أبرزت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الزيارة التي يقوم بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا.

وناقش المعلقون نتائجها المرتقبة التي قد تؤثر على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط،، وبخاصة في سوريا واليمن والعراق.

"مرحلة جديدة"

ويقول سلمان الدوسري في الشرق الأوسط اللندنية إن "مرحلة جديدة من تحالف سعودي - روسي مبني على المصالح المشتركة تلوح في الأفق مما ينعكس على أمن المنطقة واستقرارها، وهو هدف استراتيجي تسعى له الرياض كما موسكو، وفي الوقت نفسه مواصلة السعودية تقديم نفسها كلاعب إقليمي ودولي لا يمكن الاستغناء عنه".

ويضيف الدوسري "ظلت السعودية وروسيا تظهران وكأنهما خصمان وتتباعد المسافات بينهما آلاف الأميال، وضربت مساعي التقارب بينهما من أطراف عدة، إلى أن أثبتت الحقائق والوقائع أن البلدين ليسا كذلك إطلاقا، وهو ما ستفتح آفاقه زيارة الملك سلمان باعتبارها اللحظة التاريخية التي تدفع الطرفين للتوافق والتقارب، ودخول علاقاتهما مرحلة أكثر تفاهما وأعمق تعاونا وأوسع نطاقا".

وفي مقال بعنوان "سلمان وبوتين، قمة تاريخية"، يقول راجح الخوري في النهار اللبنانية إن أهمية الزيارة تكمن في أن السعودية هي "حارس بوابة الشرق الأوسط التي يمكن أن تفتح أبواب المنطقة أمام روسيا، وتمهّد لتحسين علاقات موسكو مع معظم دول المنطقة".

ويضيف الخوري "مجموعة من الملفات الساخنة ستكون محور المحادثات بين الملك سلمان والرئيس بوتين؛ من اليمن حيث يفترض دعم الشرعية في وجه الانقلابيين الذين تحركهم إيران، وأيضا تطورات الوضع في سوريا بعد الدخول في مرحلة مناطق خفض التوتر، إلى العراق حيث يرتفع الغيظ من تمادي العبث الإيراني، إضافة طبعاً إلى العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين".

كما يقول علي نون في المستقبل اللبنانية "ليس خبرا عاديا أن يزور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز روسيا، بل هو خبر استثنائي، غير مسبوق أولا، ويؤشر ثانيا على أن عالم اليوم محكوم ببراغماتية تتخطى الاصطفافات المسبقة والمواقف المؤدلجة والتعليب الفكري الذي ربط العلاقات الدولية في زمن الحرب الباردة خصوصاً، بحبال أكبر من السياسة والاقتصاد والتجارة وحركة الأسواق".

أما مازن حماد فكتب مقال في الوطن القطرية بعنوان " لماذا زيارة سلمان لموسكو ؟" يؤكد فيه "أن هدف هذه الزيارة هو إقناع روسيا بكبح جماح إيران ووقف توسعها السياسي والجغرافي"، مشيراً أن بوتين "لن يغير موقفه بشأن طهران إرضاء لأحد، حتى لو كانت السعودية".

ويختتم حماد بالقول "قد يكون من مصلحة موسكو في ضوء هذه المستجدات، إرضاء أنقرة وطهران، أكثر من إرضاء الرياض التي شعرت الآن بضرورة ذهاب الملك بنفسه إلى روسيا، بعد أن سلّم أوباما النسخة الأمريكية الأولى من مفاتيح سوريا إلى بوتين، ثم سلمه ترامب النسخة الثانية".

"زيارة تاريخية"

أما الصحف السعودية فقد احتفت بالزيارة التي تعد الأولى لأي ملك سعودي إلى روسيا منذ اعتراف موسكو بالمملكة عام 1926.

ويقول خالد بن حمد المالك في الجزيرة "أمام زيارة تاريخية، لا يقتصر الأمر فيها على الجانب الاقتصادي - وهو مهم جداً لكلينا - وإنما هناك عناوين أخرى لقضايا ذات أهمية للدولتين، نذكّر ببعضها: الأمن والإرهاب، والتعاون في مجال النفط من حيث أسعاره وكمية إنتاجه، والسياسة وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والوضع في سوريا والعراق واليمن، وزيادة التعاون في مجالات الإعلام والثقافة والتعليم".

وفي عكاظ، يقول محمد الساعد "يزور الملك سلمان بن عبدالعزيز موسكو حاملا بين يديه السعودية الجديدة، الطموحة الشابة والناهضة لبناء مئة سنة أخرى، زيارة لا يمكن أن تكون عادية لمكانة الزعيمين ولما تحمله من زخم غير مسبوق، وكما كانت موسكو أول دولة تعترف بالمملكة فمن الجميل أن تكون شريكة مهمة في مستقبل القرن السعودي القادم."

كما يؤكد عبدالله بن موسى الطاير في الرياض أن "المملكة لا تنتظر من روسيا تغيرا جوهريا في موقفها من سوريا، كما أن روسيا لا تتوقع من المملكة تغاضياً عن الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب السوري، ولكن يمكن للدولتين العمل على تضميد جراح سوريا واختصار مدة المعاناة والعمل سوياً ضمن المنظومة الدولية".