القدس: صافح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جنازة الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز في القدس في لقاء علني يندر حدوثه بين الرجلين، ما أثار عاصفة غضب بين الفلسطينيين.

ونشر المتحدث باسم نتنياهو مقطع فيديو على موقع تويتر يظهر المصافحة بين الرجلين ويظهر فيه عباس وهو يقول باللغة الانكليزية "تسرني رؤيتك. مضى وقت طويل"، بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره.

وانتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.

يذكر ان الرجلين تصافحا اثناء قمة المناخ في باريس في نوفمبر، لكن من دون تبادل الحديث.

ويعود آخر اجتماع مهم وعلني بينهما الى العام 2010، رغم تقارير غير مؤكدة عن لقاءات سرية بعدها.

ولم يوفد الاردن الذي وقع معاهدة سلام مع اسرائيل من يمثله الى الجنازة، فيما اكتفت مصر الدولة الاخرى الموقعة على السلام مع الدولة العبرية بإيفاد وزير خارجيتها سامح شكري.

ورافق عباس أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي كان مشاركا في المفاوضات التي ادت الى اتفاقات اوسلو التي حاز بيريز بفضلها جائزة نوبل للسلام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

وعبر عباس الاربعاء عن اسفه وحزنه لوفاة بيريز، قائلا انه "كان شريكا في صنع سلام الشجعان".

لكن بيريز الذي ينظر إليه على نطاق واسع على انه "رجل سلام"، مكروه لدى الفلسطينيين لدوره في الاستيطان والعمليات العسكرية الاسرائيلية، وهم يرون فيه بالاحرى "مجرم حرب".

ويحمل الفلسطينيون بيريز مسؤولية قصف تجمع للاجئين تابع للامم المتحدة في قرية قانا في جنوب لبنان في 1996 قتل فيه 106 مدنيين. كما ينظرون اليه على انه ممن أرسوا الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

خيانة

وأثار شريط الفيديو عن المصافحة وصور مشاركة عباس في جنازة بيريز غضبا واسعا.

واعتبرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة في بيان ان مشاركة عباس في الجنازة تعد "خيانة للدم الفلسطيني وتشجيع على التطبيع" مع اسرائيل.

وتجمع عشرات النشطاء في قطاع غزة بعد ظهر الجمعة وأحرقوا الاعلام الاسرائيلية، بالاضافة الى صور بيريز ونتنياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما، بحسب مراسلين لوكالة فرانس برس.

وانتشر على موقع "تويتر" هاشتاغ #التعزية_بوفاة_بيريز_خيانة باللغة العربية.

وكتب مغردون فلسطينيون وعرب تعليقات ساخرة من مشاركة عباس في الجنازة، واشار بعضهم الى ان عباس طلب إذنا على الارجح من السلطات الاسرائيلية لتسمح له بدخول القدس.

وقال علي ابو نعمة، وهو ناشط ومؤسس موقع "الانتفاضة الالكترونية" باللغة الانكليزية، "محمود عباس، الرئيس المزعوم لدولته المزعومة، هو مثال على غياب الكرامة".

وكتب مغرد آخر "خيانة للوطن، خيانة للشهداء، خيانة للشعب، خيانة للقضية، خيانة للمتعاطفين وخيانة للتاريخ".

وأورد آخر "حدثني عن الذل والمهانة، أحدثك عن دموع محمود عباس وهي تسقط على فراق بيريز، قاتل محمد الدرة"، في اشارة الى الفتى الفلسطيني الذي قتل العام 2000 برصاص اسرائيلي في قطاع غزة.

بينما دافع ابراهيم بوكلة عن خطوة عباس وكتب في تعليق على موقع "فيسبوك"، "الرئيس عباس يقوم بواجبه تجاه شعبه، ولا يقاس عليه لانه يتعامل مع واقع الاحتلال الصهيوني".