وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فأي سياسة ستتبعها أميركا بعد اليوم في سوريا تجاه حزب الله وإيران وروسيا، حيث تبقى سوريا بالنسبة إلى هذه الأخيرة ورقة قوية تعقد حولها الصفقات السياسية.

إيلاف من بيروت: تشير بعض المعلومات إلى أن روسيا تبدو على عجلة من أمرها في سوريا، وكأن عليها خلق أمر واقع على الأرض، مع دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وكأن عليها أن تهيّئ نفسها لمفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة من موقع قوّة.

نقطة قوة
تضيف المعلومات أن الرئيس الروسي يعرف جيدًا أن ترامب ومساعديه، وعلى رأسهم وزير الخارجية ركس تيلرسون، يعشقون عقد الصفقات، كلّ أنواع الصفقات، بما في ذلك الصفقات السياسيّة.

في هذا الإطار، تظلّ سوريا إحدى الأوراق القويّة لدى فلاديمير بوتين، حيث يراهن الرئيس الروسي على استخدام هذه الورقة في الوقت المناسب، بغية الخروج من الوضع الاقتصادي الصعب، الذي تعاني منه بلاده، لذلك يمكن الحديث عن وضع جديد في سوريا بدأت تظهر ملامحه بوضوح كليّ في مرحلة ما بعد سقوط حلب.

تلفت المعلومات إلى أن ولاية ترامب قد بدأت في الولايات المتحدة الأميركية، فيما انتقلت سوريا إلى حال جديدة مختلفة كليًا عن تلك التي مرت بها منذ اندلاع الأحداث في العام 2011، فكيف ستكون السياسة الأميركية تجاه روسيا وسوريا وتجاه حزب الله المحارب في سوريا؟.

يؤكد النائب والوزير السابق بشارة مرهج في حديثه لـ"إيلاف" أن السياسة الأميركية ستتركز على متابعة المعركة ضد "الإرهاب"، وفي أماكن معينة يمكنها أن تستفيد من الواقع القائم للضغط على حلفائها وعلى أصدقائها، ويبقى الخط العام محاربة "الإرهاب"، لذلك سيستفيد الوضع في سوريا من هذه السياسة الأميركية.

توتر غير مؤثر
عن ملامح التوتر الجديدة بين روسيا من جهة وكل من النظام السوري وإيران وحزب الله من جهة أخرى، وعن موقف ترامب من هذا التوتر، يشير مرهج إلى أن هذا التوتر المستحدث يبقى عابرًا ضمن جماعة اتفقت على خط عام في ما بينها، وهو شبيه بالتوتر القائم بين موسكو وواشنطن، لكنه لن يؤثر في المسيرة العامة التي نشهدها اليوم، والتي تستهدف محاصرة الإرهاب في سوريا والعراق وكل العالم.

مؤتمر أستانة
وردًا على سؤال يعتبر بأن البعض أن مؤتمر أستانة ليس سوى خطوة أولى على طريق تقديم "روسيا بوتين" أوراق اعتمادها لـ"أميركا - ترامب"، يؤكد مرهج أن تلك الأوراق قد قدمت منذ فترة طويلة، فروسيا مهتمة بالأمر منذ فترة طويلة، ومصلحتها العليا وقف "الإرهاب" ومحاصرته في الشرق، خصوصًا أن الكثير من الإرهابيين الموجودين في سوريا أتوا من بلدان تنتمي إلى الإتحاد الروسي أو إلى محيطه، وموسكو لها مصلحة بأن تظهر في العالم وكأنها القوة الأولى في مواجهة "الإرهاب"، وروسيا قد قدمت أوراق اعتمادها في هذا المجال منذ فترة طويلة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وليست بحاجة إلى مؤتمر أستانة للقيام بذلك.

الشرق الأوسط وترامب
وردًا على سؤال هل يشهد الشرق الأوسط ومعه العالم تغييرًا كبيرًا مع بداية عهد دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأميركية؟ يعتبر مرهج أن العالم بأسره معرّض لتغييرات واسعة، في العلاقات السياسية وفي المواقف بسبب تبوّء ترامب لموقع الرئاسة، وهو رجل ليس له تاريخ سياسي، وليس له برنامج سياسي، بل له مواقف سياسية تتغيّر بين الأمس واليوم، مما يجعل الجميع في حيرة وتأهب للتعامل مع الوقائع اليومية والمواقف المستجدة.

تستطرد "إيلاف" بالقول: "بمعنى أن سياسة أميركا تجاه الشرق الأوسط ستتغيّر، رغم أن البعض يشدد على أنه بالإجمال، ومع تغيُّر الرؤساء، تبقى السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط على ما عليها؟"، هنا يجيب مرهج أن التغيير الأول كان من خلال محاولة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهذا سيهز المنطقة من أقصاها إلى أدناها، وسيجعل أميركا في عزلة شديدة، لأن الدول العربية والإسلامية وكل الدول الحرة في العالم لن تقبل بهذا التماهي بين واشنطن وتل أبيب.
&