أكد العاهل السعودي الملك سلمان رفض بلاده لنتائج الاستفتاء الكردي على الانفصال، مؤكدًا دعم وحدة العراق وإقامة أفضل العلاقات معه.. فيما شدد الاتحاد الأوروبي على دعمه لوحدة العراق واحترام دستوره.. بينما أعلن ترمب حياه في النزاع بيرن بغداد وأربيل، في حين هاجم متظاهرون أكراد سفارة العراق بلندن.

إيلاف: جاء موقف العاهل السعودي خلال اتصال هاتفي أجراه الليلة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حيث شدد على "دعم المملكة لوحدة العراق ورفضها نتائج الاستفتاء الذي حصل في إقليم كردستان للانفصال عن العراق".. مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في كركوك، خصوصًا وأن العراق قد حقق انتصارات ملحوظة ضد الإرهاب". 
وأكد حرص المملكة على إقامة أفضل العلاقات مع العراق وتعزيز التعاون بين البلدين. من جانبه ثمّن العبادي موقف المملكة الداعم للعراق، مشيرًا إلى أن ما قامت به الحكومة العراقية اليوم هو إعادة لنشر القوات العراقية في محافظة كركوك بعملية سريعة وسلسة لم تسفر عن وقوع أي ضحايا أو جرحى، وتم الانتشار بيسر، إذ إن كركوك ينبغي أن تكون تحت سيطرة السلطة الاتحادية وفق الدستور، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

وشدد العبادي على حرص العراق أيضًا على إقامة أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، والتي سيزورها خلال الأسبوع المقبل وفد وزاري عراقي لتوقيع اتفاقيات تعاون تصب في مصلحة البلدين.

الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه لوحدة العراق
على الصعيد نفسه بحث العبادي اليوم خلال مكالمة هاتفية تلقاها من الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية فيديريكا موغيريني عملية انتشار القوات العراقية الاتحادية في محافظة كركوك وفرض النظام وتطبيق الإجراءات الدستورية والقانونية لفرض السلطة الاتحادية في جميع مناطق العراق.

وأكد العبادي خلال الاتصال أن الحكومة العراقية تسعى إلى فرض سلطتها الاتحادية بحسب القانون والدستور، وهي مستمرة في هذه الإجراءات التي تصب في مصلحة جميع العراقيين بما فيهم شعبنا الكردي.. وقال "إن دعوتنا لقواتنا كانت هي الحفاظ على المدنيين وأن أهالي كركوك قد استقبلوا قواتنا بالترحيب الحار، وجرت عملية الانتشار بانسيابية عالية".

من جانبها أشارت موغريني إلى دعم الاتحاد الأوروبي لوحدة العراق واحترام الدستور العراقي وتطلعه إلى أن تكون تطورات الوضع بالاتجاه الصحيح واستعداده لحمل أي رسالة للعالم من شأنها أن تسهم في استتباب الأوضاع الحالية.

ترمب: محايدون في النزاع بين بغداد وأربيل
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن بلاده محايدة في النزاع بين الحكومتين العراقية في بغداد والكردية في أربيل ومن التطورات في محافظة كركوك.

وأكد ترمب إن بلاده لا تنحاز إلى أي طرف في الاشتباكات بين بغداد والأكراد، مشيرًا في تصريحات للصحافيين إلى أن بلاده لا ترغب في أن تستمر الاشتباكات بين القوات العراقية الاتحادية والبيشمركة الكردية. وأوضح أن بلاده لا تنحاز إلى طرف في النزاع حول محافظة كركوك الاستراتيجية الغنية بالنفط. 

وفي وقت سابق اليوم حثت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" القوات العراقية والكردية على "تجنب القيام بأعمال تصعيد جديدة مؤكدة معارضة التحركات المزعزعة للاستقرار التي تشتت الانتباه عن محاربة تنظيم داعش".

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون لورا سيل ببيان إن "أميركا ما زالت تدعم العراق الموحد، وترى أن الحوار هو أفضل خيار لنزع فتيل التوترات." 

وأضافت إنه "على الرغم من قرار حكومة كردستان المؤسف بإجراء استفتاء من جانب واحد، ما زال الحوار هو أفضل خيار لنزع فتيل التوترات الحالية والمشكلات القائمة منذ فترة طويلة بمقتضى الدستور العراقي". ودعت "كل الأطراف في المنطقة إلى التركيز على التهديد المشترك الذي يمثله تنظيم داعش، وتفادي تأجيج التوترات بين الشعب العراقي".

أكراد يهاجمون سفارة العراق بلندن
هاجمت مجموعة من الأكراد العراقيين المؤيدين لانفصال إقليم كردستان عن العراق اليوم مقر السفارة العراقية في لندن، واشتبكت مع حراسها، وأطلقت هتافات مسيئة إلى العراق وحكومته.

وقد عبّرت وزارة الخارجية العراقية عن أسفها لأعمال الشغب التي أسفرت عنها تظاهرة قامت بها مجموعة من "دعاة التقسيم والانفصال" أمام السفارة العراقية في لندن، مؤكدة مضي الحكومة الاتحادية في طريق فرض القانون والتعاطي الدبلوماسي البنّاء مع دول العالم.

وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية في بيان تابعته "إيلاف" إن "وزارة الخارجية تعرب عن أسفها لأعمال الشغب التي أسفرت عنها تظاهرة قامت بها مجموعة من دعاة التقسيم والانفصال أمام السفارة العراقية في لندن هذا اليوم، بعدما أطلقت هذه المجموعة هتافات مسيئة تعبّر عن دوافع مغرضة تقف وراء هذه الأعمال التخريبية.

وأضاف "إذ تعبّر وزارة الخارجية العراقية عن رفضها لهذه الممارسات الخارجة عن القانون، فإنها تؤكد مضي الحكومة الاتحادية في طريق فرض القانون والتعاطي الدبلوماسي البنّاء مع دول العالم والتعاون على بسط التعايش والأمن والاستقرار في ربوع العراق والمنطقة والعالم".

وقال إن "وزارة الخارجية تدعو السلطات البريطانية إلى محاسبة الخارجين عن القانون ومثيري الشغب".. مشيرًا إلى أن الوزارة "وجّهت سفارة جمهورية العراق في لندن بمواصلة القيام بمهامها بشكل طبيعي، وعدم التاثر بأي عملية إعاقة أو تشويش وتقديم أفضل الخدمات إلى كل المواطنين العراقيين".

وفي وقت سابق اليوم قالت الحكومة العراقية إن قواتها تعتزم "حماية القواعد والمنشآت الاتحادية في محافظة كركوك"، حيث تلقّت القوات العراقية أوامر باستعادة قاعدة عسكرية وحقول نفطية في كركوك كانت القوات الكرديّة سيطرت عليها قبل ثلاث سنوات بُعيد سقوط مناطق عراقية بأيدي تنظيم داعش.