال في المجتمعات المضيفة للنازحين تدهور نوعية التعليم بسبب الضغوطات على النظام التعليمي. وقد تأثر بذلك أكثر من 1,1 مليون طفل يعيشون في المجتمعات المضيفة.

كما أن المدارس في عموم البلاد مكتظة بأعداد الطلبة المتزايد وتنقصها الكوادر التعليمية. كما تعمل العديد من المدارس بدوامين اثنين أو ثلاثة، الأمر الذي يؤثر في أمد الفترة التدريسية التي توفرها للأطفال.

وفي الصفوف المدرسية القائمة، تعتبر نسبة عدد الطلبة مقابل عدد المعلمين عالية جداً ولا سيما أن الكثير من المعلمين قد نزحوا أيضاً.

تُستَخدم العديد من المدارس لإيواء السكان النازحين، الأمر الذي قد يؤدي الى تأجيل بداية العام الدراسي بالنسبة إلى الأطفال في تلك المناطق.

وفي الأخير، أشارت الونيسيف إلى أن هناك مدرسة واحدة من بين كل خمس مدارس لا تصلح للتعليم بسبب النزاع في العراق. وقد تحققت الأمم المتحدة من صحة وقوع 135 هجوما على المرافق والكوادر التعليمية منذ عام 2014.