وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء السبت أمرًا تنفيذيًا يمنح الجيش مهلة 30 يومًا لوضع استراتيجية جديدة "لهزيمة" تنظيم داعش، ليفي بذلك بأحد الوعود الرئيسة لحملته الانتخابية.

إيلاف - متابعة: كانت هذه المسألة من القضايا الأساسية في الحملة الانتخابية لترامب، الذي انتقد بحدة بطء التقدم في عهد سلفه باراك أوباما في مكافحة المقاتلين المتطرفين.&

ينص الأمر التنفيذي على وجوب أن يقدم القادة العسكريون إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة في غضون ثلاثين يومًا "استراتيجية شاملة وخططًا لهزيمة داعش".

تجفيف منابع
كما يدعو الأمر التنفيذي وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى إعداد التوصيات اللازمة بشأن تغيير قواعد الاشتباك التي يطبقها الجيش والقيود الملزم باتباعها، وذلك بهدف التخلص من تلك التي "تتجاوز ما يتطلبه القانون الدولي في ما يتعلق باستخدام القوة ضد تنظيم داعش" ومحاربته على كل الجبهات، بما في ذلك على الانترنت وقطع الدعم المالي.

كذلك فإن الأمر التنفيذي يدعو إلى إعداد قائمة بالمقترحات الرامية إلى تجفيف منابع تمويل "الجهاديين"، ويطلب أيضًا من الوزير "تحديد شركاء جددًا للتحالف" الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم "الجهادي" في سوريا والعراق.

وأكد الكرملين أن ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفقا في اتصال هاتفي على إقامة "تنسيق حقيقي" ضد تنظيم داعش في سوريا. أضاف إن ترامب وبوتين "شددا على إعطاء الأولوية لتضافر الجهود في مواجهة التهديد الذي يمثله الإرهاب الدولي، ودعوا إلى قيام تنسيق فعلي روسي أميركي لتدمير تنظيم داعش وبقية المجموعات الإرهابية في سوريا".

ويشكك عدد كبير من العسكريين الأميركيين في دور روسيا في سوريا، ويرون أن موسكو تسعى أولًا إلى دعم نظام الرئيس بشار الأسد والدفاع عنه.

وقال دونالد ترامب لقناة "فوكس نيوز" في مقابلة تم بثها الخميس: "يجب أن نتخلص من داعش، لا خيار آخر لدينا". وأضاف "هذا شر. هذا مستوى من الشر لم نشهده من قبل".&

بحث عن نتائج أسرع
وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تبنى نهجًا يعتمد على قتال تنظيم داعش في فترة أطول، حيث كان أكثر حذرًا في إرسال قوات أميركية، مفضّلًا تكثيف الحرب الجوية ضد التنظيم المتطرف.&

وقال الجنرال المتقاعد ديفيد بارنو، الذي قاد قوات التحالف في أفغانستان من 2003 إلى 2005، للإذاعة الوطنية العامة الجمعة إن "الرئيس ترامب ربما يتطلع إلى القيام بأمر يأتي بنتائج أسرع، ويمكن أن يضع مزيدًا من الخيارات على الطاولة".&

وتنشر الولايات المتحدة حاليًا خمسة آلاف جندي في العراق، و500 في سوريا بصفة "مستشارين"، كما تنشر مدفعيات ومقاتلات للمساعدة على القتال. وهي تقدم دعمًا كبيرًا للقوات العراقية في حملتها لاستعادة الموصل من التنظيم "الجهادي".

سمحت هذه الحملة بإخراج مقاتلي تنظيم داعش من أجزاء من المدينة تقع على الضفة الشرقية من نهر دجلة، بينما تستعد القوات العراقية لاستعادة السيطرة على الأحياء الواقعة على الضفة الغربية منه.

وذكرت تقارير أن زيادة الدور الأميركي قد تشتمل على إرسال المزيد من المدرعات والمروحيات الأميركية للمشاركة في هجمات على مواقع تنظيم داعش، إلى جانب القوات العراقية والتركية والكردية.&

وقال بارنو إن ترامب "قد يختار نشر جنود أميركيين على الأرض بأعداد أكبر (...) وسينطوي ذلك على استخدامات جديدة للقوة العسكرية... وهذا يفتح الباب على مشاركة أعمق ومزيد من الضحايا".
&