ناقشت بعض الصحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية أعمال حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية بعد عقدها أول اجتماع لها في غزة قبل يومين برعاية مصرية.

وسادت الصحفَ العربية نبرةُ تفاؤل، حيث اعتبرتها خطوة مهمة نحو تحقيق مصالحة شاملة يمكن أن تفضي إلى استئناف مسار التفاوض مع إسرائيل وصولا إلى حل إقامة الدولتين.

"بداية الطريق"

تقول جريدة "القدس" الفلسطينية إن "تحقيق الوحدة لا يبدو أمرا سهلا ولكنه بالتأكيد ليس أمرا مستحيلا وإنما هو ممكن وفي تناول اليد إذا توفرت النوايا الصادقة وحسمت الأطراف مواقفها".

وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه لا يمكن تجاهل الدور المصري "الذي كان البداية وما يزال على سلم أولويات القاهرة ابتداء من المسؤولين الذين زاروا ويزورون الضفة وغزة وانتهاء بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أكد حرص مصر على تحقيق الوحدة وأهمية ذلك للقضية الفلسطينية والمنطقة عموما".

ويرحَّب منيب رشيد المصري في موقع "دنيا الوطن" الفلسطيني بالحكومة الجديدة، مؤكدا أن "المصالحة هي بداية النهاية للاحتلال الإسرائيلي".

ويقول المصري: "الكل يعلم بأن إنهاء الانقسام هو بداية الطريق لإنهاء الاحتلال، وأن هذه الطريق طويلة وتحتاج إلى اتفاق داخلي على شكل وطبيعة وأدوات النضال، وأيضا إلى تحالفات خارجية تساعد وتدعم نضال الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تمكين المواطن وتحسين مستوى معيشته ودخله".

وعلى الموقع ذاته، يؤكد وليد القططي أن "إنهاء الانقسام البغيض وتحقيق الوحدة الوطنية المرّجوة مطلب شعبي واستحقاق وطني يُحقق بالتأكيد المصلحة الشعبية والوطنية".

ويضيف أن أي مصالحة وطنية يجب "أن تُعالج الأسباب التي مهدّت للانقسام كي لا يتكرر سيناريو الانقسام من جديد، ومن هذه الأسباب بل في مقدمتها الفكر السياسي الفلسطيني الذي أنتج اتفاقية وسلطة أوسلو".

ويقول فايز أبو شماله في موقع "فلسطين أون لاين": "للمصالحة الفلسطينية شقان، شق حياتي، وشق سياسي، ورغم أهمية الشق الحياتي والمعيشي في حياة سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن المصالحة بحاجة إلى الشق السياسي الذي يستوجب التوافق، ويستصرخ المشاركة في تحمل المسؤولية، وهو القادر على إدخال الفرح الحقيقي للقلوب".

مصر طرف في المعادلة

وعن دور مصر في لمِّ شمل حركتي "حماس" و"فتح"، يقول أحمد جميل عزم في "الغد" الأردنية: "تتدخل مصر على ما يبدو هذه المرة في المصالحة الفلسطينية بطريقة تختلف عن المرات الفائتة، وبغض النظر عمّا إذا كان ما يجري مخططاً، أو تطور بطريقة غير مقصودة".

ويضيف عزم أن "مصر لا تلعب دور وسيط ضامن للتنفيذ فيما يجري في غزة الآن، وحسب، ولكنها أيضاً دخلت بشكل أو آخر طرفاً في المعادلة، وصار لديها أوراق مؤثرة أكثر من الماضي، حتى إنْ لم تقصد ذلك".

ويفند قائلاُ إن "من هذه الأوراق محمد دحلان، فضلا عن أنّه صار لها مصلحة مختلفة نسبيّاً، تتعلق بسيناء، وأمنها، ومواجهة الدور الإقليمي لقطر".

مصر لا تلعب دور وسيط ضامن للتنفيذ فيما يجري في غزة الآن، وحسب، ولكنها أيضاً دخلت بشكل أو آخر طرفاً في المعادلة، وصار لديها أوراق مؤثرة أكثر من الماضي

ويضيف أن الرئاسة الفلسطينية "تدرك الآن أنّ التراجع في ملف المصالحة سيجر مشكلات مع القاهرة، واحدة منها دعم محمد دحلان".

وأضاف أن "حماس تدرك أنّه لا حل للوضع دون الموافقة المصرية. والقاهرة لا تريد أنّ تحدث حلحلة على قاعدة 'الانقسام' بل ضمن إطار فلسطيني موحد، يضمن أيضاً استمرار حماس في نهج التغير السياسي باتجاه قبول التسويات السلمية، على غرار ما طرحته وثيقة الحركة، في شهر آيار (مايو) الفائت".

وترى "الأهرام" المصرية أن المصالحة الفلسطينية ضرورة لاستئناف مسار التفاوض مع إسرائيل.

فتقول الصحيفة في افتتاحيتها: "لأنه لا يمكن العمل مع إسرائيل والأطراف الإقليمية والدولية المعنية من أجل استعادة مسيرة السالم والوصول إلى تسوية سياسية، تحقق حلم الدولة الفلسطينية، دون إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، ليكون جبهة موحدة تستطيع خوض غمار المفاوضات من موقف قوي".

وتضيف: "ترى مصر الآن أن هناك فرصة سانحة للتحرك من أجل العودة لعملية التسوية، وعلى الدول العربية كافة والمجتمع الدولي المساعدة في هذه الجهود، على أساس حل الدولتين، حتى ينتهي هذا الصراع وتتفرغ المنطقة للتخلص من الإرهاب وخوض معركة التنمية والبناء".