«إيلاف» من واشنطن: من الواضح أن التقارير الغربية التي صدرت في مطلع العام الماضي والتي تحدثت عن معاناة تنظيم داعش من أزمة اقتصادية خانقة، صحيحة، فالمداهمات التي استهدفت مواقع لخلاياه في بلدان عربية خلال الأشهر الأخيرة، وخصوصاً ان السعودية تؤكد أن التنظيم المتطرف يعاني مشكلة مالية كبرى.

فخلال عمليات المداهمات هذه لم يعثر إلا على نقود قليلة، وهو أمر لافت، إذا ما قيس مثلاً في ما كان يُعثر عليه في مواقع خلايا تنظيم القاعدة، الذي كان يصل مجموع النقود في بعض الحالات &(أحياناً من عملات مختلفة) إلى نحو خمسين ألف دولار.

ووفقاً لوزارة الداخلية السعودية، "فإنه لم يُعثر في مخبأ قيادي داعش في المملكة طايع الصيعري إلا على &ألفي ريال (نحو 540 دولار)".

وكان الصيعري الذي تتهمه السلطات السعودية بأنه جهز المتفجرات والأحزمة الناسفة التي استخدمت في عمليات استهدفت مواقع مختلفة في البلاد خلال العامين الماضيين، قُتل مع مرافقه طلال الصاعدي، فجر السبت الماضي خلال مداهمة منزل كان يختبأن فيه في حي الياسمين في شمال الرياض.

ووفقاً لما أورده جيران المنزل في تصريحات إلى وسائل إعلام سعودية، فإنه على ما يبدو أن الصيعري كان يقيم في هذا المخبأ منذ أشهر طويلة، إذا كانت تأتي سيارة سوداء من طراز جي أم سي، مرة كل شهر لتتزويده بالمؤن.

العمليات الإرهابية مكلفة

لا يتوقف الأمر على المال، فالمواد المتفجرة والأسلحة التي عُثر عليها في مواقع خلايا داعش، لا تقارن بحال بحجم تلك التي كان يُعثر عليها في مداهمات مواقع تنظيم القاعدة في السعودية.

من متابعة سيرة التنظيمات المتطرفة في السعودية، معلوم أن العمليات الإرهابية مكلفة، فلا يقتصر الأمر فقط على توفير السلاح والمواد المتفجرة وتجهيز المركبات المفخخة، بل يتجاوز هذا إلى توفير إعاشة وسكن لمدة&قد تصل إلى أكثر من عام لمنفذي العمليات وقادة الخلايا.

وجرت العادة في السعودية مثلاً، أن أي شخص ينضم إلى هذه التظيمات، يختفي عن الانظار حتى يدفع به لتنفيذ عملية، ويوضع تحت إقامة يمكن وصفها بالإجبارية في مواقع التنظيم التي عادة تكون عبارة عن منازل أو استراحات مستأجرة، ولا يسمح لهم بالاتصال بعائلاتهم أو حتى تأدية الصلاة في المسجد.

وكانت وسائل إعلام غربية، منها صحيفة الاندبندنت البريطانية، نشرت في يناير الماضي، وثيقة، قالت إنها من "بيت مال المسلمين" في مدينة الرقة، التي يتخذها داعش عاصمة له، تكشف إن التنظيم خفض رواتب مقاتليه بنسبة خمسين في المئة.

عزت هذه التقارير «الأزمة المالية الخانقة»&إلى استهداف التحالف بقيادة الولايات المتحدة المواقع النفطية التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا، والتي تعد أهم مورد اقتصادي يعتمد عليه داعش.

فيما قال قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال لويد أوستن في العام الماضي إن قصف مواقع النفط والغاز التي يسيطر عليها داعش أثرت سلباً على البنية الاقتصادية للتنظيم المتطرف.