إيلاف من لندن: عارضت غالبية من قراء "إيلاف" شاركت في الاستفتاء الاسبوعي قيام دولة كردية في شمال العراق، فيما أيدته نسبة أقل.

وشارك 6952 قارئاً في الاستفتاء الاسبوعي لـ"إيلاف" حيث بينوا مواقفهم من السؤال الذي طرحته وهو: هل تريد أن يصبح إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم دولة مستقلة؟. 

رافضون

رفضت غالبية شاركت في الاستفتاء قيام الدولة الكردية في شمال العراق، حيث بلغ عددها 4182 قارئاً نسبتها 60 بالمائة من المجموع الكلي للمدلين بأصواتهم في الاستفتاء.

ومن الواضح أن هذا الموقف يأتي عن اقتناع شخصي أو متأثرًا بالطروحات الرسمية العراقية والمعارضة الدولية للاستفتاء الذي نظمته سلطات الاقليم في 25 من الشهر الماضي للانفصال عن العراق. 

فقد أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تصريحات صحافية الاسبوع الماضي رفض الامر الواقع بالقوة من خلال اجراء استفتاء الاقليم الذي وصفه بالعرقي، محذرًا من انه يعرض وحدة العراق وامنه وامن المنطقة كلها للخطر.

وأشار إلى أنّ التفرد بقرارٍ يمس وحدةَ العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة عبر اجراء الاستفتاء على الانفصال من طرف واحد هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين، ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه.

كما جاء موقف هذه الشريحة من المعارضين لقيام دولة كردية مقتنعاً ايضا برفض المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني لمحاولات تقسيم العراق واقتطاع شماله، ودعا جميع الاطراف العراقية إلى الالتزام بالدستور وطالب الحكومة بعدم المساس بحقوق الاكراد وأكد الجمعة الماضي ضرورة اللجوء إلى المحكمة الاتحادية لحل النزاع بين حكومتي بغداد وأربيل.

ويبدو ان الرفض الدولي الواسع لاستفتاء الانفصال قد اشعر المصوتين بخطورة نتائجه، حيث أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن بلاده "لا تعترف" بالاستفتاء "الاحادي".. كما اعلن مجلس الامن القومي الايراني عن اغلاق اجواء البلاد مع اقليم كردستان العراق ووقف جميع الرحلات الجوية اليه. 

ومن جهته، أغلق مجلس الأمن القومي التركي الأجواء التركية بوجه الطائرات التي تنطلق من وإلى إلاقليم.. ومن جهته، اعرب مجلس الأمن عن "قلقه ازاء التأثيرات المزعزعة للاستقرار التي قد تنجم عن مشروع حكومة إقليم كردستان إجراء استفتاء بصورة أحادية الجانب الأسبوع المقبل".

وواجه انفصال الاكراد عن العراق معارضة داخلية وخارجية، فقد رفضت ايران وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة والمانيا وفرنسا استفتاء الاقليم فيما قال متحدث باسم الاتحاد الاوروبي في تصريح صحافي "إن المصلحة العامة للشعب العراقي ككل ستتحقق على أفضل وجه في عراق موحد تعمل فيه جميع الاطراف المختلفة معاً لتحقيق الاستقرار الطويل الأجل للبلاد في هذه اللحظة الحاسمة".

مؤيدون لقيام دولة كردية

ومقابل ذلك، فقد ايدت شريحة من المشاركين في الاستفتاء بلغ عددها 2770 قارئًا نسبتهم 40 بالمائة من العدد الكلي للمدلين باصواتهم والذي بلغ 6952 قارئًا قيام دولة كردية في شمال العراق.

وبلا شك فإن هذا الموقف الذي عبر عنه هذا العدد من القراء نابع من الايمان بحق الاكراد بقيام دولتهم المستقلة وبالتبريرات التي تعلنها القيادة الكردية للمضي في اجراءات اعلان انفصال اقليم كردستان عن العراق وتحويله إلى نواة دولة مستقلة.

وقبيل ساعات من اجراء الاستفتاء، قال رئيس الاقليم مسعود بارزاني في رسالة إلى الشعب العراقي "إن إقليم كردستان مر بتجربة مكتظة بالمآسي والمشاكل مع الحكومات العراقية المتعاقبة على مدى مئة عام مضت، وفي تلك الأعوام المئة العصيبة لم نلحظ أي ترجمة حقيقية لمبدأ الشراكة، وقد تعرض شعب كردستان لحملات الأنفال والقصف بالأسلحة الكيميائية، ‏وبناء عليه وبهدف تحقيق السلام التام والإبتعاد عن الحروب والمشاكل قرر شعب كردستان إجراء عملية الإستفتاء ليقرر من خلالها مصيره ولينحو صوب الإستقلال".

وأشار إلى أنّ الإستقلال ليس إلا حقاً طبيعياً وعادلاً لهذا الشعب، ولا يتنافى هذا الحق مع أي من المبادئ السماوية والإنسانية، كما أنّ ممارسة هذا الحق لا تعني أبداً ‏معاداة لأي مكون قومي أو ديني من مكونات الشعب. 

كما ان مواقف المؤيدين للدولة الكردية لابد ان تكون قد تأثرت بشبه الاجماع الذي اعلنه المشاركون الاكراد في الاستفتاء عن دعمهم للانفصال والتوجه نحو دولة مستقلة، حيث صوّت أكثر من 92 في المئة من الناخبين الأكراد بـ"نعم" في الاستفتاء، وقال مسؤولون في المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء خلال مؤتمر صحافي في أربيل إن 92,73 في المئة من 3305925 شخصًا، صوتوا بـ"نعم" في الاستفتاء الذي بلغت نسبة المشاركة فيه 72,16 في المئة. وأشارت إلى أن نسبة الذين صوتوا بـ"كلا" بلغت 7,27 في المئة.