إسماعيل دبارة من تونس: حضّت منظمة تونسية تُعنى بحرية التعبير، السبت، السلطات في تونس والمجتمع الدولي على "فتح تحقيق جدي حول ملابسات اختفاء صحافيين في ليبيا منذ العام 2014".

واختطف الصحافي سفيان الشورابي، وزميله المصور، نذير القطاري، في ليبيا في 8 سبتمبر/ أيلول 2014، من قبل جماعة مسلحة أثناء القيام بمهمة لقناة تلفزيونية تونسية خاصة، وتضاربت بعد ذلك الأنباء حول مصيريْهما.

وبثت حسابات "جهادية" حينها صورا غير واضحة المعالم، تشير إلى "اعدام" الصحافيين التونسيين، لكن تعذّر التأكد من مدى صدقية تلك الصور.

وقال مركز تونس لحرية الصحافة (منظمة غير حكومية مستقلة) في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه: "تداولت بعض وسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية منذ يوم أمس الجمعة تسريبات جديدة تتحدث عن اعترافات إرهابيين اعتقلتهم القوات الليبية المسلحة بضلوعهم في "إعدام الزميلين سفيان الشورابي ونذير القطاري".

وقال المركز إنه "يجدد دعوته للتحرك الفوري والتعامل الجدي مع ملف الشورابي والقطاري، مطالبا السلطات التونسية والمجتمع الدولي باستخدام كل الوسائل القانونية والدبلوماسية المتاحة من أجل الكشف عن مصير الزميلين المختفيين".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها ترويج أخبار وتصريحات من هذا القبيل من طرف جهات رسمية ليبية ومنها وزارة العدل الليبية التابعة لحكومة طبرق (شرق) والتي تحدّثت في أبريل 2015 عن "اعتقال ارهابيين اعترفا بتصفية المجموعات الارهابية لسفيان ونذير"، بحسب المركز.

وفي العام 2016، قال رئيس "مركز تونس لحرية الصحافة" محمود الذوادي إن "اللجنة الوطنية التونسية لمتابعة قضية الصحفيين التونسيين المختفيين في ليبيا سفيان الشورابي ونذير القطاري قررت تقديم شكوى للأمم المتحدة بهذا الخصوص".

صحافيون يحتجون في العاصمة تونس من أجل الكشف عن مصير زميليهما المفقوديْن في ليبيا

وفي مايو/ أيار الماضي، أعلن "مركز تونس لحرية الصحافة" تشكيل "اللجنة الوطنية لمتابعة قضية الشورابي والقطاري" بالتنسيق مع عائلتيهما.

وأواخر 2015، قرّرت رئاسة الحكومة التونسية تشكيل لجنة وطنيّة مشتركة للبحث عن حقيقة اختفاء الصحافيين، تضم ممثلين عن وزارات الخارجية والداخلية والعدل والدفاع، بالإضافة إلى ممثلين عن لجنة كشف الحقيقة التي تكونت صلب "نقابة الصحفيين التونسيين".

وتعيش ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 حالة من الفوضى بسبب النزاعات بين الفصائل المسلحة ومسلحي القبائل التي تشكل مكونا رئيسيا في المجتمع الليبي.

وأعدم "الجهاديون" في ليبيا عددا من الأجانب خاصة من مصر المجاورة.

وتوجد في البلاد حكومتان، احداهما حكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس وتحظى باعتراف دولي والاخرى في الشرق وتسيطر على مساحات شاسعة من المنطقة المعروفة باسم "اقليم برقة"، وتزعم القوى الكبرى في ليبيا "مكافحة المتشددين".

وهناك قوتان بارزتان على الارض هما قوات مصراتة على اسم المدينة الواقعة غرب ليبيا والتي تشكل النواة الرئيسية للقوات التي نجحت في اخراج تنظيم الدولة الاسلامية من سرت في اطار عملية "البنيان المرصوص" التي وجهتها حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يخوض منذ اكثر من سنتين معارك ضد "الجهاديين" في شرق البلاد.

وفي حين نجح "الجيش الوطني الليبي" في استعادة مدينة بنغازي، فانه لا يزال يواجه "الجهاديين" في بعض الجيوب ويتهم قوات مصراته بدعم بعض الجماعات "الجهادية".