نصر المجالي: قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل إن المعلومات التي أشيعت حول إبرام اتفاق بين أسامة بن لادن والحكومة السعودية وطرده على أثره من المملكة غير صحيحة. وقال إن التقرير السري الأميركي نفى مسؤولية المملكة حول هجمات 11.

وعلى هامش الزيارة المنتظرة للعاهل السعودي للملك سلمان بن عبدالعزيز يوم الخميس المقبل، أجرت وكالة "سبوتنيك" وتلفزيون "إن تي في" الروسي مقابلة مع الأمير تركي الفيصل، وقال فيها: إن بن لادن وصف في مقابلة مع مجلة تدعم "الجهاديين"، المعركة العسكرية الأولى التي شارك بها في أفغانستان، وحينها كان في بلدة صغيرة بالقرب من الحدود الباكستانية. 

ويقول بن لادن: كنت هناك وأنا أدعم المجاهدين عندما هاجمت تلك المواقع قوات من الاتحاد السوفيتي بالطيران والدبابات وهلم جرا، التفجير كان شديدا لدرجة أني فقدت الوعي وعندما استيقظت وجدت أن الدبابات السوفياتية قد دمرت ولم يعد هناك ضرب من الطيران.

الملائكة

وتابع تركي الفيصل أن بن لادن أشار في حواره إلى أن "الملائكة نزلوا وهزموا القوات السوفياتية"، ويشير الفيصل إلى أن بن لادن أعطي هالة المقاتل دون أن يكون كذلك، فهو ليست له علاقة بالحملة ضد الاتحاد السوفيتي، إلا أنه كان يجلب المال والمعدات الطبية ومعدات البناء لأنه كان يملك شركة تعمل في هذا المجال، ويبدو هذا من وصفه لأول معركة له في أفغانستان، والتي كان خلالها "نائمًا".

وشدد الفيصل وهو سفير سابق في لندن وواشنطن، ومن أهم المستشارين السعوديين على أن بن لادن لم يكن أبدا في خدمة المملكة العربية السعودية، لأنهم كانوا حريصين على عدم إعطاء الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت أي سبب لاتهامهم بدعم "المجاهدين" في أفغانستان، حسب قوله.

السعودية ضحية القاعدة

وأكد الأمير تركي الفيصل أن المملكة العربية السعودية أنشأت مركزًا لإعادة تأهيل المتطرفين يعمل تحت إشراف وزارة الداخلية.

وأضاف الفيصل: كنا أول ضحايا القاعدة، نحن أول المقاتلين ضد ذلك التنظيم الإرهابي، ونقترح أن يبذل المجتمع الدولي جهودًا جماعية - ليس من وجهة نظر حماية النظام فحسب، بل أيضا من الناحية الفكرية، من" أجل مكافحة التطرف. المركز الذي أنشأناه هنا، والذي يهدف لتأهيل أولئك الذين تطرفوا بالفعل، هو فريد من نوعه لأنه، كما قلت، يشارك في التنميط النفسي، ويتحدى فكرهم ويضع المسؤولية على أسرهم ".

وحول كيفية عمل المركز، قال الفيصل إنه يتم إحضار المتشددين إلى المركز، من خلال عائلاتهم، الذين يخشون من تحول أبنائهم إلى التطرف. وبعد ذلك يخضعون للفحص النفسي، ثم يتناقشون مع علماء دين لتوضيح وجهة النظر الدينية.

وأشار الفيصل إلى أنه عقب ذلك يتم السماح لهم ببدء نشاط تجاري أو مصالح أخرى، تحت مسؤولية أسرهم، ثم يسمح لهم بمغادرة مركز إعادة التأهيل. ولفت الأمير السعودي إلى أن المملكة تعتمد هذه الطريقة لإيمانها أن المهمة لا تقع فقط على عاتق الشرطة.

الروس وداعش

وأضاف الأمير السعودي: هناك من جاء من روسيا الاتحادية للانضمام إلى تنظيم "داعش" في سوريا وغيرها من الأماكن الأخرى، عائلات بأكملها تنضم إلى "داعش". 

وأكد تركي الفيصل: ينبغي أن نبدأ في محاربته، فهم لم يبقوا هناك إلى الأبد بل سيعودون. وعندما سيحدث ذلك سوف يعودون بأفكارهم وأيديولوجيتهم. من الآن فصاعداً، يمكن أن تتعاون السعودية وروسيا في مجال تبادل الخبرات التي لدينا مع السعوديين الذين كانوا متطرفين وذهبوا إلى سوريا والبوسنة وغيرهما من المناطق ثم عادوا. وهذه نقطة أخرى يمكن أن تعود بالفائدة على روسيا والسعودية أيضاً.

وفي الأخير، أكد الفيصل أن المملكة تتعاون مع روسيا في تبادل الخبرات في مجال مكافحة التطرف، وهي النقطة التي تكون ذات فائدة للطرفين.