«إيلاف» من لندن: فيما ينتظر ان يصل جثمان الرئيس العراقي السابق جلال طالباني من المانيا الى بغداد غدا حيث سيجري له تشييع رسمي فقد تم اعلان الحداد 3 ايام في العراق واسبوعا في الاقليم بينما وصفت الامم المتحدة الراحل بأنه رجل الاعتدال والحوار .. في حين اعتبرت حكومة الاقليم الغاء الاستفتاء غير ممكن داعية بغداد الى البدء بالحوار لحل المشاكل العالقة.

وتم الاعلان اليوم الاربعاء ان جثمان طالباني الذي توفي امس في احدى مستشفيات المانيا حيث كان يعالج من ازمة صحية سينقل الى العاصمة العراقية بغداد غدا ليجري له تشييع رسمي مهيب تشارك فيه الرئاسات الثلاث وقادة الكتل والاحزاب السياسية ثم ينقل بعدها الى اقليم كردستان حيث سيوارى الثرى هناك. 

العبادي يعلن الحداد في العراق ثلاثة ايام

وقد اعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الحداد في البلاد على روح الفقيد لمدة ثلاثة أيام وامر بارسال طائرة خاصة الى المانيا لاعادة الجثمان الى العراق. وقال العبادي في رسالة عزاء "تلقينا بحزن عميق نبأ وفاة الاخ الرئيس السابق جلال طالباني رحمه الله، نعزي عائلة المغفور له وشعبنا العراقي عامة ومواطنينا الكرد خاصة واخوتنا في الاتحاد الوطني الكردستاني بوفاة هذه الشخصية المناضلة الصلبة ذي التأريخ الطويل في مقارعة الدكتاتورية وشريكنا المخلص في بناء العراق الديمقراطي الجديد".
وأضاف العبادي في بيان صحافي الاربعاء تابعته "إيلاف" انه "في هذا الظرف الحسّاس نحن احوج ما يكون الى اعتداله وعقلانيته وحكمته وحرصه على وحدة العراق وتعزيز الاخوة العربية الكردية ضمن عراق واحد، ونتذكر دوما وصفه للشعب العراقي بباقة الورد المتنوعة".
ومن جهته فقد اعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الحداد العام في الاقليم أسبوعا كاملا فيما عزا العاهل السعودي الملك سلمان الرئيس العراقي فؤاد معصوم وعائلة الفقيد قائلا في برقية مواساة "علمنا بنبأ وفاة فخامة الرئيس السابق لجمهورية العراق جلال الطالباني ـ رحمه الله ـ وإننا إذ نبعث لفخامتكم ولأسرة الفقيد ولشعب جمهورية العراق الشقيق بأحر التعاز وصادق المواساة لنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته وأن يحفظكم من كل سوء إنا لله وإنا إليه راجعون".

وكان العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله قد قلد طالباني في ابريل عام 2012 قلادة الملك عبدالعزيز التي تمنح لقادة وزعماء الدول الشقيقة والصديقة وهو أعلى وسام في المملكة تعبيراً عن تقديره للدور الذي اضطلع به طالباني في توحيد كلمة العراقيين. 

الامم المتحدة : رجل الاعتدال والحوار

ومن جهتها وصفت الامم المتحدة طالباني برجل الاعتدال والحوار والتفاهم والاحترام المتبادل في السياسة العراقية المعاصرة.

واعتبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه اليوم الرئيس العراقي السابق ومؤسس وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني رمزٌ تاريخيّ للنضال الكردي من أجل حقوق الكرد ضد الدكتاتورية ومن أجل الديمقراطية وصوتٌ رائدٌ في الاعتدال والحوار والتفاهم والاحترام المتبادل في السياسة العراقية المعاصرة.

 وقال كوبيش: "إننا نشعرُ ببالغ الحزن إزاء نبأ وفاة السيد طالباني، فقد كان قائداً تاريخياً ورجلَ دولةٍ ووطنياً ذا حكمةٍ فريدةٍ وبصيرةٍ نافذة. فمن خنادق جبهات القتال في الثمانينات خلال مقارعة الدكتاتورية إلى أروقة السلطة في بغداد في العقد الماضي .. عمل "مام جلال" من أجل نيل وتعزيز الحقوق الوطنية سوياً مع العراق المتنوع والموحّد الذي تعيش فيه مختلف مكوناته جنباً إلى جنبٍ في سلامٍ ومساواةٍ وانسجام."

