واشنطن: اعترفت فيسبوك بمسؤوليتها عن ملايين المواد الخبرية التي تتدفق عبر موقعها للتواصل الاجتماعي، وأقرت بأن الموقع أصبح من أكبر موزعي المعلومات في العالم، فيما أبدت استعدادها لتحمل هذه المسؤولية باطلاق "مشروع فيسبوك للصحافة".

ويتضمن "مشروع الصحافة" اقامة تعاون أمتن مع وسائل الاعلام بشأن التقارير وأدوات النشر قبل وضع هذه المواد في متناول الجمهور. كما ستنظم فيسبوك دورات تدريبية لتعليم الصحافيين البحث عن الأخبار والأحداث على الموقع بصورف أفضل. وتريد فيسبوك تدريب اشخاص من الجمهور الاعتيادي ايضاً لايجاد مصادر أخبار جديدة يثقون بها وفي الوقت نفسه مكافحة نشر الأخبار الكاذبة عن طريق موقعها الذي يستخدمه مئات الملايين في انحاء العالم. &

وسيبدأ تنفيذ المشروع في الاسابيع المقبلة مع عدد من وسائل الاعلام بينها صحيفة واشنطن بوست وشركة فوكس ميديا الاميركية للاعلام الرقمي فيما دُعيت صحيفة نيويورك تايمز للمشاركة في المشروع لاحقا.&

إعتراف صريح&

وقال مراقبون ان مبادرة فيسبوك أول اعتراف بهذه الصراحة بأنها تتحمل قسطاً من المسؤولية عن استهلاك المعلومات وتوزيعها جماهيرياً مشيرين الى ان رئيس فيسبوك التنفيذي مارك زوكربيرغ كان يقول في السابق انه يعتبر فيسبوك شركة تكنولوجية ولكن الشبكة الاجتماعية واجهت خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية تحديات تطعن بهذا التوصيف، مؤكدة ان ما يعرضه الموقع يؤثر في مستخدميه البالغ عددهم 1.8 مليار شخص في انحاء العالم. &&

واعلنت فيسبوك مؤخرا اقامة شراكات مع جهات اخرى للمساعدة في تدقيق صحة التقارير والمواد التي تُنشر على موقعها ولفت الانتباه الى المواد التي قد تكون كاذبة بصورة أكثر وضوحاً. &

وقالت مديرة المنتجات في الشركة فيجي سيمو عن مشروع الصحافة ان فيسبوك سمعت الأصوات التي ارتفعت العام الماضي عن دورها في اعلام اليوم، وان هذا اعطاها حافزاً اضافياً لتحمل مسؤوليتها في وقت أبكر. &

واضافت سيمو: "نحن لسنا شركة اعلامية تقليدية أو شركة تكنولوجية تقليدية بل نبني التقنية التي تساعد الناس على التواصل والحصول على المعلومات. وهذا يعني العمل بصورة جيدة مع صناعة الأخبار". &&

واعتبر محللون ان المبادرة شكل من اشكال المصالحة مع وسائل الاعلام التي تتبادل المحتوى الاخباري على الشبكة. &

المراحل الأولى

وكانت وسائل الاعلام تنظر منذ فترة طويلة الى فيسبوك على انها ما بين الصديق والعدو، تعتمد على الشبكة الاجتماعية بصورة متزايدة في نشر موادها وتقاريرها، لكنها كثيرا ما تتوجس من الاعتماد المفرط على وسط واحد للوصول الى الجمهور.&

وتتحمل فيسبوك قسطاً من المسؤولية عن الاضطراب الذي حدث في صناعة الاعلان ايضاً حيث تُنفق اموال الاعلان على الانترنت في الشبكة الاجتماعية وغوغل بدلا من التعامل مباشرة مع وسائل الاعلام الالكترونية. واسـتأثر محرك البحث العملاق وفيسبوك تقريباً بكل النمو الذي شهدته سوق الاعلان الرقمي في الولايات المتحدة خلال النصف الأول من عام 2016. &

ولفتت فيسبوك الى ان مشروع الصحافة الذي قررت اطلاقه لا يزال في مراحله الأولى وسيتطور مع تغير حاجات وسائل الاعلام والقراء والصحافيين. ولكن الشركة اكدت انها لن تتهرب من المسائل المتعلقة بدورها في الاعلام الاخباري.&

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.nytimes.com/2017/01/11/technology/facebook-journalism-project.html?hpw&rref=technology&action=click&pgtype=Homepage&module=well-region®ion=bottom-well&WT.nav=bottom-well&_r=0
&