الرياض: قبل 9 ايام من موعد بدء مفاوضات السلام في استانا بموجب اتفاق روسي تركي تضمن وقف اطلاق النار، اعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السبت دعمها لهذه المحادثات بوصفها "خطوة تمهيدية" لمفاوضات جنيف التي املت الامم المتحدة استئنافها في 8 فبراير.

في شرق سوريا، شن تنظيم الدولة الاسلامية السبت هجوما هو "الاعنف" منذ عام في مدينة دير الزور بشرق سوريا، ما تسبب بمقتل اكثر من ثلاثين عنصرا من قوات النظام والجهاديين المستثنين من هدنة هشة تشهدها الجبهات الرئيسية، في محاولة للتقدم داخل احياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام، ما تسبب باندلاع معارك عنيفة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان التنظيم "فجر انفاق وارسل انتحاريين، فيما ردت قوات النظام وحلفاؤها بشن غارات على مواقع الجهاديين داخل المدينة"، مشيرا إلى ان الهجوم "هو الاعنف" للجهاديين على المدينة منذ اكثر من عام.

وتسببت المعارك بين الطرفين وفق المرصد، بمقتل "12 عنصرا على الاقل من قوات النظام وعشرين مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية" اضافة الى اصابة عشرات من الطرفين.

بعد سيطرته في 2014 على اجزاء واسعة من محافظة دير الزور، يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية منذ كانون الثاني/يناير 2015 على اكثر من ستين بالمئة من مدينة دير الزور ويحاصر مئتي الف من سكانها على الاقل.

وافاد المرصد ووكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" بمقتل مدنيين اثنين جراء قذائف اطلقها التنظيم على احياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة.

واكد مصدر عسكري سوري في دير الزور لفرانس برس ان الجيش "أحبط هجوم الجهاديين"، موضحا ان "الطيران الحربي استهدف خطوط امداد داعش في كل محاور المدينة".

وقال ان "تنظيم داعش حشد قواته لمهاجمة دير الزور بهدف تحقيق خرق ميداني فيها"، في محاولة لـ"قطع الطريق بين المدينة والمطار" العسكري الذي يحاول التنظيم السيطرة عليه منذ استيلائه على المدينة.

خروق متكررة

وتشهد الجبهات الرئيسية في سوريا وقفا لاطلاق النار منذ 30 كانون الأول/ديسمبر، بموجب اتفاق روسي تركي، هو الاول بغياب اي دور لواشنطن التي كانت شريكة موسكو في هدنات سابقة لم تصمد.

ويستثني الاتفاق بشكل أساسي مجموعات مصنفة "ارهابية" على رأسها تنظيم الدولة الاسلامية. وتصر موسكو ودمشق على انه يستثني ايضا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وهو ما تنفيه فصائل مدعومة من أنقرة.

وقتل ثمانية اشخاص معظمهم مدنيون السبت جراء تصعيد الغارات على مناطق عدة في محافظة ادلب (شمال غرب) والتي يسيطر عليها ائتلاف فصائل اسلامية يضم جبهة فتح الشام.

يتعرض وقف اطلاق النار منذ تطبيقه لخروق متكررة خصوصا في منطقة وادي بردى، التي تعد خزان مياه دمشق. لكن المنطقة شهدت هدوءا منذ الجمعة بعد اعلان التوصل لاتفاق بين قوات النظام والفصائل المعارضة.

واتاح الاتفاق الجمعة دخول ورش صيانة لبدء عملية اصلاح اضرار لحقت بمصادر المياه المغذية لدمشق. كما دخلت السبت وفق المرصد، حافلات مخصصة لاجلاء المقاتلين الراغبين بالخروج من المنطقة، دون ان تسجل اي عمليات مغادرة.

وبعد هدوء استمر ساعات، افاد المرصد عصر السبت عن "خرق قوات النظام ومقاتلي حزب الله اللبناني للاتفاق، مع سيطرتهم على بلدة في وادي بردى، مستغلين وقف العمليات العسكرية للتقدم واطلاق القذائف".

وتضم المنطقة التي تبعد 15 كيلومترا شمال غرب دمشق المصادر الرئيسية التي ترفد دمشق بالمياه المقطوعة منذ 22 كانون الاول/ديسمبر بصورة تامة عن معظم احياء العاصمة. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه.

وأقدم مسلحون مجهولون السبت على اغتيال منسق عملية المصالحة في وادي بردى شمال غرب دمشق غداة إعلان السلطات السورية عن التوصل إلى اتفاق في المنطقة، بحسب ما نقلت "سانا". 

خطوة تمهيدية

ومن شأن استمرار الهدنة تسهيل محادثات استانا التي تعمل موسكو وطهران وأنقرة على عقدها في 23 من الشهر الحالي.

واعربت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية السبت عن دعمها هذه المحادثات. 

واكدت في بيان بختام اجتماع دام يومين في الرياض "دعمها للوفد العسكري المفاوض واستعدادها لتقديم الدعم له (...) وأملها في أن يتمكن هذا اللقاء من ترسيخ الهدنة وبناء مرحلة الثقة".

وثمنت الهيئة "الجهود المبذولة لنجاح لقاء استانا باعتباره خطوة تمهيدية للجولة القادمة من المفاوضات السياسية" التي يرغب الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا استئنافها في 8 شباط.

وأثيرت تساؤلات الجمعة حيال مشاركة واشنطن في تلك المحادثات، بعدما أعلنت تركيا أن واشنطن ستدعى للانضمام، وهو ما لم تؤكده روسيا.

واكد الفريق الانتقالي لترامب السبت انه تلقى دعوة للمشاركة في محادثات آستانا. وقال شون سبايسر الناطق باسم فريق ترامب لفرانس برس "تلقينا طلبا للمشاركة" ملمحا الى انه لم يتم ارسال رد بعد.

وسيعقد هذا الاجتماع بعد ثلاثة ايام على تولي ترامب مهماته في 20 كانون الثاني/يناير.

ولم توجه الدعوات إلى المفاوضات بعد، فيما لا تزال صيغتها غير واضحة.

وفي موقف يستبق احتمال توجيه اي دعوة لاكراد سوريا للمشاركة في محادثات آستانا، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو السبت، انه اذا ارادت الولايات المتحدة دعوة المقاتلين الاكراد السوريين الى محادثات آستانا، فلتدع كذلك تنظيم الدولة الاسلامية.

وانتقدت انقرة الولايات المتحدة مرارا لتعاونها مع هذه الجماعة في القتال في سوريا.