اهتمت الصحف العربية بالمعركة التي بدأتها فصائل سورية معارضة بدعم تركي لاستعادة السيطرة علي مدينة إدلب التي تخضع بدرجة كبيرة لجماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة.

كما ناقشت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول كوريا الشمالية وإيران.

وحذر ترامب أمام تجمع للصحفيين في البيت الأبيض من أن الوقت الراهن ربما يكون بمثابة "لحظة الهدوء التي تسبق العاصفة".

"عاصفة" ترامب

وفي مقال بعنوان " تهوّر ترامب يقلق العالم" في الحياة اللندنية، يقول إلياس حرفوش إن الرئيس الإيراني رد علي "عاصفة ترامب بالقول إن عشرة من أمثاله لن يستطيعوا منع إيران من الإفادة من الاتفاق النووي مع الغرب، فيما بادر الرئيس الكوري إلى الرد بأن خطاب ترامب أقنعه بضرورة امتلاك سلاح نووي".

ويقول عبدالباري عطوان في رأي اليوم اللندنية: "كان (ترامب) يريد إيصال هذه الرسالة إلى الشعب الأمريكي والعالم، ولكن البعض الآخر من المحللين يقول بأن المسألة جدية، وأن الرئيس الأمريكي متهورا يعيش مزاج الحروب، بعد اتهامه من قبل منتقديه بأنه شخص بفم كبير يطلق تهديدات عديدة لم ينفذ أي منها".

ويرى محمد صادق الحسيني في البناء اللبنانية أن "أي خطوة من هذا القبيل ستعني تحول إيران مجددا دولة نووية كاملة الدسم، أيّ إلى دولة تخصّب اليورانيوم بنسبة تزيد على الـ 20 في المئة خلال أقلّ من 48 ساعة... إضافة إلى إضفاء المشروعية الكاملة لمنظومة الصناعات الصاروخية الإيرانية المتوسطة والبعيدة المدى العابرة للقارات".

ويقول جورج شاهين في الجمهورية اللبنانية: "المواجهة التي يخوضها ترامب لها وجهان أساسيان. أحدهما في اتجاه الداخل للجم المعارضة من ضمن فريقه الوزاري والإستشاري والإستخباري والساعين إلى توسيع الهوة بينهما لتجاوز ما تعانيه إدارته المهتزة، وخصوصا أنهم يعتقدون أن ليس لديه الخطط البديلة القابلة للتنفيذ لكل ما يريد تدميره".

ويضيف شاهين أن ترامب "يراهن على فتح المفاوضات من جديد مع الإيرانيين حول الصواريخ والمرحلة اللاحقة من الإتفاق النووي في موازاة السعي الى تقليص الدور الإيراني في سوريا من خلال تفاهمات قوية مع الروس".

ويقول عادل المطيري في العرب القطرية إن هناك من يعتقد أن الرئيس الأميركي "يتبع المثل الشعبي الخليجي 'اضرب المربوط يخاف المنفلت'، والمربوط هنا إيران، والمنفلت بالطبع كوريا الشمالية".

معركة إدلب

قوات تركية على الحدود مع سوريا
AFP
قوات تركية على الحدود مع سوريا

وتقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها: "إن دخول تركيا هذه المعركة من خلال الجيش السوري الحر وبدعم جوي روسي، وإسناد بري تركي يؤشر إلى تغير في سياسة أنقرة التي كانت مهدت لهذا القرار قبل أيام بحشد عسكري في محافظة هاتاي الحدودية مع سوريا".

وتضيف الصحيفة: "هذه الخطوة قد تستكمل بخطوات أخرى مماثلة على جبهات أخرى، وتفتح الطريق لتحقيق إنجازات ميدانية مشتركة توفر أرضية لتفاهمات مطلوبة في مفاوضات أستانة وجنيف المقبلة وتمهد لتسوية سياسية تضع حداً للحرب المدمرة التي طال أمدها على اتساع الجغرافيا السورية".

ويرى صهيب عنجريني في الأخبار اللبنانية أن "اللاعب التركي" قاسم مشترك أساسي... بين حقبة صعود جبهة النصرة وهيمنتها شبه المطلقة على محافظة إدلب، ومرحلة الانحدار التي توشك أن تتحول أمرا واقعا".

ويضيف: "كما حقق الأتراك مكاسب من استثمار داعش في المرحلتين، يتهيّأون اليوم لتكرار السيناريو وجني مكتسبات أفول ’النصرة‘ كما جنَوا ثمار صعودها".

ويقول ياسر الزعاترة في الدستور الأردنية تحت عنوان "بوتين يلهث في سوريا": "كل صيحات الانتصار التي يطلقها الروس في سوريا لا تخفي حقيقة المأزق الذي يعانونه هناك، وسط حرصهم الشديد على التوصل إلى حل قبل كأس العالم في 2018، وللخروج من هواجس التورط الطويل أيضا".

ويرى الكاتب "مأزقا" روسيا في سوريا يتمثل في "العجز عن تحقيق حسم عسكري" كما يشير إلي أن "الجانب الآخر في المأزق هو شعور بوتين بأن الولايات المتحدة تلاعبه في سوريا، وهي معنية بإطالة نزيفه وورطته، لا سيما أن واشنطن ليس لديها ما تخسره هناك".

ويختم الزعاترة مقاله بالقول إن هذا سيدفع بوتين إلي "إيجاد تفاهمات مع الدول التي يعتقد أن بوسعها أن تساعده في سوريا، وبخاصة تركيا والسعودية وقطر، لكن مساعدة من هذا النوع لن تكون بلا ثمن، والثمن الأهم هو تقليم أظافر إيران في سوريا، وهنا يتعزز التناقض مع المحور الإيراني".

وتتساءل الرأي اليوم في افتتاحيتها إذا ما كانت عملية إدلب تعني "انتقالا علنيا للتقارب التركي السوري؟ وهل بَدأت الاستعدادات لمَعركة درعا وإعادة فَتح مَعبر نصيب مع الأردن".

تقول الصحيفة: "صمت القيادة السورية لهذه العمليّة التركية الروسية في إدلب يوحي بأنّها كانت على علم بتفاصيلها وموعد تنفيذها".