مدريد: استخدمت الشرطة الاسبانية الهراوات والرصاص المطاطي الاحد لمحاولة منع اجراء استفتاء حول استقلال كاتالونيا، ما اوقع اكثر من 90 جريحا وسط تبادل برشلونة ومدريد المسؤولية عن ذلك.

وفي كلمة عبر التلفزيون مساء الاحد اعتبر رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي ان "دولة القانون ظلت قائمة بكل قوتها". وقال "اليوم لم يكن هناك استفتاء لتقرير المصير في كاتالونيا" في وقت بدأ فيه فرز الاصوات في المنطقة.

واضاف راخوي ان قوات الامن الاسبانية "قامت بواجبها" في كاتالونيا "واحترمت تفويض القضاء" الذي حظر استفتاء تقرير المصير الذي نظمه القادة الداعون للاستقلال في كاتالونيا.

في الاثناء وصفت رئيسة بلدية برشلونة ادا كولو، راخوي بانه "جبان" وذلك اثر تدخل الشرطة بالقوة في كاتالونيا ودعته الى التنحي عن السلطة. وقالت في تصريحات صحافية ان راخوي "تخطى كافة الحدود (..) انه جبان وليس بمستوى رجل دولة (..) وبالتالي ماريانو راخوي يجب ان يستقيل".

ومنذ فتح مكاتب الاقتراع في كاتالونيا صباح الاحد تدخلت الشرطة ووحدات مكافحة الشغب التابعة للحرس المدني لمصادرة صناديق الاقتراع في مدينتي برشلونة وجيرون مدينة رئيس كاتالونيا المؤيد لاستقلالها كارلس بيغديمونت.

وحطم الشرطيون العديد من ابواب مكاتب الاقتراع امام ناشطين كانوا يرددون اناشيد تدعو للاستقلال اثناء هذا الاستفتاء الذي اعتبرت صحيفة البايس انه يشكل "اكبر تحد" للدولة الاسبانية منذ وفاة فرانكو في 1975.

ومن شأن استقلال كاتالونيا التي تمثل نحو 19 بالمئة من الناتج الاجمالي لاسبانيا و16 بالمئة من سكانها، ان تكون له عواقب لا تحصى. واوقعت المواجهات 92 جريحا بينهم اثنان بحالة الخطر، بحسب الاجهزة الصحية المحلية. وقالت وزارة الداخلية الاسبانية ان 12 عنصر امن اصيبوا بجروح.

وفي برشلونة حملت الشرطة على مئات المتظاهرين الذين قطعوا الطريق امامها وهي تحمل صناديق اقتراع مصادرة، واطلقت الرصاص المطاطي، بحسب شهود. وبثت قناة تي في3 الكاتالونية طوال النهار مشاهد لمواجهات بين شرطيين ومتظاهرين قرب مكاتب التصويت.

آلاف الكاتالونيين صوتوا

وندد رئيس كاتالونيا ب "عنف غير مبرر" في حين قالت الحكومة الاسبانية انه وسلطته المحلية يتحملان "لوحدهما مسؤولية" احداث نهار الاحد لانهم دعوا لتنظيم هذا الاستفتاء رغم حظره من المحكمة الدستورية. 

وفي الاجمال اغلقت قوات الامن 319 مكتب تصويت، بحسب السلطة المحلية، لكن الكثير من الكاتالونيين تمكنوا من التصويت بحسب مراسلي فرانس برس. واعلنت سلطات كاتالونيا في آخر لحظة صباح الاحد ان بامكان الناخبين التصويت في اي مكتب اقتراع.

وصوت بعض الناخبين ببطاقات طبعت في المنزل او بدون ظرف. وطلب من المستفتين الاجابة بلا او نعم عن سؤال "هل تريد ان تكون كاتالونيا دولة مستقلة بنظام جمهوري؟".

وقال بيلار لوبيز (54 عاما) في قرية لادو "لا احد يمكنه ان يسرق صوتي والارتياح لتصويتي مهما حصل. لقد بكيت لاننا نكافح من اجل هذا منذ سنوات ورايت امامي سيدة عمرها 90 عاما وهي تصوت من على كرسي نقال".

وفي حي نور باريس ببرشلونة لم يصوت انريكي كالفو (متقاعد-67 عاما) وهو يتحدر من اقليم مجاور لانه بحسب قوله لا يريد منح "شرعية" للاقتراع. واضاف "العملية سيئة الادارة من الحكومة الكاتالونية وكذلك من الحكومة المركزية في مدريد".

وفي مؤشر على الوضع الاستثنائي في البلاد المتيمة بكرة القدم، قرر نادي برشلونة اللعب دون جمهور امام منافسه بالماس تعبيرا منه عن "القلق" للوضع وبعد رفض رابطة دوري كرة القدم تأجيل المباراة.

وودارت المباراة دون حضور جمهور في الملعب الذي يعد الاكبر في اوروبا مع طاقة تبلغ 99 الف متفرج.

أغلبية تحبذ استفتاء قانونيا

ويتزايد شعور الرغبة في الاستقلال في كاتالونيا منذ بداية سنوات 2010. وينقسم السكان تقريبا بشكل متساو بشأن الموقف من الاستقلال. لكنهم يرغبون بنسبة تفوق 80 بالمئة في تنظيم استفتاء لتقرير المصير يكون قانونيا، بحسب آخر استطلاعات الراي.

ولم تفلح الملاحقات القضائية ولا الايقافات وعمليات التفتيش في ردع دعاة الاستقلال في هذه المنطقة التي يعيش فيها 16 بالمئة من سكان اسبانيا، من تنظيم الاستفتاء الذي تقول مدريد انهم لا يملكون لوائح انتخابية شفافة ولا لجنة انتخابية ولا فرز اصوات من جهة محايدة.