موسكو: دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الى قيام علاقات دبلوماسية "واضحة الأسس" مع الولايات المتحدة "تصب في صالح البلدين"، بعد قبوله اوراق اعتماد السفير الاميركي الجديد الى موسكو.

وكان مجلس الشيوخ الاميركي صادق الاسبوع الماضي على تعيين رجل الاعمال والدبلوماسي المتمرس جون هانتسمان في هذا المنصب الحساس وسط تراجع العلاقات الى ادنى مستوياتها.

وابدى بوتين بعد قبوله اوراق اعتماد هانتسمان سفيرا لواشنطن في موسكو "قلقه حيال المستوى الحالي للعلاقات مع الولايات المتحدة" معتبرا انها دون المستوى.

وقال الرئيس الروسي "نحن مع قيام علاقات بناءة، واضحة الأسس، يسودها تعاون يصب في صالح البلدين. نحن مقتنعون أن العلاقات يجب أن تبنى على أسس الالتزام الدقيق بمبادئ المساواة، واحترام المصالح الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

وقدم بوتين مجددا تعازيه للشعب الاميركي بعد مجزرة لاس فيغاس التي بلغت حصيلة ضحاياها 59 قتيلا على الأقل و527 جريحا. من جهته قال هانتسمان "اتطلع الى العمل على اعادة بناء الثقة بين بلدينا، وتعزيز العلاقات على اسس التعاون والمصالح المشتركة".

وأضاف "سأسعى الى تبادل وجهات النظر مع الشعب الروسي بكل اطيافه، ونشر القيم الاميركية، والعمل على تعميق ما احمله من تقدير كبير لغنى التاريخ والثقافة الروسية وسحرهما".

وأعلنت السفارة الاميركية في موسكو ان هانتسمان سيعود الى واشنطن لاجراء "مشاورات نهائية" قبل تسلمه منصبه الاسبوع المقبل.

مشاكل المعاملة بالمثل"

وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديتمري بيسكوف اعلن الثلاثاء ان بوتين يريد اعادة تفعيل العلاقات مع الولايات المتحدة، مشددا على انه لا يمكنه تحقيق ذلك بمفرده. وقال بيسكوف في مؤتمر صحافي "حاليا هناك بعض المشاكل في ما يتعلق بالمعاملة بالمثل".

وتابع بيسكوف "لكننا نأمل، على الاقل، انه بوصول السفير الجديد ستتمكن البعثة الدبلوماسية الاميركية في موسكو من المساهمة في اعادة ترميم العلاقات بيننا". وكان ترامب وعد بتحسين العلاقات التي تدهورت الى ادنى مستوياتها منذ الحرب الباردة على خلفية الازمة في اوكرانيا.

الا ان الادعاءات والاتهامات بحصول تآمر بين حملته الانتخابية وروسيا حالت دون تنفيذ تلك الوعود. وشغل هانتسمان، الحاكم الجمهوري السابق لولاية يوتاه، عددا من المناصب في الادارة الاميركية، ولا سيما في عهد الرئيس السباق باراك اوباما الذي عيّنه سفيرا لدى الصين بين العامين 2009 و2011.

وخاض هانتسمان السباق الرئاسي العام 2012. لكنه انسحب بعد بضعة أشهر ليعلن تأييده للمرشح الذي فاز آنذاك بترشيح الحزب الجمهوري ميت رومني.

وخلال جلسة المصادقة على تعيينه سفيرا لدى روسيا قال هانتسمان إن "لا شكوك" لديه بان روسيا تدخلت بانتخابات الرئاسة الاميركية عام 2016 وان موسكو لا تزال "تهدد استقرار" اوروبا.

وكان احد اسلافه مايكل مكفاول غادر منصبه بعد سنتين فقط من تعيينه سفيرا في موسكو.

ومكفاول استاذ العلوم السياسية تخرج من جامعة ستانفورد، وغادر منصبه في 2014 بعد ان اثارت لقاءاته مع قادة المعارضة في روسيا استياء موسكو، حيث تعرض لحملة مضايقات من ناشطين موالين للحكومة ومحطات تلفزيونية.

وخلف مكفاول الدبلوماسي جون تيفت الذي استدعي من التقاعد، وشغل منصب السفير في موسكو بين 2014 و2017.