«إيلاف» من لندن: بدأت في اقليم كردستان العراق اليوم عملية تشكيل التحالفات السياسية بين الاحزاب، فيما تبدأ منتصف الشهر الحالي الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في الاول من الشهر المقبل .. فيما اعلن الرئيس معصوم انه يواصل بذل جهوده لاستئناف الحوار بين بغداد واربيل.

وأعلنت مفوضية انتخابات واستفتاء إقليم كردستان العراق اليوم اكمال جميع الاستعدادات لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الاقليم في الأول من الشهر المقبل. وقال رئيس مجلس المفوضين في المفوضية هندرين محمد إن عملية تشكيل التحالفات السياسية بين الأحزاب قد بدأت اليوم وتستمر حتى الجمعة المقبل. ودعا الأحزاب، التي تنوي التحالف مع بعضها لخوض الانتخابات في قائمة موحدة، أن تراجع مقر المفوضية قبل انتهاء الموعد المحدد .
وأشار إلى أن الحملات الدعائية للانتخابات ستبدأ منتصف الشهر الحالي .. مشددًا على ان هذه المواعيد المحددة ثابتة ولن تتغيّر بسبب ضيق الوقت المتبقي لإجراء الانتخابات، كما قال في تصريحات نقلتها وكالة "رووداو" الكردية وتابعتها "إيلاف".. وبحسب قانون رئاسة اقليم كردستان فإن الانتخابات البرلمانية والرئاسية تجري في وقت واحد.

وكان الاقليم شهد في سبتمبر عام 2013 آخر انتخابات برلمانية فاز فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان وحصل على 38 مقعدًا وجاءت بعده حركة التغيير (كوران) بحصولها على 24 مقعدًا، فيما جاء الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال ثالثًا بحصوله على 18 مقعدًا وفاز الاتحاد الاسلامي بعشرة مقاعد ثم الجماعة الاسلامية بستة مقاعد و16 مقعدًا للمستقلين.

وشارك في الانتخابات أكثر من مليوني ناخب تنافس فيها 1138 مرشحًا من 31 كياناً سياسياً للحصول على 111 مقعداً برلمانياً، حيث سجلت نسبة المشاركة في الانتخابات 74.9% بحسب مفوضية الانتخابات.

اما بالنسبة للانتخابات الرئاسية فقد كانت قد انتهت ولاية بارزاني في رئاسة إقليم كردستان في 20 من اغسطس عام 2015 حيث كان تولى رئاسة الاقليم في عام 2005 واختير داخل البرلمان وبعدها في انتخابات مباشرة جرت عام 2009 وفي عام 2013 وبعد انتهاء ولايته تم تجديدها لمدة عامين بعد خلافات بين الاحزاب الكردية حول اجراء استفتاء على مشروع دستور الاقليم. وتعتبر ولاية بارزاني منتهية منذ اغسطس عام 2015 لكنه مازال يحتفظ بالرئاسة ويصدر القرارات ويتخذ الاجراءات المتعلقة بأوضاع الاقليم الحالية والمستقبلية.

معصوم يعلن اجراءه اتصالات لاستئناف الحوار بين بغداد واربيل

اعلن الرئيس العراقي فؤاد معصوم اليوم انه وبدعم من معظم القوى السياسية يواصل بذل جهود حثيثة لاستئناف الحوار بين بغداد واربيل من أجل التوصل إلى حلول دائمة لجميع القضايا الخلافية على أساس الدستور.

وقال معصوم في كلمة الى العراقيين اليوم لمناسبة العيد الوطني في البلاد وتابعتها "إيلاف"، انه "بمناسبة اليوم الوطني لبلادنا الذي يصادف حلوله اليوم الثلاثاء الثالث من شهر اكتوبر ويتزامن مع نيل العراق لاستقلاله الوطني في مثل هذا اليوم من عام 1932 وقبوله عضوًا في عصبة الأمم اثر انتهاء الانتداب البريطاني عليه، أتقدم إليكم بأحر التهاني بهذه المناسبة المجيدة متمنياً لشعبنا النصر التام على الارهاب وتحرير كل شبر من أرض الوطن من براثن عصاباته المجرمة والنجاح في اعادة النازحين إلى ديارهم واعادة اعمار البلاد، والتقدم بعزيمة لا تقهر نحو بناء دولة ديمقراطية اتحادية حديثة ومتطورة تقوم على صيانة وحدة وسيادة العراق واعلاء مبادئ الدستور وتضمن حقوق المواطنة وحماية المكونات كافة وتحقق العدالة الاجتماعية والازدهار الاقتصادي والحياة الكريمة لكل العراقيين".
وثمن دعوة المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني إلى "الالتزام بالدستور نصاً وروحاً والاحتكام إليه لحل كافة الخلافات الداخلية، كما نشيد بالترحيب الصادق والفوري الذي أعلنته حكومة وبرلمان إقليم كردستان بهذه الدعوة ونقدر بعمق تأييدها بقوة من قبل أطراف العملية السياسية كافة".
وقال "اننا وانطلاقًا من مسؤوليتنا الدستوية وبدعم من معظم القوى السياسية نواصل بذل جهود حثيثة لاستئناف الحوار الأخوي المخلص والبناء بين الجانبين من أجل التوصل إلى حلول دائمة لكافة القضايا الخلافية بين اربيل وبغداد على أساس الدستور ودون أدنى مساس بمبادئه ونجدد التشديد على أولوية حماية وحدة شعبنا وبلادنا لا سيما في هذه المرحلة المحفوفة بالاخطار والتهديدات، كما نشدد على لزوم تعزيز العلاقة المتينة بين المكونات العراقية كافة وعلى أهمية المحافظة على حقوق العراقيين الدستورية وعدم المساس بشيء منها وتحقيق المساواة بينهم، ونبذ الطائفية والعنصرية".
واشار الرئيس العراقي الى انه على "ثقة "تامة بقدرة شعبنا على تجاوز هذه الأزمة والخروج منها أقوى وأعمق وحدة وأشد عزمًا وقدرة على معالجة كافة مشاكله الحالية وتطوير نظامه السياسي الديمقراطي الاتحادي وبناء مستقبله المشرق. 

ويمر العراق حالية بأزمة سياسية خطيرة على ضوء اجراء سلطات اقليم كردستان استفتاء في 25 من الشهر الماضي للانفصال عن العراق وسط مواقف محلية وخارجية معارضة، فيما اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس انه لاحوار مع سلطات الاقليم قبل الغائها لنتائج "الاستفتاء غير الدستوري" ودعاها لايقاف التصعيد في المناطق المتنازع عليها، مشيرًا الى ان اجراءات البرلمان والحكومة العراقيين تجاه سلطات الاقليم لا تستهدف المواطنين.