وأضاف أن طالباني يُذكَرُ بكلّ فخرٍ بوصفه محارباً مقداماً من أجل الحقوق الكردية وضدّ ظلم النظام القمعيّ خلال السبعينيات والثمانينيات والتسعينات، وسياسياً براغماتياً ورمزاً وطنياً لعراقٍ جديدٍ ساهم في إرساء الديمقراطية والفيدرالية فيه من خلال الدستور العراقي الحديث الذي شارك في إعداده، ليكون بعد ذلك أول رئيسٍ جديدٍ منتخبٍ ديمقراطياً في العراق.

وقال كوبيش "وكما كان "مام جلال" يضع الحقوق الكردية في صميم قلبه ويعمل جاهداً معظم حياته للمضي قدماً في هذا المسعى، كان على حدٍ سواء وفياً لهويته العراقية، وكفل المكان الصحيح للكرد في عراقٍ حرّ وموحّدٍ وديمقراطي."

وكان طالباني توفي امس في المانيا حيث كان يعالج من ازمات صحية بعد حياة سياسية حافلة ارتبطت بتاريخ العراق والحركة الكردية في شمال البلاد وهو اول شخصية كردية تتولى رئاسة العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 .

وكان طالباني (83 عاما) قد نقل الى المانيا قبل اسابيع للعلاج من آثار تصلب في الشرايين وجلطة دماغية اصيب بهما قبل ثلاثة اعوام .. وقبل ذلك عولج طالباني مطلع عام 2007 في مدينة الحسين الطبية بعمان .

ومكث طالباني في ألمانيا نحو عام ونصف حتى عاد للعراق في 20 يوليو تموز عام 2014، إلا أن حالته الصحية بقت غير مستقرة وخلفه فؤاد معصوم وهو كردي ايضا في رئاسة الجمهورية حيث انتخبه البرلمان العراقي في 24 يوليو تموز عام 2014 رئيساً ثامنا لجمهورية العراق.

اربيل لبغداد : الغاء الاستفتاء ليس ممكنا وعليكم بالحوار

اعتبرت حكومة اقليم كردستان العراق انه من الصعب تلبية طلب بغداد بالغاء الاستفتاء داعية اياها الى البدء بحوار ومفاوضات لحل المشاكل العالقة بين الطرفين. 

وقال المتحدث باسم حكومة إقليم الاقليم سفين دزيي في بيان اليوم تابعته "إيلاف" ردا على دعوة العبادي 

بالغاء نتائج الاستفتاء على الانفصال والانسحاب من المناطق المتنازع عليها خارج الاقليم "ان الدستور العراقي لا يمنع اجراء الاستفتاء وهو اجراء ليس ضد القانون الدولي.. مشيرا الى أن "قوات البيشمركة تقوم بحماية هذه المناطق".

واضاف "ان الغاء نتائج الاستفتاء ليس بالأمر الهيّن كما يعتقد المسؤولون في بغداد لأن هذه المسألة اصبحت متعلقة بالشعب الكردستاني وهو من قرر مايريده في اطار هذا الاستفتاء ولم يعد الأمر بيد حكومة إقليم كردستان أو اي اطراف سياسية كردستانية اخرى"
واوضح انه "بالنسبة للمناطق التي تقع خارج ادارة الإقليم فقد دافعت عنها قوات البيشمركة بعد هجوم داعش على هذه المناطق وقامت بحمايتها بدون ان تفرق بينها على أساس ديني أو قومي بالإضافة الى ان قوات البيشمركة ليست قوات آتية من خارج العراق لكي تستولي على هذه المناطق، فقوات البيشمركة وكما يشير اليها الدستور العراقي هي جزء من النظام الدفاعي والأمني للعراق الفدرالي".
وشدد المتحدث الكردي في الختام على "ضرورة البدء بالحوار ومفاوضات جدية بين أربيل وبغداد لحل المشاكل العالقة والابتعاد عن التصاريح التي قد تؤدي الى تفاقم الوضع اكثر".

وكانت الحكومة العراقية اشترطت الاثنين الماضي لاجراء حوار مع سلطات اقليم كردستان الغائها لتائج "الاستفتاء غير الدستوري" ودعتها لايقاف التصعيد والاستفزاز في المناطق المتجاوز عليها من قبل الاقليم" في اشارة الى ممارسات السلطات الكردية في كركوك ومناطق من محافظات ديالى وصلاح الدين والموصل دأبت على تهجير العائلات العربية والاعتداء على مقرات الجبهة التركمانية واحزابها.

ويوم امس حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مسعود بارزاني من خطورة تحشيده العسكري في محافظة كركوك وطالبه بسحب قواته من المناطق المتنازع عليها التي احتلتها قواته البيشمركة ودعا لادارة المناطق المتنازع عليه بادارة مشتركة بقيادة السلطات الاتحدية.