بدأ العراق استعدادات مبكرة لإجراء انتخابات الحكومات المحلية بإطلاق التخصيصات المالية لانجاز عملياتها واستثناء محافظة نينوى وعاصمتها الموصل من المشاركة فيها اضافة إلى كركوك ومحافظات اقليم كردستان الثلاث.. فيما أعلن مرصد عراقي إصابة اربعة صحافيين في معارك تحرير الموصل.

إيلاف من لندن: أعلنت المفوضية العليا للانتخابات اليوم عن إطلاق الحكومة للتخصيصات المالية الكفيلة بإجراء انتخابات مجالس الحكومات المحلية في يوم السبت 16 سبتمبر المقبل. وقال نائب رئيس مجلس المفوضين كاطع الزوبعي ان مجلس الوزراء اطلق الموازنة المالية الخاصة بالانتخابات والبالغة 260 مليار دينار (حوالى 250 مليون دولار) لانجاز العملية الانتخابية.

واشارت المفوضية إلى أنّ الموعد الجديد للانتخابات المحلية لا يشمل محافظتي نينوى وكركوك ومحافظات الثلاث لاقليم كردستان. وقال المتحدث باسم مفوضية الانتخابات مقداد الشريفي إن المفوضية مستعدة لإجراء انتخابات مجالس المحافظات من الناحية اللوجستية والفنية والادارية وحسب الموعد المحدد.

وهذا يعني ان الانتخابات ستجري في 13 محافظة فقط من مجموع محافظات البلاد البالغة 18 باستثناء محافظتي كركوك المتنازع عليها ونينوى التي تشهد عمليات عسكرية لتحريرها من قبضة تنظيم داعش.. اضافة إلى محافظات اقليم كردستان الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك التي تجري انتخاباتها منفصلة بحسب دستور الاقليم.

ومن جهتها فقد أرسلت رئاسة الجمهورية العراقية مقترح قانون جديد للانتخابات إلى البرلمان لإجراء مزيد من الدراسة عليه ومناقشته قبل التصويت عليه.

وكانت الحكومة حسمت امس الثلاثاء جدلا سياسيا واسعا بين اجراء انتخابات مجالس المحافظات للحكومات المحلية في موعد منفصل وبين دمجها مع الانتخابات البرلمانية العامة المقررة في ابريل عام 2018 فقررت اجراءها يوم السبت 16 سبتمبر المقبل بعد توقف مستمر منذ عام 2013 الذي شهد اخر انتخابات محلية.

تحميل أجهزة الاعلام مسؤولية عدم حماية صحافييها خلال المعارك

وأعلن في بغداد اليوم عن إصابة أربعة إعلاميين خلال أسبوع واحد لدى تغطيتهم معارك الموصل وقال المرصد العراقي للحريات الصحافية ان هذه الاصابات جاءت بسبب عدم اهتمام وسائل الإعلام في العراق بتوفير وسائل الحماية الضرورية لمراسليها، دعا تلك الوسائل لتعريفهم بمبادئ السلامة في مناطق الصراع والحروب وتوفير الحماية الكاملة لهم.

وقال المرصد في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الاربعاء انه وثق إصابة أربعة صحافيين خلال الأسبوع الحالي في هجمات متفرقة خطط لها تنظيم داعش بأسلوب متقن في محافظة نينوى أثناء تغطية المعارك الجارية حاليا لاستعادة مدينة الموصل.. محملا وسائل الإعلام في العراق مسؤولية هذه الاصابات لعدم توفيرها وسائل الحماية الضرورية والإرشاد بقواعد السلامة المهنية اثناء تغطية المعارك.

وأشار المرصد إلى أن مراسل قناة الحرة التي تبث من واشنطن عبد الحميد زيباري ومساعد المصور الذي كان يرافقه ياسر سالم أصيبا في السادس عشر من الشهر الحالي خلال تغطيتهما لعمليات تحرير الموصل.&

ونقل عن مصور قناة الحرة جوهان توفيق وهو زميل لزيباري وسالم قوله إن "الزميلين كانا متواجدين في حي الفيصلية لتغطية المعارك، بعد الساعة الثانية ظهراً من ذلك اليوم حيث أصيبا بشظايا قنبلة ألقيت من طائرة مسيّرة تابعة لتنظيم داعش.

وأوضح توفيق أن "إصابة المراسل عبد الحميد زيباري أخطر من إصابة زميله المصور ياسر سالم حيث أصيب زيباري بقدمه ودخلت بعض الشظايا بطنه وان الأطباء قالوا إن إصابة زيباري متوسطة ان الخطورة في حين أن إصابة سالم خفيفة، رغم أنها في مناطق متعددة من جسمه.

وأضاف المرصد أنّ اليوم نفسه شهد نجاة فريق قناة الغدير الفضائية ومقرها بغداد من استهداف آخر بطائرة مسيّرة أثناء تغطيتهم المعارك التي تجري في الساحل الأيسر من الموصل لكنه لم يصب اي منهم بأي أذى غير ان سيارة البث المباشر التي كانت ترافقهم تعرضت للأضرار.

وفي الخامس عشر من الشهر الحالي اصيب مراسل فضائية كوردسات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني وتتخذ من مدينة السُليمانية مقراً لها أثناء تغطيته معارك دارت بين جهاز مكافحة الإرهاب ومسلحين تابعين لداعش داخل جامعة الموصل حيث اصيب الصحافي كيلان بوتاني بشظايا في يده اليمنى عندما حوصر لثلاث ساعات داخل إحدى بنايات الجامعة التي أعلن عن تحريرها لاحقاً.. موضحا أنّ إصابته خفيفة وحالته مستقرة.

وقال المرصد إن مراسل قناة الاتجاه الفضائية علي مطير أصيب في الرابع عشر من الشهر الحالي أثناء تغطية معارك تحرير جامعة الموصل برصاصة قناص من داعش أثناء وقوفه على سطح أحد المنازل في الموصل لكنه كان يرتدي درعاً ساعد في تخفيف إصابته.

وتعليقا على ذلك قال رئيس مرصد الحريات الصحافية زياد العجيلي إن "المراسلين الحربيين لا يزالون يتعرضون للإصابات أثناء تغطيتهم المعارك في مناطق النزاع".. مشددا على أن هناك "ضرورة للحفاظ على سلامتهم وعلى مؤسساتهم أن تولي الاهتمام الكبير بذلك".

ومن جهته أعرب مصطفى سعدون وهو صحافي أنجز مؤخراً تحقيقاً استقصائياً عن المراسلين الحربيين عن اعتقاده أن هناك "صحافيين يندفعون كثيراً أثناء التغطية ويتواجدون بالقرب من الخطوط الأمامية".. مشيرا إلى أنّه "ليس من واجب الصحافي التقدم مع أول جندي، بل إن واجبه الأول حماية نفسه وعدم المخاطرة بها".

وقال المرصد إنه منذ انطلاق عملية "قادمون يا نينوى" العسكرية في 17 اكتوبر الماضي تعرض الصحافيون العراقيون والأجانب لمخاطر حقيقية بسبب قلة تجهيزات السلامة الجسدية المتمثلة بالستر الواقية من الرصاص وخوذ حماية الرأس ما تسبب بمقتل مصور وصحافي وإصابة 14 آخرين.
&

&

&