«إيلاف» من الرباط: في ظل الجمود السياسي الذي يشهده المغرب بعد مرور أزيد من ثلاثة أشهر على تنظيم انتخابات 7 أكتوبر، وعدم تمكن رئيس الحكومة المعين، عبد الإله ابن كيران، من تشكيل غالبيته الحكومية، خرجت جماعة العدل والإحسان الإسلامية (شبه محظورة)، لتعلن مجددا أن المسار الذي عاشه المغرب بعد 2011 "مجرد انحناء لعاصفة حراك الربيع العربي"، وذلك في محاولة جديدة للتهكم على رافعي شعار الإصلاح والتغيير من داخل المؤسسات.

وأكدت الجماعة في بيان للدورة 17 من مجلس الشورى، الذي انعقد يومي السبت والأحد الماضيين ، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أن "ما جرى ويجري اليوم أظهر إيجابية خيار المقاطعة ومصداقية ما كتبناه وحذرنا منه وقتئذ إلى جانب عدد من الفاعلين"، وذلك في انتقاد واضح لخيار إسلاميي "العدالة والتنمية" و"حركة التوحيد والإصلاح"، الذين انخرطوا في دينامية الإصلاح التي عبر عنها المغرب إبان حراك 2011 الذي شهدته البلاد، إبان ثورات الربيع العربي التي هزت المنطقة.

وعبرت الجماعة عن إدانتها ورفضها المطلق لـ"توصية المجلس الأعلى للتعليم القاضية بإلغاء مجانية التعليم"، معتبرة أن الخطوة إلى جانب استهداف اللغة العربية "مؤامرة حقيقية على عموم الشعب المغربي وعلى المدرسة العمومية. ويعتبر ولوج جميع الأطفال المغاربة للمدرسة حقا مقدسا يجب أن لا تقف أمامه أية عراقيل سواء كانت مادية أو غيرها".

كما دعت الجماعة إلى النهوض بالمدرسة العمومية "تعميما وتجويدا في المناهج وتجهيزا وتدبيرا وإمدادا بالأطر الكافية ضمن مخطط إصلاح استراتيجي حقيقي يشرك عمليا جميع الفاعلين في القطاع ويقطع مع الإجراءات الانفرادية المتتالية المسماة زورا "إصلاحات"، والتي ما لبثت تجهز عاما بعد عام على ما تبقى من مدرسة ما بعد الاستقلال".

وأكدت الجماعة ، حسب المصدر ذاته، دعمها لما سمته "كل المطالب الاجتماعية والحقوقية والسياسية المشروعة لأبناء شعبنا. ونطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ومن ضمنهم الأخ عمر محب المعتقل ظلما وعدوانا بفاس"، كما جددت مطالبتها السلطات بـ"فتح البيوت المشمعة والتي من ضمنها بيت السيد الأمين العام للجماعة بمدينة وجدة، أحمد عبادي، وإلى رفع الحصار عن الجماعة وعن كل الكفاءات المخلصة لهذا الوطن من خطباء ووعاظ وفنانين ومبدعين ومنهم الفنان رشيد غلام".

وفي انتقاد واضح من الجماعة لقرار السلطات منع ترويج وصناعة لباس "البرقع"، جاء في البيان "نستنكر استهداف فئات من الشعب المغربي في اختيار شكل لباس لا يشكل خطرا على الأمن العام ولا يتنافى مع الآداب العامة".

ودعت الجماعة الأمة إلى "تعزيز وتقوية استمرارها في التمسك بدينها وهويتها، لعلمنا جميعا أن لا قائمة لنا تقوم ولا لواء لنا يرفع، ولا عزة لنا تسود إلا بتمسكنا بهذه الأصول الجامعة لأمر الأمة على كل خير، والقمينة بمواجهة كل مخاطر التفكك والتشرذم والتبعية العمياء".

كما حثت "العدل والإحسان" علماء الأمة ومفكريها ونخبها على العمل على تعزيز وتقوية الوحدة و"مواجهة كل النعرات الطائفية والمذهبية، والتصدي لثقافة اليأس والإحباط التي تقصف بها الأمة الآن بشكل ممنهج، في محاولات لإجهاض كل أمل للأمة في تغيير حقيقي يضع الأمر بيد شعوبها في اختيار ومحاسبة من يحكمها، وفي العيش بكل كرامة وعدل وحرية".