نصر المجالي: أعلنت السفارة الأميركية في موسكو، عن وصول السفير الجديد جون هانتسمان مع عقيلته، حيث سيقوم بتسليم أوراق اعتماده للرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدًا الثلاثاء.

ونشرت الناطقة الصحافية باسم السفارة ماريا أولسون صورة للسفير وعقيلته، قائلة: "أهلا وسهلا بكما في روسيا، سعادة السفير والسيدة هانتسمان". وأضافت السفارة في موقعها، أن هانتسمان وعقيلته وصلا إلى موسكو صباح اليوم الإثنين، وكان في استقبالهما ممثلون عن السفارة الأميركية والخارجية الروسية.

وأشارت إلى أن هانتسمان، الذي أقسم اليمين بصفته سفيرًا جديدًا، في 29 سبتمبر الماضي، سوف يسلم أوراق اعتماده للرئيس بوتين الثلاثاء 3 أكتوبر.

بدوره، أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن هانتسمان مدعو غدًا الثلاثاء إلى الكرملين، حيث ستجري مراسم تسليم أوراق اعتماده.

مرشح رئاسي

يشار إلى أن السفير هانتسمان كان قاد حملة انتخابات رئاسية فاشلة عام 2012 انسحب منها مبكرًا ليدعم المرشح الجمهوري الآخر ميت رومني. ومن المفارقات أن برنامج هانتسمان الانتخابي كان شبيهاً ببرنامج دونالد ترمب بعد أربع سنوات، فكل منهما رفع شعار "أميركا أولا"، كما دعا هانتسمان إلى توسيع بناء الطرق والمدارس والمستشفيات في البلاد، وتشييد جدار حدودي مع المكسيك ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

لكن الاختلاف الأبرز بينهما كان يتصل بموضوع التجارة الدولية، حيث انتقد هانتسمان نزعة ترمب الانعزالية، وقال إنه "لا يرغب في خوض حروب تجارية"، بينما اتهمه ترمب بخسارة اللعبة مع الصين إبان عمله سفيرًا هناك، ووصفه بأنه "ضعيف".

وشغل هانتسمان في عام 2014 منصب رئيس مجموعة أبحاث متخصصة في الشؤون الخارجية في "أتلانتيك كاونسيل" (المجلس الأطلسي)، أحد أشهر مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، الذي اعتبر أن هانتسمان "يجمع في شخصه صفات مفكر عالمي من الدرجة الأولى، ورجل دولة ورجل أعمال".

مؤيد لترمب

وفي عام 2016 كان هانتسمان من مؤيدي ترشيح ترمب للرئاسة، قبل أن يطالب بانسحابه بعد الكشف عن تسجيل فيديو يعود إلى عام 2005 لثري العقارات، وهو يستخدم عبارات مهينة للإشارة إلى النساء. لكنّ الرجلين تصالحا في نهاية المطاف، ليصبح اسم هانتسمان متداولاً في قائمة المرشحين لمنصب وزير الخارجية في إدارة ترمب الجديدة، ثم كسفير جديد لدى روسيا.

يذكر أن هانتسمان مولود عام 1960 في عائلة تعتنق المرمونية، وهي عقيدة دينية منبثقة عن المسيحية ظهرت في أميركا مطلع القرن الثامن عشر، وكان الابن الأكبر بين أطفال العائلة التسعة.

وخلال دراسته الجامعية، قضى سنتين كمبشر مرموني في جزيرة تايوان، حيث تعلم اللغة الصينية، قبل أن يعود إلى وطنه، ويتخرج من جامعة بنلسلفانيا المرموقة متخصصًا بالعلاقات الدولية.

ركز هانتسمان في مطلع مسيرته المهنية على العمل التجاري في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، حتى عيّنه الرئيس جورج بوش الأب سفيرًا لدى سنغافورة عام 1992، ليصبح أصغر سفير أميركي منذ مائة عام.

لكنه ما لبث أن غادر العمل الدبلوماسي ليعود إلى قطاع التجارة، ثم تولى منصب حاكم ولاية يوتا الأميركية عام 2005، حيث أظهر أداء متميزًا، حتى كانت نسبة تأييده تصل إلى 90 %، فيما كانت يوتا في عهده تعتبر أكثر الولايات نجاحًا من الناحية الإدارية. ويذكر المراقبون أن هانتسمان كان يتعامل مع معارضيه باحترام وضبط نفس، من دون شن هجمات شخصية عليهم.

وفي عام 2009، قبل هانتسمان عرض الرئيس باراك أوباما بتعيينه سفيرًا لدى بكين، حيث عمل حتى عام 2011.