دعت السعودية إلى تضافر الجهود الدولية في سبيل التصدي لكافة أشكال الإرهاب ومنظماته وسن المزيد من الأنظمة والتشريعات المجرمة للعمليات الإرهابية وتجفيف منابع الفكر الإرهابي ومصادر تمويله ووضع قوائم بأسماء التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها.
 
إيلاف من الرياض: أكدت السعودية في الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ضمن أعمال الاجتماع الـ 137 للاتحاد البرلماني الدولي في سانت بيترسبرغ بروسيا الاتحادية، والذي يعقد تحت عنوان "تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الحوار بين الأديان والأعراق"، أن المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز تؤمن بأن الحوار إحدى الوسائل الفاعلة لتحقيق حياة كريمة تتسم بالأمن والسلام والرخاء.
 
وأوضح رئيس مجلس الشورى أن المملكة تسعى إلى نشر ثقافة الحوار محلياً وإقليمياً وعالمياً بما يسهم في تعزيز وترسيخ التعايش والاحترام وبناء السلام العالمي، مستعرضاً الجهود الكبيرة التي يقوم بها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وما يقوم به من لقاءات دورية حول مختلف القضايا المحلية وفي مختلف مناطق المملكة.
 
وعد الدكتور عبدالله آل الشيخ، تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا، وتأسيس مركز الملك سلمان للسلام العالمي في ماليزيا، يأتيان انطلاقاً من إيمان المملكة بأن الإنسان قادر على جعل العالم واحة أكثر سلاماً واطمئناناً لتتعايش فيه كافة الشعوب من خلال الأسس الإنسانية المشتركة وبما يرسخ الأمن والسلم الدوليين.
 
الفكر المتطرف
وأكد رئيس مجلس الشورى أن المملكة لم تألُ جهداً في سبيل التصدي لكافة أشكال الإرهاب والمشاركة في أي جهد دولي لمحاربته حيث نظمت المملكة مؤخراً القمة العربية الإسلامية الأميركية وكان من أبرز موضوعاتها التطرف والإرهاب وسبل محاربته والقضاء عليه، كما أسست المملكة المركز العالمي لمواجهة الفكر المتطرف (اعتدال) ومقره الرياض.
 
وعن مواقف المملكة العربية السعودية تجاه القضايا الإقليمية والدولية نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن رئيس مجلس الشورى تأكيداته أن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتمامات المملكة، داعياً إلى تحقيق السلام العادل والشامل وفق القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.
 
وفي ما يخص اليمن، شدد على أن المملكة تدرك حجم المعاناة التي يمر بها الشعب اليمني، وقال "المملكة لن تتوانى عن الوقوف إلى جانب اليمنيين وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها المملكة في السنوات الأخيرة ما يزيد عن ثمانية مليارات دولار شملت مختلف الجوانب الإنسانية والطبية والإنمائية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أو منظمات الأمم المتحدة ".
 
وفي الشأن السوري أوضح أن المملكة ترى أن الصراع الدامي لا يمكن حله إلا من خلال الحل السياسي القائم على إعلان (جنيف 1) وقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
 
إغاثة الروهينغا
وأشار إلى توجيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بتخصيص مبلغ خمسة عشر مليون دولار أميركي لإغاثة مهجري الروهينغا وتواصله مع حكومة بنغلادش لفتح المعابر لهم، مطالباً المجتمعين بدعوة حكومة ميانمار إلى الالتزام بمسؤولياتها بموجب القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان.
 
وكانت أعمال الاجتماع السابع والثلاثين بعد المئة للاتحاد البرلماني الدولي قد بدأت في سانت بيترسبرغ، حيث أقر الاجتماع بنداً طارئاً على جدول أعماله تقدم به المجلس الاتحادي الوطني بدولة الإمارات بشأن الأزمة الإنسانية للروهينغا.
 
وسيتم ضمن أعمال هذه الدورة اختيار أحد المتنافستين غابرييلا كويفاس بارون من المكسيك أو إيفون باسادا من الأوروغواي لرئاسة الاتحاد البرلماني الدولي الذي تأسس في العام 1889، خلفاً للرئيس الحالي صابر شودري.