«إيلاف»&من الجزائر: ناقش الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مع ضيفه الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي عهد السعودية سبل تعزيز العلاقات بين البلدين التي مرت في السنوات الأخيرة بمرحلة توتر لكنها تشهد اليوم تطورا جديدا، بحسب ما يرى مراقبون.

وكان في استقبال الأمير السعودي في مطار هواري بومدين الدولي الطيب بلعيز وزير الدولة المستشار الخاص للرئيس الجزائري.

وبعدها استقبل الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بحضور الطيب بلعيز ووزير الشؤون المغاربية والإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل.&

وقال الكاتب الصحافي أمين لونيسي لـ"إيلاف" إن " زيارات من هذا النوع سياسية بامتياز نظرا لطبيعة وفدي البلدين المشاركين في الاجتماع، فبلعيز أحد أبرز المقربين من الرئيس بوتفليقة تجمعه علاقات جيدة مع الرياض".

رسالة

ونقل ولي العهد في بداية الاستقبال "تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لأخيه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة"

وبحث الجانبان مختلف الأحداث التي تعرفها الساحة العربية والإسلامية والدولية، كما تطرقا إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين في جميع المجالات.

وحضر هذا الاستقبال من الجانب السعودي السفير السعودي لدى الجزائر سامي بن عبد الله الصالح الذي وصف العلاقات بين البلدين في مقابلة مع صحيفة الخبر نشر اليوم بـ"التاريخية"

وقال " العلاقات بين المملكة والجزائر بخير، البلدان يشعران بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقيهما وبأهمية القيام بالدور التاريخي المطلوب منهما، ومكانة المملكة والجزائر، مكانة متميزة، سواء في شمال أفريقيا أو في منطقة الجزيرة العربية، وذلك بفضل ما يملكان من ثقل سياسي وجيو - سياسي واقتصادي، إضافة إلى العلاقات التاريخية التي تربطهما".

زيارات متبادلة&

ويرى مراقبون أن زيارة ولي العهد السعودي إلى الجزائر تندرج في إطار الدفع الجديد الذي تعرفه العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، بعد أن عرفت فتورا لفترة بسبب اختلاف وجهات النظر خاصة بالنسبة إلى تصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية الذي ترفضه الجزائر، إضافة إلى موقف الجانبين من ملفات سوريا واليمن والصحراء الغربية.

&وشهدت الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين وتيرة متصاعدة منذ الزيارة التي أداها الطيب بلعيز مستشار الرئيس بوتفليقة إلى الرياض في إبريل الماضي، للتواصل بعدها زيارات مختلف لوزراء ومسؤولين كبار في الدولتين ، كانت أهمها الزيارة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال في نوفمبر إلى السعودية.

&ووصف سلال حينها زيارته بـ" الناجحة" على جميع المستويات، كونها& سمحت بتعزيز العلاقات الثنائية والدفع بوتيرة التعاون الثنائي لإرساء دعائم شراكة حقيقية تعود بالمنفعة على البلدين.&

وقال الوزير الأول الجزائري وقتها إنه لقي "تجاوبا كبيرا وتاما" لدى المسؤولين السعوديين، واعتبره بمثابة "مؤشر إيجابي وقوي" لإعطاء دفع جديد للعلاقات الثنائية خاصة في المجال الاقتصادي.&

وأضاف "نحن ماضون مع أشقائنا السعوديين لبناء علاقات استراتيجية تسمح لنا بصيانة حقوقنا المشتركة وكذا الدفاع عن ديننا الإسلامي الذي يحاول البعض تشويه صورته".

دفع جديد

&وبحسب السفير السعودي في الجزائر،" فقد&مرت العلاقات بمراحل صعود ونزول، لكن في السنة الماضية، صدرت توجيهات عليا من قيادتي البلدين بأهمية رفع مستوى التعاون الثنائي في كل المجالات."

ويذكر أمين لونيسي في تصريحه لـ"إيلاف" أن العلاقات بين البلدين مرت "بفترات توتر صامت منذ اندلاع ما يعرف بالربيع العربي لطبيعة مواقف كل بلد، في اليمن وسوريا وليبيا وأخيرا في العلاقات مع مصر والمغرب و النفط، وبسبب التغييرات في الموقف الدولي منها هناك حاجة ملحة للطرفين لتجاوز الخلافات وبدأت بالرسائل المتبادلة بين الطرفين وزيارة سلال نوفمبر الماضي".

وأضاف لونيسي انه رغم تنغيص عدة قضايا على علاقات البلدين إلا أنهما "تمكنا من التقارب اقتصاديا وتجاوز تناقضات المواقف بتوحيد جهودهما لاستقرار أسعار النفط والتوصل إلى اتفاق الجزائر نظرا لتضرر موازنتهما السنوية من أزمة تهاوي الأسعار منذ يونيو 2014 ، كما أن الدول الخليجية كانت من أول البلدان التي التزمت بخفض حصة الإنتاج بدءا من يناير 2017".

وكشف السفير السعودي في مقابلته الصحافية أنه "خلال الفترة القريبة القادمة، سنشهد زيارات أخرى وعقد منتدى اقتصادي آخر لرجال أعمال البلدين، على مستوى وزيري الاستثمار في البلدين، وعلى مستوى رجال الأعمال."

وذكر أن الرياض لمست خلال زيارة سلال الأخيرة& "اهتماما جزائريا بقطاعات الفلاحة، والصناعات البتروكيماوية، والنفط، والصناعات الدوائية."

&وأضاف "نرتقب خلال الأيام القليلة القادمة، لقاءات وزارية وأخرى بمستوى أرفع، فضلا عن عقد اجتماعات اللجنة المشتركة العليا برئاسة وزير التجارة والاستثمار السعودي ووزير الصناعة والمناجم الجزائري، في منتصف فبراير القادم، وهو اجتماع مهم جدا يشارك فيه الصندوق السعودي للاستثمار ورجال أعمال البلدين، لتسطير كل ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الوزير الأول للمملكة."

&وأردف قائلا" سنشهد تعاونا كبيرا جدا بين شركة "آرامكو" وشركة "سوناطراك"، لتطوير مصافي البترول والمحطات المرافقة لها، إضافة إلى دخول "سابك" للبتروكيماويات السوق الجزائرية بعروض استثمارية، دون أن ننسى قطاع الفلاحة".

&وأعلن أن البلدين يحضّران لاجتماع لجنة التشاور السياسي برئاسة وزيري خارجية البلدين في الرياض نهاية شهر فبراير المقبل.

&