ناقشت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية حادث إطلاق النار في لاس فيغاس بالولايات المتحدة، واصفة إياه "بالعمل الإرهابي الجبان".

وكان 59 شخصاً على الأقل قد قُتلوا وأصيب 529 آخرين خلال حفل موسيقي الذي حضره 22 ألف شخص.

"الإرهاب صار يتمدّد"

تقول "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها إن "الإرهاب صار يتمدّد ومخاطره باتت تشكّل هاجساً لكل دول العالم، بعدما تعرّض المحتفلون، وعددهم بالآلاف، لإطلاق نار، هذا العمل الإرهابي مدان بكل المعايير الإنسانية والأخلاقية والدينية وهو يؤشر إلى مدى الخطر الذي يهدد العالم جراء هذا الوباء الخبيث ".

وترى الصحيفة أنه "خلال متابعة العمليات الإرهابية التي تقع في مناطق مختلفة من العالم، تتزايد القناعة بأن الإرهاب ليس بالضرورة أن يكون دينيا، انما قد يتخذ أي شكل أخر، عنصري أو قومي أو فوضوي، وهو أيضاً لم يعد يشكّل تهديداً لدولة معينة، صغيرة كانت أم كبيرة، ولم تعد هناك دولة بعينها بعيدة عن مرمى نيران الإرهاب".

من جانبه، يقول سمير السعداوي في "الحياة" اللندنية: "إذا كان القاسم المشترك بين الأعمال الإرهابية هو الإجرام الذي لا فائدة منه، فإن الضرر المشترك الذي تتسبب به، هو تقييد حركة الناس وزيادة الصعوبات في وجه تعاملاتهم اليومية، وصولاً إلى دفع دول ومجتمعات إلى الانغلاق والتقوقع. غير أن فوق كل ذلك، ثمة نتيجة سياسية تتمثل في صعود الأحزاب والتنظيمات اليمينية المتطرفة الداعية إلى الكراهية والمناهضة للمفاهيم الإنسانية الجامعة".

ويعتبر الكاتب أن "توافر السلاح رفع حصيلة الضحايا الأبرياء في لاس فيغاس، مما يعني أن بداية كبح جماح العنف لا بد أن تكون في منع بيع الأسلحة وحيازتها، الأمر الذي يواجه بمعارضة شديدة من جانب أوساط تجارة الأسلحة وأدوات الصيد في الولايات المتحدة".

"مزيد من الفوضى"

يقول حازم عياد في "السبيل" الأردنية إن "النزعة للعنف واستهداف الجموع بات سمة آخذة في الاتساع في الولايات المتحدة في حين أن الغموض في تفسير هذه الظواهر الإجرامية والمحرجة لا تزال سيد الموقف، فالتفسيرات الغامضة تؤدي إلى مزيد من الفوضى في أمريكا والعنف المتبادل بين أفراد المجتمع الأمريكي، كما أن لها تبعات سياسية بتقاذف الاتهامات بين أجنحة التيارات السياسية المتصارعة في أمريكا".

مقتل حوالي 59 شخصا في حفل بلاس فيغاس ، وترامب يصف الهجوم بأنه "شر مطلق"

ويمضي الكاتب موضحاً أن "الجدل حول الحادثة سيزيد من سخونة المشهد والتوتر داخل الولايات المتحدة الأمريكية مخلفا دائرة مفرغة يُصعب الخروج منها؛ فالصراع بين ادارة البيت الأبيض والخصوم ستزداد قوة ،والاتهامات المتبادلة ستصبح اكثر وضوحا بين الاطراف المتنافسة في امريكا".

وأضاف أن "فحادثة لاس فيغاس ليست عادية لا من حيث التوقيت والسياق أو عدد الضحايا أو المنخرطين والمتورطين فيها من أبناء الشعب الأمريكي، فالحادثة ستعمق الانقسامات السياسية وتزيد من حدة الاحتقان فضلا عن تداعياتها على السياسة الخارجية مستقبلاً".

من جهته، كتب أحمد محمد الشحي في "البيان" الإماراتية قائلاً: "الإرهاب ظاهرة عالمية، تتخذ من الأفكار المتطرفة والمصالح المتوحشة دافعاً للجناية، ومن العنف المسلح أداة للتنفيذ، وقد تخفي أفكارها بحجاب زائف، يخدع الجهلاء، ويغر البسطاء، فيقعون في شباكها".

وأوضح أنه "لا شك في أن وراء هذه الظاهرة عوامل عدة، من أهمها دعاة الإرهاب، الذين يسخِّرون الشبهات والإغراءات ووسائل السيطرة والخداع لتجنيد العقول لخدمة أجنداتهم الإرهابية".

أما عزة شتيوي فتقول في "الثورة" السورية: "لم نسمع صوت الانفجارات في دمشق فقط بل جاءنا صداها أيضا من ولاية لاس فيغاس الأمريكية، والأولى يتبناها الإرهاب بما يمثل من داعش والنصرة، والثانية تبناها داعش شخصيا. وما على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلا أن يفهم بأن ما يقلبه من طاولات لمكافحة الإرهاب في سوريا وصل زلزاله إلى عقر داره".