نصر المجالي: بعد يومين من خطبة جمعة غير مسبوقة أثارت الشارع الأردني بين رافض ومستنكر ومستهجن ومؤيد، فجرت الكثير من الجدالات والمواقف على صعد شعبية، أعلن في عمّان عن استقالة الشيخ أحمد هليّل قاضي القضاة في الأردن وهو أيضاً إمام الحضرة الهاشمية من جميع مناصبة.

وصدر مرسومان ملكيان في عمّان مساء الأحد بالموافقه قرار مجلس الوزراء بتعيين الشيخ عبدالكريم سليم السليمان خصاونة قاضيا للقضاة، بالفئة العليا من المجموعة الأولى، وتعيين الدكتور محمد أحمد مسلم الخلايلة مفتيا عاما للمملكة، برتبة وراتب الوزير وصلاحياته، اعتبارا من تاريخ مباشرتهما العمل.

وفي حين ظلت الحكومة الأردنية صامتة تجاه التساؤلات عن الجهة التي تقف وراء خطبة الشيخ هليّل يوم الجمعة الماضية ومن على منبر مسجد الملك الراحل الحسين بن طلال، التي اعتبرها كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي "استجداء" لا يليق بكبرياء الأردنيين، وقف آخرون لتأييد ما جاء في الخطبة التي حملت تحذيرا شديد اللهجة لملوك وقادة وأمراء وشيوخ الخليج قائلا "حذار حذار من أن يضعف الأردن".

وخاطب هليل قادة الخليج بصفته "أحد علماء الأمة" قائلاً إن الاردنيين ظهر لدول الخليج لكن الأمور ضاقت بهم. وبلغة لافتة وغير مسبوقة إطلاقا، قال الشيخ الذي أمضى عقودا في الديوان الملكي الهاشمي ويعتبر المرجعية الدينية الرسمية الأعلى رتبة في الأردن: "لقد بلغ السيل الزبى… إخوانكم في الأردن ضاقت الأخطار حولهم واشتدت".

مناصب&

يذكر أن الشيخ هليل، هو وزير أوقاف الأردن السابق منذ يونيو/ حزيران 2001 حتى أبريل/ نيسان 2005، وهو يحمل دكتوراة في الشريعة الإسلامية وأستاذ سابق بالجامعة الأردنية. ويشغل منصب إمام الحضرة الهاشمية منذ العام 1979.&

ومن المناصب التي تولاها ريئس مجلس الإفتاء، مدير الوعظ والإرشاد، مساعد ثاني لوزير الأوقاف، وهو كان أم المصليين بحضور نحو 55 زعيم دولة خلال جنازة العاهل الأردني الملك الحسين. كما أنه مسؤول عن عدة مناصب في البنوك الأردنية ومديراً لمركز ايتام.

بلغ السيل الزبى

وإلى ذلك، قال هليل في الخطبة التي أدت لاستقالته: "أخاطب بصفتي إماما للأمة وعالما من علمائها قادة وملوك وأمراء الخليج وحكامها وحكمائها وشيوخها، ونحن نقدر لهم مواقفهم التي وقفوها معنا على طول الأيام وأقولها لكم بكل احترام وتقدير لقد بلغ السيل الزبى".

وأضاف "اخوانكم في الأردن لكم سند وظهير وعون ونصير وظهركم، لقد ضاقت باخوانكم الأردنيين الأمور، فحذار ثم حذار أن يضعف الأردن والأمور أخطر من أن توصف". وتابع "فأين عونكم وأيادكم البيضاء وأموالكم وثرواتكم".

وتابع محذرا: "إذا اخترق الوطن وإذا ساد من يدعون إلى المظاهرات والمسيرات التي دمرت وما عمرت وأخرت وما رفعت وقتلت وما أحيت وأذلت وما أسعدت، يا بني حذار من دعاة الفتنة حذار ممن يدعون إلى الخروج إلى الشوارع".

وقال الشيخ هليل: "ألم يخرج أخواننا في سورية إلى الشوارع ماذا جرى لهم؟، أتريدون أن تصل الأمور إلى مثل هذه الحالات؟، ألم تروا ما يجري في العراق واليمن والبحرين وليبيا؟.. لم تستقر ولم تهدأ، كم من الدماء والأشلاء؟".

ونبه: "أقسم بالله الذي لا إله إلا هو وخذوها مني من المستفيد الوحيد من كل ما يجري في العالم العربي أنهم اليهود الذين قتلوا ابنائنا وبناتها وانتهكوا حرماتنا، ماذا تنتظرون أن يسقط المسجد الأقصى لا قدر الله، الأردن هذا الوطن سند وظهير وعون ونصير لإخواننا وأهلنا في فلسطين".

وشدد هليل على القول: "أقول لكم حذار من الفتن"، واعتبر أن المسيرات والمظاهرات في الشارع الأردني قد تقود إلى دمار، مطالبا الأردنيين بمراقبة ما حصل في العراق وسوريا وليبيا بعدما خرج الناس إلى الشوارع.

وبلغة غير مألوفة حذر هليل من سقوط المسجد الأقصى، وقال إن اليهود فقط هم المستفيدون من تردي أوضاع الأمة وأي حراك في الشارع الأردني بعدما قتلوا شبابنا وانتهكوا حرماتنا، محذرا في الوقت نفسه من مكائد خارجية ومن دور المجوس والفرس في استهداف أهل السنة.
وبدا لافتا جدا أن خطاب الشيخ الأردني وضع البحرين ضمن الدول التي فشلت بسبب مظاهرات الشوارع.
&