أكدت الوزيرة اللبنانية الجديدة عناية عز الدين في حوار مع "إيلاف" أن الفرقاء قد لا يتوصلون إلى قانون انتخابي رغم أن الانتخابات النيابية اللبنانية ستجري في وقتها، مشدّدة على أهمية الكفاءة الأكاديميّة في العمل السياسي للمرأة، كما كشفت عن مشروع هام لاقامة حكومة لبنان الالكترونية.


بيروت: عناية عزالدين هي المرأة الوحيدة في حكومة العهد الأولى، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، معروفة في الأوساط الأكاديميّة وفي المجتمع الجنوبي في لبنان، ولا يقتصر نشاط الوزيرة الجديدة على المجال الطبي، وهي الحائزة دكتوراه في الطب المخبري، وعلوم الأمراض (الباثولوجيا) من الجامعة الأميركية في بيروت، فهي كذلك، عضو مؤسس في إحدى الجمعيات المدنية (wak) التي تعنى بسلامة الشباب وتثقيفه.

في لقائها الخاص مع "إيلاف"، تحدثت عز الدين عن أسباب اختيارها في الحكومة الجديدة، كما أشارت إلى صعوبة التوصل إلى قانون انتخابي في لبنان رغم أن الانتخابات النيابية ستجري في وقتها متمنية أن يصبح العمل السياسي مفتوحًا أكثر أمام النساء في لبنان.

وتم الاعلان أواخر العام 2016 عن تشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة سعد الحريري. وتضم 30 وزيرا، وهي الأولى في عهد الرئيس الجديد ميشال عون.

وفي ما يلي نص الحوار كاملا:

كيف تقيّمين اختيار وزيرة واحدة فقط ضمن حكومة سعد الحريري؟

اعتبرها خطوة متقدمة، لكن يبقى اختيار وزيرة واحدة من ضمن حكومة الحريري غير كاف، لكن نأمل أن تتشجع الحكومات المقبلة، من أجل إيجاد سيدات في اللوائح الإنتخابية وفي الوزارات.

ما هي المهام التي تنتظرك وما هي مشاريعك كوزيرة لشؤون التنمية الإدارية؟

حقيقة وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية كما يعني اسمها هي تنمية في مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات العامة، من تدريب وتنمية قدرات، ومكننة وتحضير لها، ولدينا مشروع كبير اليوم يتمثل بالحكومة الإلكترونية egouvernment، وقد وضعنا حجر الزاوية لهذا المشروع.

في الجلسة السابقة للحكومة أقررنا أول مشروع أي الرقم الموحد للتعريف عن كل مواطن وكل اسم في الإدارات العامة في ما بينها وفي ما بين المواطن ومعاملاته مع الدولة، وهذا يبقى حجر الزاوية باتجاه مشروع الحكومة الإلكترونية، طبعًا سيُستكمل بتشريعات وأمور كثيرة لاحقًا.

العمل الأكاديمي والوزارة

تتمتعين بشهرة واسعة في الأوساط الأكاديمية، كيف يمكن استثمار ذلك مع خبرتك في المجال الحكومي؟

عندما يكون الإنسان حاصلاً على مستوى علمي أكاديمي متقدم، يكون لديه البنية التحتية العلمية الكافية كي يلمّ بأمور حتى لو كانت جديدة.

وكوني مديرة لمختبر طبي، لدي إلمام بالإدارة، طبعًا نتحدث هنا عن مؤسسات صغيرة، لكن الإدارة العامة كعناوين تبقى متشابهة مع إدارة مؤسسة صغيرة، وهذا يساعد كثيرًا، وهذا المستوى يضعك على تماس مع المواضيع التي يجب إيلاؤها أهمية أكثر من غيرها كالصحة مثلاً، والضمان الإجتماعي وكلها تحتاج إلى خطط طويلة الأمد ولكن لا يمنع أن نضع لها حجر أساس منذ الآن.

عمل الحكومة

هل ستقوم الحكومة الحالية بمهامها الأساسيّة أي إقرار قانون انتخابي وإجراء الإنتخابات النيابيّة في موعدها؟

إقرار قانون انتخابي في لبنان يشهد الكثير من التجاذبات، ونأمل أن نصل إلى خواتيم تسعد الجميع، ولكن لا اعتقد أننا قد نتمكن من التوصل إلى ما يتمناه الجميع في هذا الخصوص، ولكن يجب المحاولة، من جهة أخرى الانتخابات النيابيّة ستجري وفي موعدها.

الخبرة أم "الشهيد"؟

هل توليك منصبا حكوميا كان نتيجة لخبرتك الأكاديميّة الواسعة أم كونك شقيقة "الشهيد" حسن عز الدين؟

موضوع الوصول لأي منصب في لبنان يجب أن يكون من خلال الكفاءة والسيرة الذاتية المشرفة، التي تجعل الجهة التي رشحتني للمنصب أي رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة أمل تقتنع أن لدي الإمكانيات لخوض العمل الحكومي، لكن طبعًا كون أخي شهيدًا، تبقى إضافة جيدة جدًا ومشرفة أيضًا تضاف إلى العمل الأكاديمي وتبقى علامة فارقة على سيرتي الذاتية.

متى برأيك تتقلد النساء في لبنان مناصب سياسيّة بغض النظر عن ارتباطهن بوالد أو شقيق أو زوج شهيد؟

بدأنا بذلك، وتخطينا هذا الموضوع ونحن سائرون بهذا التوجه، لن تكون المسيرة سهلة أمام النساء لكنها وُضعت على السكة الصحيحة، ولم يبق هناك مفر في هذا الموضوع، وعلى الجهات السياسيّة في لبنان أن تقدّم كوادر نسائية وتحضّر الجو كي ننتهي من هذا السياق التقليدي المتّبع.

الكوتا النسائيّة

كيف ستعملين كوزيرة لإقرار الكوتا النسائيّة في قانون الانتخابات؟

أنا من المشجعين على إقرار الكوتا النسائية في قانون الانتخابات، وبدأنا بذلك من خلال موقفنا في البيان الوزاري، وهذا ليس فقط رأيي الشخصي، بل رأي الجهة التي أمثلها أي رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو يؤمن أن المرأة يجب أن تتولى شؤونها في القطاع العام والسياسي كما في أمور اجتماعية ومهنيّة أخرى، ولدينا وزارة اليوم لشؤون المرأة وبالتعاون معها سنعمل لتحسين أوضاع المرأة.

متى برأيك ينتهي التمثيل الضعيف للمرأة اللبنانيّة في الحياة السياسيّة؟

لا نستطيع وضع زمن محدّد لهذا الموضوع، تبقى مسيرة تراكميّة، وتدخل ضمن ثقافة تبدأ بأمور كثيرة، منها الكوتا النسائية.

موضوع مشاركة النساء في العمل السياسي يبقى ثقافة يجب أن يعتاد عليها المجتمع من نساء ورجال، ويجب تربية الجميع في لبنان على هذا الأساس، فالمرأة كما الرجل تملك طاقات ولديها إمكانيات ويجب أن تُتاح لها كل الفرص، وعلى كل إنسان أن يصل وفقًا لكفاءته ذكرًا كان أم أنثى.

&

&