نصر المجالي: رغم انعقاد مؤتمر أستانة بمشاركة من النظام السوري وفصائل معارضة ورعاية روسية، تركية وإيرانية، إلا أن موسكو وأنقرة وطهران لا تستطيع الزعم أنها حققت بتحالفها نجاحا مؤكدا وحاسما في التوصل إلى أرضية لحل سياسي وسلمي للأزمة السورية.&

في اجتماع أستانة على مدى يومين 23 و24 يناير حقق خطوة مهمة في التوقيع على وثيقة تثبّت وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، ولكن هذا لا يعني عدم وجود "خلافات جذرية بين الدول الثلاث حول مصير بشار الأسد وتركيبة الحكم القادم في سوريا".&

كما أن الدول الثلاث حسمت موقفها لجهة الإقرار بأن لا حل عسكرياً في سوريا، وأن الحل حل سياسي، إضافة إلى تطبيق القرار الأممي ٢٢٥٤، والتجهيز لعقد مؤتمر جنيف على اساس هذا القرار.

ويظل السؤال الذي يطرح نفسه بعد مرور أسابيع من قيام التحالف الثلاثي عن النتائج التي حققها وهل مهّد لحلّ أو أنّه زاد الأزمة تعقيدا، ومثل هذا السؤال الذي يتردد في عديد من العواصم كان محور سؤال استفتاء (إيلاف) للأسبوع الماضي.&

واللافت في نتائج الاستفتاء هو أن النسبة تكاد تكون متقاربة، فقد قالت ما نسبته 49% من المشاركين (569 صوتا) إن التحالف الثلاثي مهّد للحل، بينما رأت نسبة أعلى قليلا هي 51% &( 597 صوتا) بأن هذا التحالف عقّد الأزمة. &&

يشار إلى أن مراقبين لفتوا في تحليلهم إلى أنه "في ظل افتقار الطرف الأميركي ومعه الغربي عموما لأية رؤية أو مشروع أو خطة لحل مشاكل المنطقة وعلى رأسها المعضلة السورية، تبدو حظوظ نجاح حلف يضم إلى جانب روسيا كلا من تركيا وإيران عالية".&

ويتضح من المواقف التي تتخذها كل من موسكو وطهران وأنقرة والرسائل السياسية الصادرة عن الاجتماعات الثنائية بينها، فإن هناك حرصا أكيدا على وحدة التراب السوري، وهذه رسالة في غاية الأهمية بالنسبة للسوريين، الذين تساورهم شكوك من بعض التصريحات الأميركية التي تتحدث عن حكم فدرالي أو كونفدرالي في سوريا.

ويشير هؤلاء المراقبون إلى أنه على الرغم من وجود خلافات جذرية بين الدول الثلاث حول مصير بشار الأسد وتركيبة الحكم القادم في سوريا، لكن مقابل ذلك هناك نية واضحة على البناء على ما هو متفق عليه حالياً، ثم حلحلة النقاط الإشكالية فيما بعد، وصولا الى مؤتمر ناجح في جنيف في غضون أسابيع.