«إيلاف» من بيروت: بعد انطلاق صاروخ أرض جو من موقع للجيش السوري شرق دمشق، مستهدفًا طائرات إسرائيلية تحلّق في سماء لبنان، ومن ثم أغارت طائرات إسرائيل على الموقع، مستهدفة راداره، وبعدما وقعت الغارة الاسرائيلية من فوق الأراضي اللبنانية، يطرح السؤال ما هي مفاعيل رسائل التبادل الصاروخي بين سوريا وإسرائيل فوق الأراضي اللبنانية؟

يرى الوزير والنائب السابق بشارة مرهج في حديثه لـ"إيلاف"، أن لهذه الصواريخ المتبادلة بين سوريا وإسرائيل فوق الأراضي اللبنانية غرضين أو هدفين الأول الضغط على سوريا عسكريًا وعلى إيران بشكل غير مباشر، ومن جهة أخرى إعلان حضور إسرائيلي في مسرح العمليات في المنطقة، خصوصًا بعد الضربة التي تلقاها حليفها مسعود البارزاني في كركوك، أما بالنسبة للبنان، فهو موجود دائمًا في حلبة الصراع، ولم يعد بالإمكان تحييده أو تغييبه خصوصًا أن هذا الأمر حاصل منذ العام 1948.

خرق الأجواء اللبنانية

وردًا على سؤال بعدما أغارت إسرائيل من فوق الأراضي اللبنانية على موقع سوري من دون أن يصدر أي بيان رسمي من بيروت، كما أن الناطق باسم جيش اسرائيل لم يبرر خرق الأجواء اللبنانية معتبرًا أنها مهمة اعتيادية، يلفت مرهج إلى أنه منذ فترة بعيدة إسرائيل تخالف القرار 1701، ولا تكترث له، ولا تهتم بالسيادة اللبنانية، وهو أمر نلمسه كل يوم، ولذلك لبنان يتقدم كل فترة بشكاوى للأمم المتحدة احتفاظًا بحقه، لكن اسرائيل لا تنتظر أن يعلق الطرف اللبناني على خرقها لسيادة لبنان أو ما شابه.

لكن لبنان كونه لا يملك القدرة الصاروخية أو الجوية لمواجهة إسرائيل وخرقها الأمني لسيادته، لذلك كل ما يقوم به هو مجرد تقديم الشكاوى لمجلس الأمن.

المفاعيل العسكرية

عن المفاعيل العسكرية لاستهداف صاروخ أرض جوي سوري لطائرات إسرائيلية تحلق فوق لبنان، هل من معركة متوقعة مع إسرائيل في المنطقة؟ يؤكد مرهج أن وجود روسيا في سوريا، سيؤثر في ان تكون العمليات الإسرائيلية في المنطقة محدودة، وروسيا تتسلح بتفويض دولي بالنسبة لمواجهة "الإرهاب" في سوريا، ولذلك من خلال الاتصالات الدبلوماسية المدعومة بقدرة صاروخية على الأرض، يعتقد مرهج أن روسيا تستطيع إقناع إسرائيل بالحد من هذه العمليات، وتبقى العمليات إستعراضية أكثر مما هي واقعية وفعلية.

ساحة حربية واحدة

عما قاله وزير الأمن الإسرائيلي منذ فترة أن أي حرب على الجبهة الشمالية ستكون بين الجبهتين اللبنانية والسورية، يؤكد مرهج أنه بالنسبة لإسرائيل تبقى الجبهة الشرقية واحدة، لكن بالنسبة للأقطار العربية أي لبنان والأردن وسوريا لم يكن هناك تفاهم على توحيد هذه الجبهة، والوزير الإسرائيلي يتحدث عن نظرة إسرائيلية للموضوع، لم تتغيّر منذ سنوات، وهو يعتبر أن الجبهة قائمة بين لبنان وسوريا معًا، في حين ان الأطراف العربية لا تعترف بذلك، ولم تفعلّها وهي بقيت نظرية أكثر مما هي واقع.

لبنان المنقسم

وردًا على سؤال لبنان المنقسم اليوم حول الأمور المتعلقة بسوريا، كيف سيتحرك في حال أصبحت سوريا ولبنان جبهتين موحدتين بوجه إسرائيل؟ يعتقد مرهج أن التعامل مع سوريا اليوم يحتاج إلى الكثير من الواقعية، والتفاهم الداخلي، حتى نستطيع مواجهة المرحلة المقبلة.

وأمن لبنان يحتاج إلى تفاهمات داخلية يجب أن يستوعبه الجميع ويضعه في إطاره الواقعي، بعيدًا عن الخلافات السياسية حول الوضع في سوريا.